كيف تعمل شرائح التتبع من Apple وSamsung وسواها؟ وهل يجب أن تحصل عليها؟
منذ سنوات بدأت عدة شركات تعمل في مجال مهم جداً للعديد من المستخدمين: العثور على الأشياء سهلة الفقدان مثل علاقة المفاتيح والمحفظة أو حتى جهاز التحكم عن بعد، لكن بدلاً من البحث عنها بشكل يدوي وتقليب الأثاث على أمل إيجادها يمكن إيجادها بمجرد فتح الهاتف الذكي وتطبيق بسيط. وبينما بقي المجال مقسماً للعديد من الشركات في الماضي، يبدو أن الأمور تتغير الآن مع تقديم كل من سامسونج وApple لمنتجات شرائح التتبع.
في هذا الموضوع لن نتناول أياً من منتجات سامسونج أو Apple أو سواها بشكل خاص، بل سنتحدث عن فكرة شرائح التتبع وكيف تعمل أصلاً ولماذا هي فعالة بحيث يمكن أن تبقى شريحة التتبع تعمل حتى عام كامل قبل أن تحتاج استبدال بطاريتها.
ما هي شرائح التتبع؟
لمن لا يعرف بوجودها الآن، قد تبدو شرائح التتبع كمنتج أقرب للخيال العلمي، فهي مجرد قطعة إلكترونية صغيرة عادة ما تكون قريبة من حجم قطعتين نقديتين مكدستين فوق بعضهما لكن من الممكن وصل هذه الأداة مع أي شيء تخشى ضياعه وتريد معرفة مكانه دائماً مثل علاقة المفاتيح أو المحفظة أو سواها من الأشياء كثيرة الضياع.
حالياً هناك عدة منتجات متاحة من مختلف الشركات، حيث هناك الشرائح الخاصة بشركة Tile والتي تعمل في المجال منذ سنوات عديدة، كما هناك شرائح سامسونج وApple التي لا تزال حديثة العهد جداً وتقدم ميزة جديدة لتتبع أكثر دقة. لكن مختف هذه المنتجات تمتلك طريقة عمل متشابهة: شريحة إلكترونية يمكن استخدام الهاتف لمعرفة مكانها بالنسبة له، وفي بعض الحالات من الممكن أن تصدر صوتاً عند الحاجة حتى.
كيف تعمل شرائح التتبع؟
في الماضي كانت شرائح التتبع تستخدم طريقة واحدة للتبع وهي أمواج بلوتوث ذات التردد المنخفض. حيث تتعامل الشريحة وكأنها جهاز بلوتوث معتاد يرتبط مع الهاتف الذكي، وبالاعتماد على خصائص تقنية بلوتوث من الممكن معرفة مدى قرب الجهازين من بعضهما البعض وتحديد الجهة بشكل قليل.
في الإصدارات الأولى من تقنية بلوتوث كانت التقنية محدودة المدى بشكل كبير ونادراً ما يصل مداها حتى 10 أمتار فقط، لكن الآن من الممكن أن يصل مدى الاتصال حتى 100 متر في الحالة المثالية دون عوائق أو أشياء تمنع الإشارة من الوصول إلى هدفها، وهذه الأجيال الجديدة من التقنية هي ما يستخدم في شرائح التتبع.
في الشرائح الجديدة من Apple وسامسونج يتم استغلال تقنية بلوتوث بالطبع، لكن يتم أيضاً اعتماد تقنية أخرى هي الأمواج عريضة النطاق جداً أو ما يشار إليه باسم UWB حالياً. وهذه التقنية متفوقة بوضوح كونها تستخدم عدة هوائيات تتيح تحديد مكان الأجهزة بدقة كبيرة جداً تصل حتى سنتيمتر واحد فقط، كما يمكن أن يصل مدى التقنية إلى مسافات كبيرة تتجاوز عتبة 100 متر حتى وهذا بغض النظر عن العوائق الفيزيائية التي لا تعد مشكلة لهذه الأمواج ذات الطاقة المنخفضة.
هل يمكن استخدام شرائح التتبع مع أي هاتف؟
من حيث المبدأ يفترض أن تعمل شرائح التتبع مع أي هاتف صدر خلال 5 سنوات مضت على الأقل، لكن هناك نقطة مهمة للغاية هنا: يمكن أن تعمل الشرائح مع معظم الهواتف في وضع بلوتوث، لكن تقنية UWB الموجودة في شرائح التتبع AirTags من Apple أو SmartTag+ من سامسونج لا توجد في جميع الهواتف بل في نسبة قليلة منها في الواقع.
حالياً في حال كنت تستخدم هاتف iPhone من عام 2019 فما بعد (أيفون 11 أو أحدث) فهاتفك يمتلك التقنية ويمكنه الاستفادة من تحديد الموقع عالي الدقة والمدى الأوسع حتى، لكن في حال كنت تمتلك هاتف سامسونج فالأمر مختلف حيث هناك 3 هواتف تدعم التقنية حالياً: Galaxy S21 Plus وS21 Ultra وNote 20 Ultra. أما بقية هواتف الشركة فلن تستفيد من تضمين تقنية UWB في الشرائح الجديدة.
هذا الأمر يعني أن صرف المال لشراء شريحة تتبع تدعم تقنية UWB ليس خياراً فعالاً لمعظم المستخدمين، حيث أن صرف مال على تقنية لن تتمكن من استخدامها ليس فكرة جيدة، وشراء شريحة تتبع أرخص تعتمد بلوتوث فقط هو الأفضل.
مواضيع قد تهمك:
- كيف يغير “إنترنت الأشياء الطبية” عالم الرعاية الصحية للأفضل؟
- هل يمكنك العيش في منزل مطبوع؟ هذان الزوجان فعلاها
ما مدى فعالية شرائح التتبع في الواقع؟
عبر سنوات عديدة أثبتت شرائح التتبع أنها مفيدة للغاية في العديد من السيناريوهات مثل فقدان المفاتيح أو المحفظة أو حتى حقيبة السفر في المطار. وبفضل المدى الواسع لهذه الشرائح فهي شديدة الفعالية ومفيدة لغايات عديدة تتضمن اكتشاف السرقة أو فتح قفل الأبواب عن بعد بمجرد الاقتراب من المنزل وسواها.
في الواقع وبالنسبة لطريقة تضمين شرائح التتبع من قبل Apple وSamsung فهي أكثر فائدة حقاً، حيث أن كلاً من الشركتين قد جعلتا جميع الهواتف المتصلة بشرائح تتبع تعمل معاً كشبكة كبيرة، وطالما أن شريحة التتبع في نطاق عمل هاتف آخر من فئة هاتفك ستستمر بتتبعها، وهذه الميزة مفيدة للغاية وتعني أنه سيكون من الممكن تتبع أشيائك حتى عندما تضيع بعيداً جداً عنك كأن تفقد أمتعتك في المطار مثلاً.
قد يحتاج الأمر عدة سنوات قبل أن تصبح شرائح التتبع متاحة ومستخدمة على نطاق واسع حقاً، لكن مع تبني شركات كبرى للتقنية ودعمها بالاعتماد على أنواع جديدة من الاتصالات منخفضة الطاقة فمن المتوقع أنها ستصبح تقنية واسعة الاستخدام خلال الفترة القريبة القادمة.