قمر صناعي غامض يظهر في خرائط Google والمراقبون يرجحون تبعيته لـ Starlink

⬤ رصد مستخدم على خرائط Google جسماً فضائياً غامضاً فوق أجواء تكساس أثار جدلاً واسعاً.
⬤ تشير التحليلات إلى احتمال كون الجسم أحد أقمار Starlink أو قمراً صينياً من طراز Ziyuan-3-2.
⬤ أعادت تلك الظاهرة إبراز التساؤلات حول تأثير الأقمار الصناعية على صور الأرض والرصد الفلكي.
في مشهد فضائي غير مألوف، تحولت جولة اعتيادية لأحد مستخدمي Reddit عبر خرائط Google إلى اكتشاف مثير للدهشة، حينما رصد جسماً فضائياً يبدو وكأنه قمر صناعي يخترق الأجواء فوق شمال ولاية تكساس، ليظهر في صور التغطية الفضائية التي يفترض بها أن توثق كوكب الأرض بدقة.
بحسب بيانات Google Earth، تعود الصورة التي التقطت هذا الجسم السريع إلى 30 نوفمبر من العام الماضي، وقد جرى التقاطها بواسطة قمر صناعي تابع لشركة Airbus. وتشير التقديرات إلى أن الجسم كان يدور بسرعة فائقة بلغت أكثر من 27 ألف كيلومتر في الساعة.
رجحت التحليلات الأولية أن يكون هذا الجسم الغامض جزءاً من كوكبة الأقمار الصناعية Starlink التي تطلقها شركة SpaceX، لا سيما وأن الخصائص البصرية المرصودة، مثل وجود لوحين شمسيين مميزين، تتطابق مع تصميمات أقمار Starlink المعروفة.
بطبيعة الحال، لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها؛ ففي أغسطس 2024، رصدت شركة BlackSky قمراً صناعياً من طراز Starlink V2 Mini محلقاً فوق المحيط الهادئ بالقرب من ألاسكا.
رغم هذه المؤشرات، لا تزال هوية الجسم الذي ظهر فوق تكساس غير مؤكدة، إذ لم تصدر SpaceX أي تعليق رسمي حتى اللحظة. وقد زاد الغموض تعقيداً بعد أن قدم عالم الفلك وخبير تتبع الأقمار الصناعية الشهير، جوناثان ماكدويل، طرحاً بديلاً، مشيراً إلى أن القمر الصناعي قد يكون صيني الأصل، وتحديداً من طراز Ziyuan-3-2. وفي دعم لهذا الطرح، نشر مستخدم آخر على Reddit أدلة تدعم هذا الأداء، وتشير إلى أن هذا القمر الصيني كان بالفعل يمر فوق نفس المنطقة في التاريخ ذاته، 30 نوفمبر.
بعيداً عن الجدل حول الهوية، أثارت الصورة المنشورة فضولاً بصرياً أيضاً، حيث يظهر خلف الجسم أثر لوني غريب يتألف من الأحمر والأخضر والأزرق. ويفسر ماكدويل هذا الأثر بأنه نتيجة لطريقة التقاط الصورة، حيث من المرجح أن القمر الصناعي Airbus Pleiades قام بتصوير الجسم المتحرك باستخدام فلاتر طيفية متعددة (الأحمر، والأزرق، والأخضر، والتدرج الرمادي، والأشعة تحت الحمراء القريبة) بشكل متتابع، مما أدى إلى تشكل هذا الذيل اللوني عند دمج الصور.
تعيد هذه الظاهرة طرح تساؤلات حول مدى تكرار ظهور أقمار في صور مراقبة الأرض Starlink، وهي التي تجاوز عددها حالياً 7,200 قمر في المدار، سواء عن قصد أو دون تخطيط. فرغم أن هذه الكوكبة العملاقة تسهم في توفير الإنترنت عالي السرعة لأكثر من 5 ملايين مشترك حول العالم، وتسعى SpaceX إلى تقليل الانعكاسية الضوئية لأقمارها، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة في الأوساط الفلكية بشأن تداخل هذه الأقمار مع عمليات الرصد، بالإضافة إلى آثار بيئية محتملة مثل تأثيرها على طبقة الأوزون، وهي قضايا تستدعي المزيد من البحث.
في الوقت الذي يلتزم فيه الفاعلون الرئيسيون الصمت، مثل Google وAirbus وMaxar Intelligence (التي شاركت أيضاً في توفير الصور)، تبقى هوية هذا القمر العابر لغزاً معلقاً. فهل هو فعلاً أحد أقمار Starlink ظهر صدفة، أم قمر صيني عابر، أم شيء آخر لم يُكشف بعد؟ إلى حين ظهور تأكيد رسمي، ستظل هذه اللقطة السماوية الغريبة لغزاً كونياً مثيراً على خرائطنا الرقمية.