غرامة بقيمة 452 مليون دولار و11 سنة سجن لأشهر محتالة في تاريخ التقنية الطبية
⬤ تم الحكم على “إليزابيث هولمز” الملقبة بمحتالة وادي السيليكون بالسجن 11 عاماً ودفع تعويض بقيمة 452 مليون دولار.
⬤ كانت هولمز قد أسست شركة Theranos للتقنية الطبية والتي تبين أنها احتيالية ولا تمتلك التقنيات أو المنتجات المزعومة.
⬤ بعد سنوات من المحاكم، فشلت محاولات هولمز للاستئناف وسيتوجب عليها دفع الغرامة الهائلة والذهاب إلى السجن خلال أقل من شهر.
توشك إليزابيث هولمز، المؤسسة والرئيسة التنفيذي السابقة لشركة Theranos، أن تبدأ قضاء عقوبة السجن المفروضة عليها بالإضافة لتغريمها بمبلغ 452 مليون دولار أمريكي سيتوجب دفعها من قبل هولمز وشريكها العاطفي والعملي السابق، راميش بلواني.
تعود شهرة هولمز إلى شركة Theranos التي كان يفترض بها أن تحدث ثورة في مجال التقنية الطبية عبر إتاحة تحاليل الدم بشكل واسع النطاق ورخيص وسريع وعبر قطرة دم واحدة فقط، ولبعض الوقت تم تقييم الشركة عند 9 مليارات دولار، وظهرت هولمز على أغلفة المجلات كأصغر مليارديرة عصامية في العالم وكعبقرية مسؤولة عن اكتشاف هائل. لكن ومع مرور الوقت ظهرت المزيد من الشروخ في قصة هولمز، ورغم إضافة العديد من الشخصيات الكبرى إلى مجلس إدارة شركتها، انكشفت الحقيقة وتبين أن الشركة احتيالية في الواقع ولا تمتلك أياً من التقنيات المزعومة لها، كما أنها أضرت بالكثير من المرضى الذين حصلوا على تحاليل بنتائج خاطئة أو غير دقيقة من الشركة.
احتاجت محاكمة هولمز سنوات عديدة لتتم بشكل كامل، وفي نهاية العام الماضي تم الحكم عليها بالسجن طوال 11 عاماً مع مجموعة من تهم الاحتيال والتضليل، ومع استئناف هولمز للقضية، حكمت محكمة الاستئناف في الدائرة التاسعة على هولمز بتأكيد الغرامة ورفض طلبها لتجنب أو تأجيل الذهاب إلى السجن بينما تحاول استئناف الحكم عليها.
ومن المتوقع أن يُحدد لاحقاً موعد جديد لنقل هولمز من مقر إقامتها الحالي في سان دييجو، وإيداعها في السجن لبدء محكوميتها، وبذلك تنفصل عن عائلتها المكونة من شريكها الحالي وأولادها. وكان القاضي قد أوصى بأن تقضي هولمز عقوبتها في سجن النساء في تكساس.
أما شريك هولمز بلواني، فهو يقضي حكم السجن لمدة 13 سنة عقب إدانته خلال العام الماضي في 12 تهمة متعلقة بالاحتيال والتآمر. وكان بلواني مسجوناً في سجن بجنوب كاليفورنيا بعد أن رُفِض طلبه بالبقاء خارج السجن بكفالة مادية خلال مدة الاستئناف.
ويأتي هذا الحكم بحق هولمز عقب 46 يوماً من المرافعات والإدلاء بالشهادات أمام المحكمة وغيرها من الأدلة التي أبرزت جانب الجشع والغطرسة الذي أصاب الشركات في وادي السيليكون، خاصة في ظل تنامي تأثير التكنولوجيا على المجتمع والاقتصاد خلال الأعوام العشرين الماضية.
يذكر أن الفترة الأخيرة قد شهدت إلقاء القبض ومحاكمة عدد من قادة الشركات الناشئة التي نمت بسرعة لكن تبين لاحقاً أنها تمتلك جانباً احتيالياً كبيراً، إذ أن سام بانكمان-فريد، مؤسس شركة FTX، ينتظر محاكمته بعشرات التهم الموجهة ضده أيضاً وذلك بعدما بدد مليارات الدولارات من أموال المستثمرين بالإضافة لفقدان جزء كبير من إيداعات مستخدمي منصته بشكل احتيال وغير مشروع.