عملاق التقنية الصيني Alibaba يضخ 50 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية

⬤ أعلنت Alibaba استثمار 53 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية خلال ثلاث سنوات.

⬤ شهدت أسهم الشركة ارتفاعاً بنسبة 14% بعد الإعلان، مدعومة بأرباح فصلية بلغت 6.8 مليار دولار.

⬤ يعكس الاستثمار تأكيد الصين دعم قطاع التقنية لتعزيز النمو وسط تحديات اقتصادية وتنظيمية.

في خطوة تُظهر عودة قوية لقطاع التقنية الصيني، أعلنت شركة Alibaba، عملاق التجارة الإلكترونية، عن استثمار هائل في مجالي الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية. ويأتي هذا الإعلان بعد أسبوع واحد فقط من الظهور العلني اللافت لمؤسس الشركة، جاك ما، برفقة الرئيس الصيني شي جين بينغ، وهو ما أثار موجة من التفاؤل بين المستثمرين، لترتفع أسهم الشركة إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاث سنوات.

كشفت الشركة، التي تتخذ من هانغتشو مقراً لها، عن خطتها الطموحة لضخ «ما لا يقل عن 380 مليار يوان صيني؛» أي ما يعادل نحو 53 مليار دولار وفقاً لأسعار الصرف الحالية، وذلك خلال السنوات الثلاث المقبلة، لتعزيز بنيتها التحتية في مجالي الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية. ويعكس هذا التوجه استراتيجية تتجاوز إجمالي إنفاق الشركة على هذين المجالين خلال العقد الماضي.

مواضيع مشابهة

رغم أن بيان الشركة لم يكشف عن تفاصيل دقيقة حول آلية توزيع هذه الاستثمارات أو المشاريع المستهدفة، إلا أن الرسالة كانت واضحة، ومفادها أن Alibaba في طور تمكين قدراتها التقنية بقوة، مدعومة بأدائها القوي مؤخراً على الصعيد المالي. إذ أظهرت التقارير الأخيرة ارتفاعاً في إيرادات الشركة بنسبة 8%، لتصل إلى 280 مليار يوان (38.6 مليار دولار) خلال الربع الأخير من العام الماضي، فيما بلغ صافي الأرباح الفصلية 48.9 مليار يوان (6.8 مليار دولار)، مما دفع أسهمها المدرجة في بورصة هونغ كونغ للارتفاع بنسبة 14%.

يأتي هذا الاستثمار الضخم في لحظة محورية يعيشها القطاع التقني في الصين، بعد أن عانت البلاد من تراجع ثقة المستثمرين وتداعيات القيود التنظيمية الصارمة المفروضة منذ عام 2020. غير أن القطاع بدأ يستعيد زخمه، مدفوعاً بنجاحات مثل DeepSeek، شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة التي أثبتت قدرتها على منافسة نماذج الشركات الأمريكية الرائدة، ولكن بتكلفة أقل بكثير.

لا تقتصر تداعيات إعلان Alibaba على البعد الاقتصادي فقط، بل تحمل دلالات سياسية أيضاً، خصوصاً مع عودة جاك ما إلى الواجهة. فالمؤسس الذي حول Alibaba إلى النسخة الصينية من أمازون، كان قد اصطدم سابقاً مع القيادة الصينية، مما أدى إلى إلغاء الطرح الأولي الضخم لشركة Ant Group في عام 2020 بعد أن وجه انتقادات حادة للقيود التنظيمية المفرطة. وتسببت هذه الأزمة في اختفاء جاك ما عن الأنظار لفترة طويلة، ليصبح رمزاً للحملة التنظيمية التي طالت كبرى شركات التقنية الصينية مثل Tencent، وأثارت قلق مجتمع الأعمال.

لكن في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة، والتي تشمل ضعف الاستهلاك وأزمة قطاع العقارات، بالإضافة إلى التوترات التجارية العالمية، يبدو أن صناع القرار في الصين يعيدون النظر في السياسات المتبعة تجاه القطاع الخاص، في محاولة لإعادة تنشيط النمو الاقتصادي من خلال الاستثمار في مجالات التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، وتصنيع الشرائح المتطورة، والتقنيات الخضراء مثل البطاريات، والمركبات الكهربائية.

من المنصف القول إن التوجه الاستثماري الجريء لشركة Alibaba ليس مجرد قرار استراتيجي، بل هو مؤشر قوي على طموح الصين المتجدد في قيادة موجة الابتكار التقني المقبلة عالمياً.

شارك المحتوى |
close icon