أمل البشرية في الطاقة النظيفة اللامحدودة يؤجل مجدداً مع مصاعب تواجه «الاندماج النووي»
⬤ سيواجه أكبر مشروع اندماج نووي في العالم تكاليف إضافية بمليارات الدولارات، وتأخيرات بدايته حتى 2039 وفق التوقعات.
⬤ عرقلت جائحة كوفيد-19 سلاسل التوريد الحيوية للمشروع، وتثير التأخيرات الجديدة قلق البعض حول جدوى الاندماج النووي.
⬤ يعد الاندماج النووي بأن يكون مصدر طاقة مستدام دون انبعاثات وقابلاً للتحكم بالإنتاج أيضاً، لكن التقنية لا تزال غير مثبتة.
الاندماج النووي هو العملية التي تغذي الشمس فعلياً، ومن الناحية النظرية يمكن بواسطتها إنتاج طاقة نظيفة لا حدود لها، إذ يسفر تفاعل الاندماج عن كمية ضخمة من الطاقة تبلغ أربعة أضعاف كمية الطاقة الناجمة عن تفاعلات الانشطار النووي. ما يجعل من هذا التطبيق بمثابة الحل السحري لكل متطلبات الطاقة في المستقبل.
لكن حتى مع الانخراط الدولي الكبير فعلياً نحو تبني هذه التقنية في المستقبل، سيواجه أكبر مشروع تجريبي للطاقة الاندماجية في العالم تأخيرات لسنوات، مع توقع تكاليف إضافية بمليارات الدولارات، مما يمثل ضربة قاسية لمشروع باهظ التكلفة من الأساس.
عانى المفاعل الحراري التجريبي الدولي (ITER) من مشاكل في سلاسل التوريد بدأت خلال جائحة كوفيد-19، وهو في الوقت الراهن قيد التشييد من قبل ائتلاف يضم 32 دولة تعمل على تجميع أكثر من مليون قطعة في موقع جنوب فرنسا، من أجل بناء آلة بالغة التعقيد والتطور.
تستحضر هذي التأخيرات الطارئة مزيداً من الشك حول ما إذا كان الاندماج النووي، بوعوده بالطاقة النظيفة اللامحدودة، سيصل عالمنا في الوقت المناسب لمكافحة أسوأ آثار التغير المناخي هذا القرن، ويساعد في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة عالمياً. لكن بيترو باراباسكي، المدير العام في ITER، أشار خلال إفادته حول هذه الفكرة إلى أن انتظار الاندماج النووي ليحل المشاكل التي تواجهها البشرية حالياً هو أمر «ليس من الحكمة».
هذه هي المرة الثانية خلال ثماني سنوات التي يتعين على ITER فيها مراجعة ميزانيتها وجدولها الزمني. إذ تقرر أن يبدأ الاختبار الكامل للمفاعل بحلول العام 2039، بتأخير قدره أربع سنوات عن تقدير سابق عند العام 2035.
بالحديث عن التكلفة، كان من المقدر في الأصل أن يكلف مشروع ITER حوالي 5 مليارات دولار أمريكي، وأن تبدأ مرحلة الاختبار في العام 2020. لتتفاقم الميزانية متجاوزة 22 مليار دولار، وسط عدم وضوح بشأن موعد التجارب المرتقبة. لا يزال يتم احتساب حجم الأموال الإضافية المطلوبة ومن المتوقع تقديمها في وقت لاحق من هذا العام، على الرغم من أن باراباسكي قال إنها ستبلغ حوالي 5 مليارات يورو (5.4 مليار دولار).
إن هذا التأخير في مشروع ITER يعني أن من الممكن تخطه فعلياً عبر تجارب مماثلة أخرى تمولها شركات خاصة، والتي تديرها بالتحديد شركتاCommonwealth Fusion Systems ، وTokamak Energy، باستخدام نسخ أصغر من المفاعل عينه، مع توقع بدء اختبارها النماذج الأولية هذا العقد.
حول تلك الأنباء، أبدى باراباسكي «شكوكاً كبيرة» تجاه تحقيق الجدول الزمني من قبل أي شركة ناشئة تعد بالتشغيل التجاري لمشروع كهذا بحلول عام 2040، مشيراً إلى وجوب حل عدد من المشاكل التقنية الأخرى قبل بلوغ مرحلة الجدوى التجارية.