أمازون تمنع الشرطة الأميركية من استخدام تقنية التعرف على الوجه
على مدار السنوات القليلة الماضية، كان هناك الكثير من الجدل القائم حول استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعرف على الوجه من قِبل هيئات إنفاذ القانون أو الهيئات العسكرية، وبعد الأحداث الأخيرة داخل الولايات المتحدة الأميركية، قررت أمازون منع الشرطة هناك من استخدام تقنية التعرف على الوجه خاصتها خلال العام القادم.
في الوقت نفسه قالت أمازون إنّها سوف تسمح بالاستخدامات التجارية لتقنية التعرف على الوجه (Rekognition) واستخدامات المنظمات مثل المركز الدولي للأطفال المفقودين والمستغلين، للمساعدة في العثور على ضحايا الإتجار بالبشر.
كما أوضحت أمازون موقفها من إيقاف استخدام الشرطة لتقنية التعرف على الوجه خاصتها، وأن السبب الرئيسي هو منح الكونجرس الأميركي بعض الوقت لوضع لوائح أقوى لتنظيم الاستخدام الأخلاقي لهذه التقنية، بدلًا من إساءة استخدامها.
المثير للاهتمام أنّ هذا الحظر المؤقت يأتي بعد أيام قليلة فقط من إعلان شركة IBM خروجها من سوق تقنية التعرف على الوجه والتوقف عن تطويرها.
استخدام الشرطة لتقنية التعرف على الوجه
تعرّضت أمازون للكثير من الانتقادات بسبب إتاحة أداة Rekognition خاصتها لاستخدام قوات إنفاذ القانون داخل الولايات المتحدة الأميركية، وركزت تلك الانتقادات على معدلات الدقة المنخفضة التي تتمتع بها الأداة، كما احتج عدد من موظفي الشركة على قيام الشركة بإتاحتها للشرطة وسلطات إنفاذ القانون.
وارتفعت حدّة الانتقادات مؤخرًا بالتزامن مع الاحتجاجات ضد وحشية الشرطة في التعامل مع المتظاهرين الأميركيين، لدرجة أن البعض داخل الولايات المتحدة دعا إلى تفكيك جهاز الشرطة وأدواته، بما في ذلك أدوات المراقبة مثل تقنية التعرف على الوجه.
ومن جانبها، قامت أمازون ببعض التفاعل ضد العنصرية، مثل التبرّع بمبلغ 10 مليون دولار لدعم العدالة الاجتماعية والمجتمعات ذات البشرة السمراء، لكنّ البعض اعتبرها نفاق من الشركة التي تستمر في تزويد الشرطة بالأدوات اللازمة لقمع المتظاهرين.
عيوب كثيرة
دافعت أمازون عن أداة Rekognition لسنوات، خاصةً ضد الأبحاث التي تشير إلى تحيّز الأداة عنصريًا وجنسيًا، حيث نشرت تدوينة رسمية في يناير 2019 تدافع فيها عن تقنية التعرّف على الوجه خاصتها.
ورغم أنّ توقف أمازون عن تزويد الشرطة بتقنية التعرف على الوجه لا يعني اعترافها بالتحيّز الموجود فيها، إلا أن الشركة تحاول منح الفرصة للجهات التشريعية للخروج باللوائح اللازمة لتنظيم استخدامها، وفقًا لأمازون.
لكن في الوقت نفسه، يرى منتقدوا التقنية أنّ هذا لا يكفي على الإطلاق، وسط تخوّف من إساءة استخدامها من قِبل سلطات إنفاذ القانون.
من جهة أخرى، هناك العديد من الاستخدامات الجيدة لتقنية التعرف على الوجه، مثل إعادة الأطفال المفقودين إلى أسرهم في الصين.