أساسيات التصوير بالجوال – أهم 5 نصائح للمبتدئين

في عصر الهواتف الذكية، أصبح التصوير متاحًا للجميع، ولم يعد الأمر يتطلب كاميرات احترافية باهظة الثمن لالتقاط صور رائعة؛ بل إن الهواتف الذكية الحديثة أصبحت مزودة بكاميرات متطورة تمكن المستخدمين من التقاط صور بجودة عالية، ومع ذلك، فإن امتلاك كاميرا جيدة لا يكفي لوحده؛ بل يتطلب التصوير بالجوال معرفة بعض الأساسيات والنصائح التي تساهم في تحسين جودة الصور. في هذا المقال، نستعرض معك أهم خمس نصائح للمبتدئين لتحسين مهاراتهم في التصوير بالجوال ونشرح أهم أساسيات التصوير بالجوال .

فهم إعدادات الكاميرا

إن أول خطوة نحو تحسين التصوير بالجوال هي فهم إعدادات الكاميرا في هاتفك، حيث تحتوي معظم الهواتف الذكية الحديثة على مجموعة متنوعة من الخيارات والأنماط التي يمكنها تحسين جودة الصورة بشكل كبير إذا تم استخدامها بشكل صحيح.

• الوضع التلقائي مقابل الوضع اليدوي: الوضع التلقائي مفيد في كثير من الحالات، ولكنه لا يمنحك السيطرة الكاملة على إعدادات التصوير، ومن الجيد تعلم كيفية استخدام الوضع اليدوي (Pro Mode) إذا كان متاحًا في هاتفك. في الوضع اليدوي، يمكنك التحكم في الإضاءة (ISO)، سرعة الغالق (Shutter Speed)، وفتحة العدسة (Aperture)، مما يمنحك القدرة على ضبط الصورة بالطريقة التي ترغب فيها.
• التركيز التلقائي: تأكد من استخدام ميزة التركيز التلقائي بفعالية، وعلى الرغم من أن الكاميرا ستحاول التركيز على العنصر الذي تعتقد أنه الأكثر أهمية، إلا أنه يمكنك تحديد العنصر الذي تريد التركيز عليه من خلال النقر عليه على الشاشة.
• HDR: يساعد الوضع الديناميكي العالي (HDR) في تحسين جودة الصور في البيئات ذات الإضاءة العالية والتباين الكبير، ويُفضل استخدامه في الظروف التي يكون فيها التباين بين الضوء والظل شديدًا.

استغلال الإضاءة الطبيعية

الإضاءة هي العامل الأكثر تأثيرًا على جودة الصور، سواء كنت تستخدم هاتفًا ذكيًا أو كاميرا احترافية. الإضاءة الطبيعية، خاصة في أوقات الصباح الباكر أو قبل غروب الشمس، تُعتبر الأفضل للتصوير.

• الإضاءة الخلفية: إذا كنت تصور في ظروف تكون فيها الشمس أو مصدر الضوء الرئيسي خلف العنصر المراد تصويره، فقد تحتاج إلى استخدام تقنية الإضاءة الخلفية بحذر لتجنب الصور المظلمة. حاول تغيير زاوية التصوير أو استخدام HDR لتحقيق توازن بين الضوء والظل.
• تجنب الإضاءة المباشرة القوية: التصوير في منتصف النهار عندما تكون الشمس في أوج قوتها قد يؤدي إلى أخذ صور تحتوي على ظلال حادة وتباين كبير بين الضوء والظل، ويمكن التغلب على هذه المشكلة بالتصوير في الظل أو باستخدام العواكس لتوجيه الضوء بشكل أفضل.
• استخدام الفلاش بحذر: غالبًا ما يؤدي استخدام الفلاش إلى أخذ صور ذات مظهر مسطح أو غير طبيعي. حاول تجنب استخدام الفلاش إذا كان بالإمكان الاستفادة من الإضاءة الطبيعية أو استخدمه بشكل مدروس لضبط الإضاءة في الأماكن المظلمة.

تحسين تكوين الصورة

تكوين الصورة هو الطريقة التي يتم بها ترتيب العناصر داخل الإطار. التكوين الجيد يمكن أن يجعل الصورة جذابة بصريًا، بينما العكس يمكن أن يجعل الصورة تبدو فوضوية وغير متوازنة.

• قاعدة الأثلاث: واحدة من أهم قواعد التكوين هي قاعدة الأثلاث (Rule of Thirds). تخيل أن الصورة مقسمة إلى تسعة أجزاء متساوية بواسطة خطين أفقيين وخطين عموديين. الفكرة هي أن تضع العناصر المهمة في الصورة على طول هذه الخطوط أو عند تقاطعاتها. هذه التقنية تساعد في خلق توازن بصري وجذب الانتباه إلى نقاط الاهتمام الرئيسية في الصورة.
• توجيه العين: استخدم العناصر في المشهد لتوجيه عين المشاهد نحو الهدف الرئيسي للصورة. يمكن أن تكون هذه العناصر خطوطًا (مثل الطرق أو الأنهار) أو عناصر طبيعية مثل الأشجار.
• الإطار الطبيعي: استخدم العناصر الطبيعية أو المعمارية في المشهد لإنشاء إطار حول موضوع الصورة. هذه التقنية تعزز التركيز على العنصر الرئيسي وتضفي عمقًا على الصورة.

الاستقرار والدقة في التصوير

عدم ثبات الهاتف أثناء التصوير يمكن أن يؤدي إلى صور ضبابية وغير واضحة؛ لذا فإن تحقيق الثبات هو خطوة أساسية للحصول على صور حادة ودقيقة.

• استخدام اليدين معًا: عند التقاط الصور، استخدم كلتا يديك لتثبيت الهاتف بشكل أفضل، ويمكن أيضًا استخدام الجسد كداعم إضافي عن طريق تثبيت الهاتف على جسمك.
• الاستفادة من الحوامل الثلاثية (Tripods): إذا كنت ترغب في التقاط صور ليلية أو في ظروف الإضاءة المنخفضة، فإن استخدام حامل ثلاثي للهاتف يمكن أن يكون مفيدًا جدًا. يتيح لك هذا الثبات التام، مما يقلل من احتمال الحصول على صور ضبابية.
• ميزة التثبيت البصري (OIS): تحتوي بعض الهواتف الذكية على ميزة التثبيت البصري للصورة (OIS) التي تساعد في تقليل الاهتزاز وتحسين جودة الصور والفيديوهات، خاصة في ظروف الإضاءة المنخفضة.

التعديل والتحرير بعد التصوير

التقاط الصورة هو مجرد نصف العملية؛ الجزء الآخر هو التحرير، وبفضل التطبيقات المتاحة على الهواتف الذكية، يمكن لأي شخص إجراء تعديلات احترافية على صوره بسهولة.

• التطبيقات المتاحة: هناك العديد من التطبيقات التي يمكن استخدامها لتحرير الصور مثل “Snapseed“، “Lightroom“، و”VSCO“. هذه التطبيقات تتيح لك تعديل السطوع والتباين والألوان والتشبع، بالإضافة إلى تطبيق الفلاتر والتأثيرات.
• التوازن في التعديل: تجنب المبالغة في التعديل، حيث أن الهدف منه هو تحسين الصورة وليس تغييرها بالكامل. التعديلات الزائدة قد تؤدي إلى صور غير طبيعية.
• الاقتصاص والتدوير: استخدم خاصية الاقتصاص لتحسين تكوين الصورة إذا لم يكن مثاليًا في الأصل. يمكن أيضًا تدوير الصورة لضبط الأفق أو لخلق تأثيرات معينة.

التصوير بالجوال هو فن يمكن لأي شخص إتقانه مع بعض الممارسة والفهم الأساسي للتقنيات المستخدمة، وباتباع النصائح الخمس المذكورة أعلاه، يمكن للمبتدئين تحسين جودة صورهم بشكل ملحوظ. تذكر أن التصوير هو عملية إبداعية، ولا يوجد قواعد صارمة يجب اتباعها؛ بل يمكن استخدام هذه النصائح كنقطة انطلاق لتطوير أسلوبك الخاص. مع مرور الوقت والتجربة، ستجد نفسك قادرًا على التقاط لحظات رائعة وصور لا تُنسى باستخدام هاتفك الجوال فقط.