٣ قرارات ستغير حياتك تماما
ما فائدة المال بدون سعادة ؟؟ لا يوجد شئ اسوأ من شخص غنى و لكنه غاضب و حانق معظم الوقت او غير سعيد على الرغم من اننا نرى هذه الظاهرة بشكل يومى الا انه لا يوجد مبرر او عذر حقيقي لمن يفعل ذلك !
و اذا اردنا تفسير هذه الظاهرة فسنجد انها تنتج من حياة غير متوازنة بشكل كبير او شخص يبنى آمال كبيرة على الآخرين و من ثم يفاجئ منهم بالخذلان و عدم التقدير فمهما بلغت اموالك بدون الشكر و التقدير و الثناء ممكن حولك لن تحس ابدا المعنى الحقيقي للرضا و الراحة.
اذا كيف يمكننى ازالة عدم التوزان هذا من حياتى بكل اشكاله و معوقاته ؟ في البداية يجب عليك التفكير جديا بالأمر و ازالة عدم التوازن و الخلل من حياتك فما هو الهدف من حياة غير متوزانة ؟؟ او حياة .مضطربة ؟؟ دعنا نكتشف السبيل للتخلص من تلك الأضطرابات سويا
يقول تونى روبن :-
لقرابة 4 قرون، تمتعت بتدريب الناس و توجيههم الى كل خطوة فى حياتهم لقد عملت مع اقوى الشخصيات الموجودة على وجه هذا الكوكب .. بداية من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية،الى اصحاب المشروعات الصغيرة
و خلال رحلتى .. وجدت انه في الواقع يقوم الناس كل دقيقة ب ثلاثة قرارات مصيرية تحدد نوعية حياتهم .
اذا قمت باتخاذ هذه القرارات بدون حكمة و بدون وعى .. سوف ينتهى بك الأمر مثل غالبية الناس دوما مرهق بدنيا و مستهلك عاطفيا و في الغالب امورك المادية ليست على ما يرام.
و لكن ، دعنى اخبرك انك اذا اتخذت هذه القرارات بحكمة .. فانك قادر حرفيا على تغيير حياتك كلها من اليوم
القرار الأول :- ركز على ما يستحق فقط
فى كل دقيقة تمر عليك تتنافس ملايين الأشياء من حولك على جذب انتباهك، و بالتالى تتوافر لديك خيارات عديدة فلا يمكنك التركيز على ما يحدث حولك الآن في هذه اللحظة او ان تركز و تفكر فيما تريد ان تصبح في المستقبل او ان تركز على التفكير فى الماضي الخاص بك وفي المكان الذى تختاره للتركيز فيه او التفكير فيه تذهب حياتك بأكملها نحو هذا المكان و يشكل هذا التفكير كل حياتك
فعلام تنوي التركيز على ما تمتلك الآن ؟ اما على ما تفتقد من الماضي ؟
انا متأكد من انك قد فكرت بالأمرين، احيانا تركز هنا و احيانا هنا .. و لكن .. اين ستقرر ان تجعل وجهتك ؟
بدلا من ان تركز على ما لا تمتلك و تقضي كل وقتك فى حسد الآخرين واستكثار ما هم فيه و خاصة اذا كانوا احسن منك ماديا عليك ان تفكر بشكل مختلف، عليك ان تعلم ان لديك الكثير و الكثير من النعم مثل الصحة و الأصدقاء و العائلة و بعض الفرص في الحياة و لديك عقل عبقرى يمكنك استغلاله .. كل هذه امور لن تعوضك عنه الأموال و ها انت تملكها بالفعل.
ان تدريب نفسك على تقدير ما تمتلك و تغيير نظرتك للأمور كفيل بأن يغير حياتك كلها و لكن السؤال الحقيقي الآن ، هل انت حقا تعطى نفسك الوقت كى تحصي ما انت به من نعم ؟ تقدر نعمة عقلك , نظرك , اصدقائك , احبائك , عائلتك ، اعطى نفسك الفرصة كي تعدد كل تلك الأشياء من حولك و هناك ستجد السعادة والرضا
عود نفسك فى حياتك ان تركز دوما على ما تمتلك و على ما يمكنك السيطرة عليه فتدريب نفسك على هذه الطريقة و هذا القرار يجعلك حياتك خالية من الضغوطات الكثيرة التى تفرضها على نفسك
القرار الثانى :- اسئل نفسك، لماذا كل هذا .. لماذا تعيش ؟؟
ان شعورك نحو الحياة لا يغير شئ فيها فسواء احببتها او كرهتها فهذا لا دخل له بما يحدث لك سواء فى مستواك المادى او ما يحدث او حدث لك من امور حياتية .. كل مايحدث يكون نتيجة بناء على ما تقدمه انت.
و فى اغلب الاوقات تكون غافل عن تأثير عقلك الباطن على حياتك .. فمثلا عند حدوث شئ ما يؤثر على حياتك كحادثة او مرض او فقد لوظيفة ، هل وقتها تفكر ان هذه هى نهاية المطاف و انك فقدت كل شئ ؟ ام انك ترى انه يمكنك البدء من جديد ؟
هل كل ما يحدث لك من مصائب تعنى ان هذا عقاب او تحدى من الله ؟ ام انها قد تكون هدية منه ؟!
ان مايحدث لك قد حدث .. و لكن الأهم منه هو طريقة تصرفك بعد حدوثه؟ انت من يحدد وقتها كيف ستسير الحياة ، انت من يحدد كيف ستؤثر عليك.
فى احدى المحاضرات سألت الحاضرين كم عدد الاشخاص الذين تعرفونهم من المصابين بالأكتئاب و يعالجوا بالأدوية و لا يوجد تحسن ؟ كانت الأجابة نسبة من 70 الى 80 % !
كيف يعقل ذلك من المفترض ان ياتى العلاج بتأثير و لكن فى حقيقة الأمر ان ادوية مضادات الأكتئاب تأتى مكتوب عليها انه قد تكون سبب فى الأنتحار!
فى الواقع .. لا يهم عدد الأدوية التى تأخدها لن تأتي بتأثير طالما انت مازلت تركز و تفكر فيما لا تملك و فيما ينقصك و تشعر نفسك انك لا تمتلك اى شئ و انه ليس على الأرض ما يستحق الحياة فأنت تصل بنفسك الى حالة مرضية مزمنة لن تجدى معها اى ادوية نفعا مهما بلغت قوتها و لكن ان استطاع نفس الشخص ان يصل بنفسه الى هدف من حياته ان يعرف قيمة الأشياء الحقيقة فى حياته و يقدرها حق قدرها ، فى تلك اللحظة ، سيكون اقوى من الأكتئاب و الحوادث و فقدان الوظيفة.
و بمجرد تكوين تلك القيم بداخلك و تمكنك منها ستقودك لاختيار القرار الثالث
القرار الثالث :- ماذا تنوى ان تفعل حيال غضبك ؟
ان ما تأخذه من قرارات تتأثر بشكل كبير بحالتك العاطفية ، فا اذا كنت غاضب سيختلف قرارك بشكل كبير عما اذا كنت فى مزاج معتدل و لذا يجب عليك ان
تسلك النهج السليم للتحكم فالغضب
بعض الناس يعبرون عن غضبهم بهدوء ومجرد انطواء او عتاب بسيط ، بعضهم يعبر عنه بشدة و بعنف شديدين ، و البعض الآخر يحبس غضبه و ينتظر للفرصة المناسبة التى سينفجر فيها و ينفس فيها عن غضبه و قد يصل به الى مرحلة الانتقام!
فيجب عليك ان تحدد منهجية غضبك و تتحكم فيها و تتعامل معها بشكل سليم و تقومها حتى لا تجعلك تخسر الكثير من الاشخاص فى حياتك و تقودك لاتخاذ العديد من القرارات الخاطئة و التى لربما تندم عليها لاحقا.
و الآن يجب ان تؤمن بقوة هذه القرارات الثلاثة و قدرتها على تغيير حياتك الى الأفضل رغم انها قرارات بسيطة و تحدث يوميا و فى كل ثانية و كل لحظة و ربما تحدث معك الآن و لكنك لا تلقي لها بالاً و لا تتحكم بها و لا تفكر بها اصلا فى بعض الأحيان.
اجلس مع نفسك .. و حاول ان تطبق تلك القرارات و درب نفسك على التعامل معها بشكل صحيح و سترى و تدرك حجم التغيير الذى سيحدث بحياتك