هل تمتلك السعودية الفرصة لتكون لاعباً عالمياً في مجال التكنولوجيا؟ | مقابلة مع مايكروسوفت
تُعد شركة Microsoft واحدة من الشركات القليلة الغنية عن التعريف، فهي واحدة من عمالقة التقنية الذين يدفعون التكنولوجيا للأمام. وفي السنوات الأخيرة، أظهرت الشركة اهتماماً متزايداً بمنطقة الشرق الأوسط، وبالتحديد المملكة العربية السعودية. حيث وسعت الشركة عملياتها ومشاريعها في المنطقة، كما اختارت المملكة كواحدة من البلدان التي أقامت ضمنها حدث Microsoft Build: AI Day العالمي. وخلال حضورنا للنسخة الأخيرة من الحدث، والمقامة في المملكة العربية السعودية، تسنت لنا فرصة لإجراء مقابلة مع السيد تركي باضريس، رئيس شركة Microsoft السعودية. حيث حدثنا السيد باضريس عن منظوره لسوق السعودية والتقدم المتسارع للمملكة، كما تناول الحديث مواضيع مساعدة الذكاء الاصطناعي للشركات الصغيرة والمتوسطة، والآليات الممكنة لتحسين النظام التعليمي وجعله أكثر قدرة على إنتاج المبدعين في المجال التقني. ومن ضمن لقائنا، اخترنا الأسئلة التالية لتقديمها:
ما هو هدف شركة Microsoft من تنظيم هذا النوع من الفعاليات ولماذا اخترتم الرياض بالتحديد؟
لطالما كانت Microsoft شريكاً لحكومة المملكة العربية السعودية، حيث تعود هذه الشراكة لأكثر من 25 عاماً، وأعتقد أن استثمارنا في المجالات المتقدمة، وبالأخص استثماراتنا في الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، جنباً إلى جنب مع المبادرات الاستراتيجية، قد ساهم بشكل ملحوظ في الاقتصاد السعودي.
كمثال قوي على التزام Microsoft بالعمل على تطوير المملكة، في نوفمبر الماضي، قام رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة بزيارة السعودية لإلقاء نظرة مباشرة، وقد حظي بمقابلات رائعة مع المسؤولين الحكوميين السعوديين ورجال الأعمال في المملكة، وركزت هذه المقابلات على هدف واحد فقط، ألا وهو إطلاق العنان لإمكانات السعودية من خلال تقنيات مثل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.
ها نحن اليوم مع حدث Microsoft Build: AI Day، والذي يُقام فقط في ثمانية بلدان على مستوى العالم، وهو ما يُوضح التزام شركة Microsoft تجاه السعودية، وبالطبع هذا الحدث مخصص للمطورين والمبدعين في الشركة للتأكد من أننا نقوم بتمكينهم وإمدادهم بالمعلومات، والآراء، والمعرفة، والأدوات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، لإطلاق العنان لإمكانات الذكاء الاصطناعي وإحداث طفرة في شركاتهم.
هل يمكن أن يقرب الذكاء الاصطناعي بين الشركات الصغيرة والمتوسطة ونظيرتها الكبيرة ومتعددة الجنسيات؟
حول العالم، يقدم الذكاء الاصطناعي المرحلة التالية من التحول الرقمي، والذي يأتي في وقت لا تعتمد فيه الشركات على الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام فحسب، بل لإحداث ثورة في طريقة تحليل البيانات، واستنتاج معلومات قيمة من هذه البيانات، وإطلاق العنان لإمكانات عملياتها الكاملة.
فيما يخص الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة، أعتقد أنها عمود أساسي في أي اقتصاد على مستوى العالم، وهي تمثل القطاع الخاص في السعودية بنسبة تتجاوز 99%، وبالتالي فإنها مهمة للغاية، وعادةً ما تكون الشركات الصغيرة والمتوسطة أول من يتعرض للمشاكل بالتأكيد بسبب حجمها، ونلتزم في شركة Microsoft بالعمل معها جميعاً، كما نحرص على تحويل شركاتهم وتعزيز قدرتهم التنافسية.
على سبيل المثال، لدينا في شركة Microsoft أكثر من 2,500 شريك في السعودية، ونقوم بتمكينهم بأبرز الحلول التقنية المتقدمة، وخاصةً عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابة، وغيرها من الحلول للتأكد من تقديم خدمة جيدة لعملائنا في السعودية.
هل تعتقدون أن السعودية تمتلك الفرصة للتحول للاعب عالمي في المجال؟
أعتقد أن السعودية لاعب عالمي بالفعل وتقود العالم عندما يتعلق الأمر بمبادرات الذكاء الاصطناعي مثل رؤية 2030، وتحديداً المشاريع العملاقة التي تندرج تحت أهداف الرؤية، جنباً إلى جنب مع الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي في السعودية والتمويل الحكومي الذي تم الإعلان عنه مؤخراً بقيمة 100 مليار دولار للاستثمار في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.
تثبت هذه المبادرات والإنجازات الرؤية الهادفة لقيادة المملكة الرشيدة، وذلك لجعل السعودية مركزاً إقليمياً للذكاء الاصطناعي ومركزاً عالمياً للابتكار والمواهب. وأعتقد أن الإعلان الأخير عن تأسيس أول مركز ذكاء اصطناعي عالمي للغة العربية، والذي يُعد الأول من نوعه على مستوى العالم، يظهر مدى التزام المملكة تجاه الذكاء الاصطناعي عالمياً وعربياً.
ما الذي يحتاجه النظام التعليمي اليوم لينتج مبدعين يتمكنون من تطوير القدرات المحلية للذكاء الاصطناعي؟
حسناً، أنا أؤمن بالتطور المتسارع للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية التي تُعد إلزامية لجميع الموظفين في مختلف القطاعات والصناعات. وذلك لتعزيز كفاءتهم الرقمية ومن أجل التغلب على فجوة المهارات التي نعاني منها، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بهذه التقنية الناشئة. كما نعلم بشكل قاطع أنه سيكون هناك ولادة للكثير من فرص العمل جديدة في السنوات القليلة المقبلة، وستحتاج فرص العمل هذه إلى مجموعة مختلفة من المهارات بالطبع، ونحن في شركة Microsoft ملتزمون بتمكين، وتقوية، وتدريب القوى العاملة الحالية والمستقبلية في السعودية للتأكد من مواكبتهم لمتطلبات سوق العمل المدفوع بالذكاء الاصطناعي.
في الواقع لقد وقعنا خلال حدث LEAP الأخير شراكة مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية لتأسيس مركز تدريب فريد من شأنه أن يساعد في تعزيز القدرات الرقمية وتعزيز قابلية التوظيف في المملكة العربية السعودية. وكجزء من إسهاماتنا الرقمية عالمياً، قمنا بتدريب أكثر من 100 ألف محترف في السعودية بأحدث التقنيات فيما يخص الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، ونحن فخورون حقاً بهذا، ونطمح للقيام بالمزيد مستقبلاً.
منذ أن وقعنا اتفاقية شراكة مع واحة الملك سلمان للعلوم في فبراير الماضي، قمنا بتسجيل 2,000 طالب في دوراتنا التدريبية في مجال الذكاء الاصطناعي. وما أعجبني حقاً في هذه المبادرة هو أن 25 من هؤلاء الطلاب قدموا من منظمة «إنسان» الخيرية، حيث تعتني منظمة إنسان بالأيتام والمُحتاجين. لذا، يساهم هؤلاء الطلاب الآن في مشروع تجريبي أكبر قائم على الذكاء الاصطناعي يغطي جميع أنحاء المملكة، وأنا متحمس حقاً لرؤية نتيجة هذه المبادرة الضخمة. كما لدينا شراكة طويلة الأمد مع وزارة التعليم لتدريب أجيال المستقبل على مهارات القرن الواحد والعشرين الرقمية، والتي من شأنها تمكين الجيل القادم وضمان جاهزيتهم لوظائف المستقبل.