هل المفاهيم التي تعلمناها في عالم الأعمال خاطئة
يبدو أن عالم الأعمال يشهد تغييرات كبيرة هذه الأيام مع استبدال فكرة “الملكية” بفكرة المشاركة وذلك حسب ما صرح تين تسو المدير التنفيذي ومؤسس شركة زورا Zuora.
فعلى سبيل المثال نحن نقوم ببث الموسيقى والأفلام بدلاً من شرائها، نحن نستأجر كل شيء من الملابس وأدوات الطاقة بدلاً من شرائها، كما أن الشركات بدورها تقوم أيضاً باستئجار البرمجيات وكل الخوادم ومراكز البيانات اللازمة لتشغيلها.
وغالباً ما نقوم بذلك عن طريق الاشتراك الشهري أو نصف السنوي أو السنوي، وهذا في الواقع جزء من المعادلة التي تغير كل شيء على حد تعبير تسو، فقد أطلق تسو كتاباً يدعى “لماذا نمط الاشتراك سيكون مستقبل شركتك وماذا يجب أن تفعل حياله” يشرح فيه لماذا تغير العالم من شراء الأشياء إلى مشاركتها، وكيف أن هذا المفهوم أنعش حتى الشركات القديمة من البرمجيات إلى التصنيع.
وقد لاحظ تسو هذا التغيير منذ البداية، فقد كان في السابق الموظف رقم 11 في شركة Salesforce – التي تعد من أهم الشركات المؤسسة لمفهوم البرمجيات المعتمدة على الاشتراك – لكنه غادر في 2008 من أجل تأسيس شركة محاسبة البرمجيات المعتمدة على النظام السحابي “زورا” والتي تساعد الشركات في خدمات الاشتراك.
فبفضل الاشتراكات أصبحت الشركات تنتقل من إقناع الناس بشراء المنتجات إلى إقناعهم بالاستمرار باستخدامها.
جيف بيزوس يؤيد هذا المفهوم
في هذا العالم الجديد فإن الشركات الوحيدة التي تستمر هي تلك التي تعلم كل شيء عن عملائها وزبائنها، وهذه هي قوة شركة أمازون من وجهة نظر تسو الذي صرح قائلاً :
” امازون تعلم عدد الأشياء التي قمت بشرائها وبيعها، الأفلام التي قمت بمشاهدتها، والآن عبر اليكسا أصبحت تعلم عدد المرات التي قمت فيها بالسؤال عن الطقس.”
فعندما تعلم عملائك وزبائنك بشكل جيد فإنك تستطيع التواصل معهم مباشرة، وهذا الأمر يغير من المبيعات والتسويق وتصميم المنتجات ودعم الزبائن.
مدارس الأعمال متأخرة 20 عاماً
وفقاً لتسو فإن المؤسسات التعليمية المهتمة بمجال الأعمال لا يزال يفصلها 20 عاماً عن فهم هذه النقلة النوعية، وأضاف موضحاً :
” لا تذهب لمدارس الأعمال، كل شيء تعلمته فيها هو خاطئ الآن.”
وهذا يعني أن الطريق الوحيد للتعلم هو من الناس الذين يديرون أعمالاً معتمدة على الاشتراك بشكل ناجح.