نتيجة الانتقادات: OpenAI تعلن نهاية عصر التحيزات الفكرية لنماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها
⬤ حدّثت OpenAI معايير نماذجها لضمان الحياد الفكري ومنع الرقابة أو توجيه المستخدمين لأجندات معينة.
⬤ جاء هذا التغيير استجابة لانتقادات متزايدة تتهم ChatGPT بالتحيز، خصوصاً من شخصيات سياسية بارزة.
⬤ يمتد تأثير تحديث السياسات إلى مجالات متعددة، مثل الصحافة، والتعليم، ووسائل التواصل الاجتماعي.
في خطوة بارزة، عززت OpenAI التزامها بالحرية الفكرية من خلال تحديث لائحة معايير نماذجها (Model Spec)، مؤكدة أن أنظمة الذكاء الاصطناعي خاصتها لن تمارس الرقابة أو تتجنب القضايا الحساسة، كما لن توجه المستخدمين نحو أي أجندة محددة. وتؤكد الإرشادات المحدثة، التي تشكل القواعد العليا التي تحكم سلوك نماذج OpenAI، على الحياد والشمولية عند معالجة مختلف الموضوعات، من السياسة والثقافة، إلى القضايا الاجتماعية.
جاء في الوثيقة المحدثة: «يجب ألا تحاول نماذجنا مطلقاً توجيه المستخدمين نحو أجندة معينة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.» وأوضحت OpenAI أن موقفها هذا ينبع من إيمانها العميق بالحق الأساسي في الحرية الفكرية، والذي يشمل حرية تبني وجهات نظر متنوعة والاستماع إليها ومناقشتها. وأضافت الإرشادات: «يجب ألا تتجنب النماذج أو تفرض رقابة على الموضوعات بطريقة قد تؤدي، إذا تكررت على نطاق واسع، إلى إقصاء بعض الآراء من المجال العام.»
يأتي هذا التحول في السياسة استجابة للانتقادات والضغوط السياسية المتزايدة وانتقادات شخصيات بارزة، من بينهم إيلون ماسك وديفيد ساكس، وهو أحد المقربين من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقد عينه الأخير في منصب «قيصر البيت الأبيض للعملات الرقمية والذكاء الاصطناعي.» وكان كلاهما قد اتهم أدوات المساعدة الرقمية بالذكاء الاصطناعي، ولا سيما ChatGPT من OpenAI، بالتحيز ضد وجهات النظر المحافظة. وذهب ساكس إلى حد انتقاد ChatGPT باعتباره مبرمجاً لاتخاذ صوابية سياسية معينة، ومفتقراً للأصالة والمصداقية لدى معالجة قضايا حساسة.
يمكن اعتبار الأمر أيضاً بمثابة خطوة استراتيجية من OpenAI لتعزيز سمعتها في النزاهة والحياد داخل قطاع الذكاء الاصطناعي، بغية خلق بيئة تتيح للمستخدمين الانخراط في نقاشات مفتوحة وحرة، مما يعزز تبادل الأفكار وتفاعلها، وهو ما تقول الشركة أنها تعتبره عنصراً أساسياً في أي حوار عام صحي، فضلاً عن دوره في تعزيز جاذبيتها في ظل منافسة متصاعدة. كما ويمتد تأثير هذا التحديث في السياسات إلى مجالات متعددة، مثل الصحافة، والتعليم، ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث الوصول إلى وجهات نظر متنوعة أمر بالغ الأهمية.
تمثل إعادة تأكيد OpenAI على التزامها بحرية التفكير تمثل لحظة فارقة في الجدل المستمر حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وحياديته. لكن يرى الكثير من المراقبين أن قرار الشركة لم يكن معزولاً حقاً عن العوامل الخارجية. حيث أدى نصر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالانتخابات نهاية العام الماضي إلى تحول كبير في سياسات مختلف الشركات. حيث ألغت العديد من الشركات والمنظمات «برامج ومبادرات التنوع والتعددية» التي كانت تطبقها مسبقاً، بالإضافة للتخلي عن العديد من قواعد الخطاب والحديث من كلمات محظورة والإلزام بالإعلان عن «الضمائر المفضلة للمخاطبة».