منظور قادة الصناعة: كيف يتطور مشهد التقنية المالية في المملكة العربية السعودية
شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نمواً غير مسبوق في قطاع التقنية المالية في السنوات الأخيرة.
قد أشار تقرير من McKinsey إلى توفر بيئة مواتية لاستمرار نمو التقنية المالية في المنطقة بفعل الآفاق المستقبلية الإيجابية للاقتصاد الكلي، إلى جانب الأداء القوي المستمر لقطاع الخدمات المالية. وتتوقع الشركة الاستشارية إمكانية أن تتضاعف إيرادات التقنية المالية في المنطقة ثلاث مرات تقريباً، من 1.5 مليار دولار في العام 2022، إلى ما بين 3.5 مليار دولار و4.5 مليار دولار بحلول العام 2025، ما يعزز حصة التقنية المالية في إيرادات الخدمات المالية من أقل من 1%، إلى ما يتراوح بين 2 إلى 2.5%.
أحرزت المملكة العربية السعودية، على وجه الخصوص، تقدماً بسرعة لافتة في صناعة التقنية المالية، قاطعة أشواطاً كبيرة نحو التحول إلى مركز عالمي للقنية المالية. فمنذ عام 2018، حينما أطلق البنك المركزي السعودي وهيئة السوق المالية السعودية (CMA) مبادرة فنتك السعودية، شهدت الصناعة نمواً لافتاً للنظر. وقد ساهمت هذه المبادرة في زيادة عدد شركات التقنية المالية بمقدار 20 ضعفاً، مستقطبة ما يزيد على 4 مليارات ريال سعودي من الاستثمارات، وفقاً لشركة الاستشارات Arthur D. Little. وكانت البرامج الرئيسية، مثل Fintech Accelerator وFintech Regulatory Sandbox، أدوات فاعلة في هذا النجاح.
عززت رؤية المملكة العربية السعودية 2030 دور التقنية المالية في الاقتصاد الوطني، إذ وضعت أهدافاً طموحة تتضمن إنشاء 525 شركة للتقنية المالية، وخلق 18 ألف فرصة عمل، والمساهمة بقيمة 13.3 مليار ريال سعودي في الناتج المحلي الإجمالي بحلول العام 2030.
من المنتظر أن يعطي حدث 24Fintech القادم دفعة كبيرة للصناعة، وسيُقام في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات في الفترة من 3 إلى 5 سبتمبر. وسيجمع الحدث الافتتاحي مجموعة من كبرى شركات التقنية المالية، والشركات الناشئة الصاعدة، والهيئات التنظيمية والمؤسسات المالية في المنطقة، رفقة آلاف الزوار.
نتحدث هنا إلى الشركات المشاركة في عروض الحدث لمعرفة وجهات نظرها حيال صناعة التقنية المالية والتوجهات الصاعدة.
رئيس مجلس الإدارة والرئيس المشارك لشركة Dyna.Ai، توماس سكومال
بالإضافة إلى الاستثمار الكبير بقيمة 15.5 مليار دولار، يسلط العدد الكبير من الشركات الناشئة في مجال التقنية المالية الضوء على منظومة بيئية مزدهرة. ويشير هذا المستوى من الاستثمار إلى الثقة في قدرة التقنية المالية على تحفيز الابتكار. من المتوقع أن تغدو منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في موضع رائد عالمياً في الابتكار بمجال التقنية المالية، مدفوعة بالاستثمار القوي، واللوائح التنظيمية الداعمة، والتقدم التقني، والسوق المتنامية. ومن المنتظر أن يؤدي دمج الذكاء الاصطناعي في التقنية المالية إلى تحسين الصناعة، وذلك من خلال تعزيز عملية اتخاذ القرار، وتخصيص تجارب العملاء، وتحسين إجراءات كشف الاحتيال.
مع استمرار نضوج المنظومة البيئية، من المرجح أن تشهد المنطقة تأثيرات تحويلية فيما يخص مشهدها المالي، ما يقود إلى تحسين إمكانية الوصول، والكفاءة، والشمول. ونحن في صدد استكمال تسجيلنا في المملكة العربية السعودية، ونأمل افتتاح مكتبنا هناك في الربع القادم. إذ يقوم أساس استراتيجيتنا التوسعية على امتلاك تواجد محلي قوي، وتوظيف المواهب المحلية، وبناء شراكات تدعم فعلياً مستقبل الخدمات المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Empeiria، مارسين بارافيانوفيتش
سيركز مستقبل التقنية المالية على الابتكار التكنولوجي؛ أي الخدمات المصرفية المفتوحة، والبيانات القابلة للتحقق، والأصول القائمة على تقنية البلوك تشين (التحول للأصول المشفرة الرقمية في العالم الحقيقي). والمملكة العربية السعودية منفتحة على الابتكار، وتهدف إلى تجاوز البنية التحتية القديمة من خلال أهداف طموحة حددتها رؤية 2030. وإننا نخطط لافتتاح مكتب في الرياض في مطلع العام 2025، وإقامة عديد من الشراكات مع شركات استشارية من شأنها توسيع نطاق تجارب التحول الرقمي في جميع أنحاء المملكة.
نستهدف إلى تمكين المواهب الشابة السعودية من الاستفادة من فرصة بناء تطبيقات مبتكرة خاصة بالصناعة، وتسويقها في جميع أنحاء العالم. كما ونقدم البنية التحتية اللامركزية التي تشكل عنصرا أساسياً للجيل القادم من العمليات في التقنية المالية، والتأمين، وما وراء ذلك. ويتيح هذا للشركات في المملكة العربية السعودية البناء السريع لتطبيقات خاصة بالصناعة، تفتح المجال بدورها لحالات استخدام جديدة تماماً تركز على الكيانات العابرة للنظم القانونية، وتبادل البيانات الموثوقة العابر للحدود، والبيانات للذكاء الاصطناعي. وسوف يقوم المتبنون الأوائل بإعداد المعايير الخاصة بنماذج البيانات القابلة للتشغيل البيني، وبإمكانهم توسيع تطبيقاتهم إلى بلدان أخرى.
المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة MONEYMOON، عبد المجيد العسكر
تتصدر المملكة العربية السعودية منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجال الابتكار في التقنية المالية، حيث تتولى رؤية 2030 إحداث تغيير كبير من خلال برنامج تطوير القطاع المالي (FSDP)، واستراتيجيتها في مجال التقنية المالية.
تهدف هذه المبادرات إلى تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية كمركز للتقنية المالية في المنطقة. إذ يبدو مستقبل التكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا واعداً للغاية، مع تحول رقمي سريع، واعتماد متزايد على الحلول المالية المبتكرة.
إننا نستشرف نمواً كبيراً في مجالات مثل الخدمات المصرفية الرقمية، وتكنولوجيا البلوك تشين، والخدمات المالية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
ومن المتوقع أن تصبح المملكة العربية السعودية مركزاً عالمياً للتقنية المالية، بفضل الأطر التنظيمية الداعمة، والسكان الشباب المهتمين بالتكنولوجيا، والتركيز القوي على الشمول المالي.
المؤسس المشارك والمدير التنفيذي للأعمال في SIFI (Simplified Financial Solutions)، رامي بانايوتي
يبدو مستقبل التكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مشرقاً للغاية. وإننا نتوقع نمواً مستمراً، مع تركيز على المدفوعات الرقمية بالإضافة إلى حلول إدارة التمويل، والتي تلبي الاحتياجات الفريدة للشركات والمؤسسات الأخرى في المنطقة. وتُظهر تجربتنا أن الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تبحث بشكل متزايد عن أدوات إدارة مالية فعالة وتعتمد على التكنولوجيا. وإلى جانب القوى العاملة الشابة في المنطقة والمدربة على استخدام التكنولوجيا، هناك البيئة التنظيمية الداعمة، ويدفع ذلك الاتجاه إلى التبني السريع لحلول التقنية المالية. كما ونعاين طلباً متزايداً على المنصات المالية المتكاملة المخصصة، والقادرة على التعامل مع جوانب متعددة للتمويل التجاري، من إدارة النفقات، إلى الحسابات المستحقة للدفع والاستيفاء. وهذا أمر رائع، ذلك أنه يتماشى تماماً مع رؤيتنا المتمثلة في أن نغدو حلاً شاملاً للإدارة المالية لهذه الشركات.
مع استمرار تطور قطاع التقنية المالية في المملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على نطاق أوسع، تسلط الرؤى المقدمة من قادة الصناعة الضوء على إمكانية تحقيق تحول كبير في المشهد المالي. وبفضل الدعم القوي من القطاعين الحكومي والخاص، باتت المنطقة في موقع جيد لتصبح مركزاً عالمياً للتقنية المالية، وتقود الجهود في مجال الابتكار، والكفاءة، والشمول.
المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Waslah Tech، سعيد القرني
يشهد القطاع المالي في المنطقة تحولاً كبيراً، خاصة مع التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي. نحن نعتقد أن المؤسسات المالية التقليدية سوف تتحول إلى مؤسسات تقنية مالية قريباً. وهدفنا أن نكون جزءاً من هذه الموجة.
في Waslah Tech، نقدم حلولاً عالية القيمة لعملائنا، من خلال تخفيض الالتزامات المالية بشكل استراتيجي عبر خدمات مبتكرة تستفيد من ديناميكيات السوق والمعاملات المالية. وتوفر منصتنا شهادات تعويض فورية، لتمكّن الشركات من إدارة مشكلات السيولة في الأسواق المتقلبة دون اللجوء إلى اقتراض إضافي أو توحيد للديون.