لماذا لا تضع المزيد من الشركات مفتاح كتم الصوت في هواتفها؟
هناك ميزة يجهلها معظم مستخدمي الهواتف اليوم، لكن بالنسبة لمن يستخدمون هواتف من شركتي Apple أو OnePlus تعد واحدة من الميزات الصغيرة المثيرة للاهتمام والتي يفتقدونها في أي هاتف آخر: مفتاح صغير على طرف الهاتف مع مهمة بسيطة هي تحويل الهاتف من الوضع العام إلى الوضع الصامت بسرعة وبحركة واحدة فقط.
هذه الميزة الصغيرة والتي تبدو ربما غير مهمة للكثيرين مفيدة للغاية لمستخدمي الهواتف التي تمتلكها، فهي تغني المستخدم عن الطريقة التقليدية التي تتطلب فتح قفل الهاتف أو على الأقل تشغيل الشاشة وسحب قائمة الإعداد السريع لكتم صوت الهاتف وإيقاف صوت الإشعارات المزعج.
في الكثير من الحالات من الممكن أن تكون هذه الميزة الصغيرة منقذة تماماً في الواقع، فهي حل سريع جداً للتخلص من الصوت في الأوقات المحرجة كأن تكون في درس أو اجتماع أو في أي مكان يعد فيه صوت الهاتف أمراً غير مناسب، لذا يبدو من الغريب جداً أن هناك شركتين فقط تستخدمانها، فيما تتجاهلها بقية الشركات في هواتفها.
مقاربتان مختلفتان لمفتاح كتم الصوت
منذ إطلاق أول هواتف iPhone عام 2007، كانت هذه الميزة موجودة بوضوح في الهاتف، حيث امتلك الهاتف مفتاحاً صغيراً فوق مفتاحي التحكم بالصوت، حيث يمكن تحريكه للأمام والخلف للتنقل السريع بين أوضاع الصوت والإشعارات الخاصة بالهاتف، وحتى اليوم بعد قرابة 14 عاماً لا يزال المفتاح يظهر في كل هاتف أيفون جديد.
من الناحية الأخرى قدمت شركة OnePlus ميزة مشابهة كفاية: مفتاح كتم صوت أيضاً، لكن بدلاً من الحركة للأمام والخلف، فهو يتحرك للأعلى والأسفل، وبدلاً من وضعين أساسيين فقط هناك 3 في الواقع، مع كون كل من هذه الأوضاع قابلة للتخصيص بشكل متقدم لتمنح للمستخدم الكثير من الخيارات المفيدة حسب تفضيلاته وطريقة استخدامه.
بالطبع فقد كانت الميزة المقدمة في هواتف OnePlus الأخيرة مستوحاة بوضوح مما هو موجود في هواتف أيفون، لكن لماذا قامت OnePlus بالخطوة فيما تجاهلتها شركات الهواتف الأخرى مثل سامسونج وهواوي وشاومي؟
مفتاح كتم الصوت مفيد، لكنه ليس ميزة تختار هاتفاً لأجلها
لا شك بأن جميع الشركات تعرف أن تقديم مفتاح سريع يتيح كتم الإشعارات أو التحول إلى الوضع الصامت أمر مفيد جداً، لكن وبالمقابل تدرك هذه الشركات أن الفائدة لا تعني بالضرورة أن المستخدمين متمسكون بهذه الميزة بشدة، وبالأخص مقابل الميزات الأساسية التي عادة ما تلعب دوراً في اختيار الهواتف مثل حدم ونوع الشاشة وقوة المعالجة والكاميرا وحجم البطارية.
في الواقع يمكن تشبيه مفتاح كتم الصوت في هواتف أيفون وOnePlus بميزة أخرى مفيدة وغير مستنسخة: القلم في هواتف Note من سامسونج. حيث بدأت الشركة الكورية بتقديم القلم في هواتف Note منذ عام 2011 ولا تزال مستمرة بذلك حتى اليوم، وبالنسبة لمستخدمي هذه الهواتف عادة ما يكون هناك فترة اعتياد عند ترك هواتف Note لهواتف أخرى لأنهم اعتادوا استخدام القلم سابقاً.
لكن وتماماً كما هو الحال مع مفتاح كتم الصوت، هناك نسبة صغيرة من المعجبين بشدة بالميزة، لكن الغالبية العظمى من المستخدمين لا تعتبر هكذا إضافات محورية لاختيارها. فهي جيدة ومفيدة إن كانت موجودة، لكنها غير مأسوف عليها بشدة عند افتقادها.
مواضيع قد تهمك:
- الشركات الصينية في المقدمة:من أرسل تحديث أندرويد 11 أولاً؟
- المستقبل قادم: أبرز ما ستقدمه التقنية في عالم الهواتف الذكية
- كيف تختار هاتفاً ذكياً يصمد لسنوات طويلة بدلاً من الحاجة لاستبداله
مشكلة الملكية الفكرية
السبب الأكبر ربما لكون الشركات لا تهتم حقاً بإضافة مفتاح كتم الصوت في هواتفها هو الكم الهائل من براءات الاختراع المتعلقة به، والتي تعني أن محاولة تقليده مهمة صعبة للغاية مع التهديد المستمر بالدعاوى القضائية وبالأخص من شركة Apple المعروفة بكونها تحمي ملكيتها الفكرية بشراسة شديدة.
بالنسبة لهواتف OnePlus، يبدو أنها قد تلاعبت بالأمر كفاية بحيث يكون مفتاح الكتم الخاص بها مختلفاً كفاية عن مفتاح Apple، وبذلك تتجنب المشاكل القانونية المحتملة. لكن وبدورها قامت OnePlus بتسجيل العديد من براءات الاختراع لتصميمها الخاص للمفتاح، مما يعني أن مهمة أي شركة تريد تقليد المفتاح باتت أصعب الآن.
بالطبع فمن الممكن نظرياً أن تقوم الشركات بإيجاد أساليب جديدة تتجنب الملاحقة القانونية من Apple أو OnePlus، لكن يبدو أن الإجماع هو أن الميزة غير مهمة كفاية لتخصيص الموارد والفرق اللازمة لتطويرها بشكل لا يخرق براءات الاختراع ولا ينتج مفتاحاً غير قابل للاستخدام.