مع عودة موسم السفر والعطلات، كيف تحافظ على أمنك الإلكتروني وخصوصيتك؟
في كل عام، ومع اشتداد حرارة الصيف في المنطقة العربية، يتجه الكثيرون للاستفادة من إجازاتهم السنوية للسفر وقضاء عطلات ممتعة في مختلف أرجاء العالم. وبينما يعد السفر نشاطاً مفيداً للأفراد في العديد من النواحي المختلفة، فهو يمتلك سلبياته دون شك، وبالأخص للمسافرين غير الحذرين الذين يمكن أن يجدوا أنفسهم وسط مشاكل عم بغنى عنها وناتجة عن ضعف المعرفة بقواعد النظافة السيبرانية بالأخص. وبالنظر إلى أن الهجمات السيبرانية باتت أسهل من أي وقت مضى اليوم، بالإضافة لنموها المضطرد، فقد جمعنا أهم القواعد البسيطة التي تساعد المسافرين على تجنب تعرضهم لأي مشاكل سيبرانية تعكر صفو رحلاتهم، وذلك مع الحد الأدنى من التغيير في سلوكهم.
قبل السفر
احذر العروض الكاذبة
الانتباه لهذه العروض هو أول ما عليك فعله، فهي كافية لإفساد مخططاتك من ناحية، ويمكن أن تسبب مشاكل أكبر بمراحل حتى في حال كان المحتالون خبراء كفاية. حيث تعد الصفقات والعروض الوهمية إحدى أكثر عمليات الاحتيال شيوعاً في الصيف، وينشر مجرمو الإنترنت عروضاً مغرية لتذاكر العطلات، والحجوزات الجوية، وأماكن الإقامة، بحيث تبدو جيدة لدرجة يصعب تصديقها. وغالباً ما يجري الترويج لها من خلال مواقع ويب زائفة، وإعلانات مبالغ فيها على وسائل التواصل الاجتماعي، وأيضاً من خلال رسائل التصيد الاحتيالي. وبمجرد إدخال الضحايا تفاصيلهم الشخصية والمالية لحجز هذه الصفقات، سرعان ما يدركون ـ متأخرين ـ أن كل ذلك كان محض خديعة، وأن بياناتهم باتت بحوزة المجرمين.
لتجنب الوقوع في صفقات وهمية، عليك أن تحجز عبر الوكالات الرسمية والمواقع ذات السمعة الحسنة فقط. كما عليك التأكد من أصالة شركات السفر عبر التحقق الدقيق من المراجعات والتصنيفات، وتوخَّ الحذر من الصفقات التي تطالبك بالدفع الفوري من خلال طرق غير تقليدية، مثل التحويلات البريدية، أو بطاقات الهدايا. وفي حال ساورك أي شك أو ريبة حيال عنوان بريد إلكتروني يحاول إقناعك بعرض ما، فلا تعطِ أي رد، ولا تنقر على أي روابط أو مرفقات موجودة في الرسائل، واحظر المرسل أو ضعه في تصنيف البريد غير المرغوب.
لا تشارك تفاصيل رحلتك مسبقاً
يميل الكثيرون لمشاركة صور تذاكرهم كوسيلة للتعبير عن حماسهم للسفر، لكن هذا الأمر خطر كبير حيث يمكن تعقب كم هائل من المعلومات بمجرد الوصول إلى الرقم التسلسلي للتذكرة. وبالإضافة لكون هذا النوع من المشاركة يقدم معلوماتك للجميع، فهو يشكل العديد من الأخطار التي قد لا تبدو جلية للوهلة الأولى، مثل اعتماد مصادر التهديد على بياناتك لمعرفة أوقات غيابك عن منزلك واستغلال ذلك للسطو عليه مثلاً.
حافظ على تثبيت التحديثات الأخيرة
سواء كان حاسوبك المحمول، أو هاتفك الذكي، أو منصة الألعاب خاصتك، أو أي أجهزة أخرى قادرة على الاتصال بالشبكة، فإن الخطوة الأولى للحماية ضد الفيروسات والبرمجيات الخبيثة هي التحديث إلى آخر الإصدارات والتصحيحات، حيث عادة ما يتم اكتشاف الثغرات والمشاكل الأمنية بشكل دوري حتى في أكثر الأنظمة أماناً، والطريقة الوحيدة للحفاظ على حمايتها هو تحديثها إلى إصدارات تتجاوز المشاكل السابقة وتسد الثغرات المكتشفة. وتشمل هذه المتطلبات كلاً من برمجيات الأمان، ومتصفحات الويب، وأنظمة التشغيل، والخيار الأفضل عادة هو إبقاء التحديث التلقائي فعالاً.
أجرِ نسخاً احتياطياً للبيانات
أنشئ نسخة احتياطية لجهات الاتصال، والبيانات المالية، والصور، ومقاطع الفيديو، وأي بيانات أخرى ذات أهمية على هاتفك المحمول، واحتفظ بهذه النسخة على جهاز آخر، أو على خدمة سحابية موثوقة، ففي حالة تعرض جهازك للاختراق أو السرقة، وكان عليك إعادة إعداده أو إعادة إعداد هاتف جديد، ستجد بياناتك محفوظة بأمان دون القلق من خطر فقدانها.
لا تترك أجهزتك دون قفل
حتى لو لم تعتد على قفل أجهزتك الإلكترونية في الحالة العادية، من المهم أن تستخدم أعلى خيارات القفل أماناً أثناء السفر حتى ولو لم تكن تخطط للابتعاد عنه ولو لدقائق. حيث تعج الكثير من الوجهات السياحية باللصوص الذين يمكن أن ينشلوا هاتفك دون أن تنتبه، وفي حال كان هاتفك دون قفل أو أن وقت الانتظار لقفله طويل للغاية، سيكون لديهم وصول كامل لكل بياناتك، وبشكل أخطر حتى، لكل معلومات هويتك ووثائقك بما يشمل الحسابات والبطاقات المصرفية.
فعل المصادقة الثنائية في كل مكان
قم بتفعيل المصادقة الثنائية (MFA) لضمان أن يكون الشخص الوحيد الذي لديه حق الوصول إلى حسابك هو أنت. واعتمد الأمر ذاته في بريدك الإلكتروني، ومعاملاتك المصرفية، وحساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي، وأي جهة أخرى تتطلب تسجيل الدخول. وإذا كان خيار المصادقة الثنائية متاحاً، فلا تتردد أبداً في تمكينه من خلال جهاز محمول موثوق، مثل هاتفك الذكي، أو تطبيق مصادقة آمن، أو حتى ملحق تأمين، وهو عبارة جهاز مادي صغير يمكن ربطه بحلقة مفاتيحك بكل بساطة.
فعل ميزة «العثور على جهازي»
تلعب هذه الميزة دور أداة عالية الفعالية في أوقات الضرورة، وتأتي مضمنة في الغالبية العظمة من الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية الأخرى اليوم. وبينما تعد فائدة الأداة الأساسية في تعقب الأجهزة وإيجادها عند فقدانها، فهي شديدة الأهمية في حال تعرضها للسرقة، حيث عادة ما يكون السلوك الأفضل هو مسح الجهاز عن بعد لإزالة كامل محتوياته وحرمان اللصوص من الاستفادة منه في حال تمكنوا من تجاوز حمايته الأساسية.
أثناء السفر
استخدم بطاقات السفر وخدمات Apple Pay وGoogle Pay
تقدم الكثير من الشركات وبعض المصارف خيار الحصول على «بطاقات السفر» بسهولة كبيرة. وتفيد هذه البطاقات بكونها ذات رصيد محدود فقط، مما يعني أنه وحتى في حال سرقتها أو تعرضك للاحتيال، سيكون هناك حد واضح للخسائر، على عكس البطاقات الائتمانية التي يمكن أن تكلفك الكثير. ولدى الدفع، عليك باستخدام خدمات مثل Apple Pay وGoogle Pay لأنها تولد رموزاً قابلة للاستخدام مرة واحدة فقط، وبالتالي لا يستطيع المحتالون إعادة إجراء عمليات الدفع أو جمع معلومات البطاقات (عبر أجهزة الدفع المعدلة مسبقاً) لاستغلالها وسرقة المال منها.
رشد استخدام خدمات الموقع
في حين أن خدمات الموقع مفيدة للغاية للتنقل في أماكن جديدة، أو للعثور على معالم جذب قريبة، بيد أنها قد تكون أيضاً مصدر قلق حول الخصوصية عند تركها قيد التشغيل طوال الوقت. وللحفاظ على أمان معلوماتك، عليك بإيقاف تشغيل خدمات الموقع عندما لا تستخدمها أو تحتاج إليها فعلياً.
تقلل هذه الخطوة البسيطة من فرص الوصول إلى بيانات موقعك من قبل تطبيقات أو أشخاص غير مرغوب فيهم. وعندما تحتاج بالفعل لاستخدام خدمات أو أمور قائمة على الموقع، مثل الخرائط، أو التوصيات المحلية، فبالإمكان تعديل إعدادات جهازك للسماح بالوصول إلى الموقع فقط أثناء استخدام التطبيق المعني بالخدمة. بهذه الطريقة، يمكن لك الاستمتاع بتلك التطبيقات والخدمات دون المغامرة بخصوصيتك.
احذر من الشبكات العامة
قبل الاتصال بأي شبكة اتصال لاسلكية عامة – مثل تلك الموجودة في الطائرة، أو المطار، أو الفندق، أو محطة القطار، أو المقهى – تأكد من اسم الشبكة وإجراءات تسجيل الدخول الدقيقة مع الموظفين المختصين والمعنيين، وذلك لضمان مشروعية الشبكة. ويُفضل ألا تحاول إجراء إي أنشطة حساسة عن طريق تلك الشبكات، مثل التسوق عبر الإنترنت، أو الخدمات المصرفية، أو حتى مهام العمل الحساسة. كذلك الأمر، استخدم فقط المواقع التي تستخدم بروتوكول HTTPS، وتذكر دائماً أن استخدام الإنترنت عبر شبكات الهاتف هو خيار مكلف، لكنه أكثر أماناً من اتصال الشبكات اللاسلكية، وبالأخص العامة منها.
عموماً، وفي حال كان استخدام الشبكات اللاسلكية العامة ضرورياً، يمكنك تقليل الخطر الذي تتعرض له عبر استخدام خدمة شبكة خاصة افتراضية (مدفوعة) ذات تقييم جيد. حيث تتيح خدمات الشبكات الخاصة الافتراضية طبقة تشفير إضافية للبيانات، وتقلل بذلك من قدرة مصادر التهديد على مراقبة نشاط تصفحك، أو من التجسس على أي معلومات يتم تبادلها عبر بروتوكولات قديمة وغير آمنة مثل HTTP.
تجنب استخدام الأجهزة المتاحة للعامة
قد توفر مراكز الأعمال ضمن الفنادق، والمكتبات، والمقاهي الإلكترونية حواسيب أو منصات خدمات محددة يمكن لأي كان استخدامها. لكن، لا ليس للمسافرين أن يثقوا تمام الثقة بأمان هذه الأجهزة. ذلك أنها قد تكون تعمل بأنظمة تشغيل غير محدثة، أو قد تحتوي برامج حماية متقادمة. أو لربما تمكن مجرمو الإنترنت من الوصول إليها والعبث بمحتواها وتضمين برمجيات خبيقة ضمنها للتجسس على أي مستخدمين تالين. ولعل أحد أبرز الأمثلة على أخطار هذه الأجهزة هو برامج التجسس على نقرات لوحة المفاتيح، والتي تقوم، عند تثبيتها، بتسجل ضغطات الأزرار من قبل المستخدمين، وترسلها إلى جهات خارجية خطرة تقوم بتحليلها لاستكشاف معلومات مهمة مثل أرقام البطاقات المصرفية، وكلمات المرور، وسواها من المعلومات الحساسة.
التأمين والحماية الفعلية للأجهزة
لمنع السرقة، أو الوصول غير المصرح به، أو حتى الضياع، إياك أبداً ترك هاتفك، أو حاسوبك المحمول، أو كاميرا التصوير، أو وحدات التخزين، أو أي ملحقات مهما كانت، دون مراقبة في مكان عام، حتى ولو كنت تزور وجهات معروفة بأمانها. الحرص على ممتلكاتك هو واجب ومسؤولية على عاتقك، وحتى في أكثر الأماكن أماناً يمكن أن تجد نفسك ضحية للسرقة أو الاختراق في حال تهاونت مع إجراءات الأمان، وبالأخص في حال كنت في مجمع تجاري، أو معرض، أو مؤتمر يصعب البحث عن الأشخاص ويسهل الاختفاء بين الجموع.