مساعد شخصي صُمِّم ليكون عوناً لك في الألعاب؟ الأمر بات حقيقة مع Nvidia G-Assist
عندما بدأت الألعاب الإلكترونية بالانتشار للمرة الأولى في ثمانينيات القرن الماضي، كان من المعتاد أن تأتي العديد من هذه الألعاب مع دليل مبسط يشرح طريقة عملها والتحكم بها لتسهيل المهمة على اللاعبين الجدد. وبينما اختفت هذه الممارسة إلى حد بعيد في الوقت الحالي، فقد ازداد تعقيد ألعاب اليوم، وبالأخص ألعاب العالم المفتوح، بحيث بات اللاعبون يقضون ساعات عديدة في إعداد ألعابهم واستكشاف الطرق الأفضل للترقية أو البحث عبر الإنترنت عن طرق تجاوز الأجزاء الصعبة التي تستعصي عليهم من هذه الألعاب. لكن ماذا لو كان هناك أداة تسمح باختصار كل هذه الجهود وإعادة تركيز اللاعبين للاستمتاع بألعابهم بالدرجة الأولى؟
في معرض Computex 2024 الذي جرت أحداثه في مايو من العام المنصرم، كانت شركة Nvidia قد استعرضت مساعدها الشخصي الذي يعد بحل مختلف مشاكل اللاعبين المتعلقة بإعداد أنظمتهم أو تجاوز العقبات في الألعاب بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي. وفي مطلع يناير الجاري، أعلنت الشركة عن قدوم النسخة التجريبية من المساعد الشخصي G-Assist قريباً في فبراير ليكون بداية ثورة حقيقية في عالم الألعاب.
كيف يعمل مساعد الذكاء الاصطناعي G-Assist
من حيث المبدأ، يعد G-Assist نموذجاً لغوياً كبيراً مخصصاً وموجهاً بالتحديد للعمل مع الألعاب. حيث يتلقى المساعد الذكي المدخلات على شكل أوامر نصية أو صوتية من المستخدم وباللغة الطبيعية، أو تسجيلات للشاشة، أو بيانات مدخلة مباشرة عبر تطبيق أو لعبة ما. ولدى تلقي المدخلات يتم تحليلها وفرزها، ومن ثم إرسالها إلى نموذج لغوي كبير مرتبط مع «قاعدة بيانات معرفية» مخصصة ويعمل عبر بطاقة الرسوميات المتقدمة على الحاسوب، أو عبر الخدمات السحابية. ولدى العثور على الإجابة المناسبة، يتم إخراجها إلى المستخدم كمحتوى نصي أو صوتي.
من حيث المبدأ، يشكل G-Assist خدمة مشابهة لروبوتات المحادثة والنماذج اللغوية الكبيرة المعروفة مثل GPT، وClaude، وسواها، لكنه يختلف عنها بكونه مربوطاً بقاعدة بيانات محدودة بمجموعة منتقاة ومختارة من المعلومات. وبدلاً من الاستناد على أي محتوى سابق لتوليد الأجوبة، فهو يستند إلى قاعدة البيانات المحدودة التي تجعل مهامه محصورة بالألعاب وإعداد الحاسوب، وهو ما تم تدريبه عليه، لكنها بالمقابل ترفع موثوقية الإجابات وتضمن حصول اللاعبين على المعلومات التي يحتاجونها وبسرعة.
يساعد G-Assist اللاعبين في مهام متنوعة تتضمن ضبط إعدادات النظام والألعاب، بالإضافة إلى تتبع البيانات المتعددة مثل معدل الإطارات، ووقت الاستجابة، ومعدل استخدام العتاد، ودرجة الحرارة، وسواها. وباستخدام أمر صوتي بسيط، يتيح أيضاً التحكم بالعديد من الملحقات والأجهزة الفرعية، إذا يمكن تغيير إعدادات إضاءة RGB أو تغيير وضع التشغيل في الأجهزة المدعومة.
وفق العروض الأولية لـ G-Assist، فهو يعمل بآلية مشابهة للمساعدات الشخصية الخاصة بالهواتف مثل Siri وGoogle Assistant، لكن مع فرق أساسي بكونه قادراً على فهم اللغة الطبيعية وتحليل البيانات لتقديم إجابات وشروحات صحيحة ومقنعة للمستخدمين. وكما المساعدات الشخصية الأخرى، يتم تفعيل G-Assist عبر مفتاح (أو اختصار لوحة مفاتيح) مخصص مسبقاً للمهمة، كما من الممكن الاستعانة به عبر «أمر إيقاظ» صوتي بشكل مشابه للمساعدات الشخصية الأخرى.
خبير ألعاب يساعدك عند الحاجة
لعل التشبيه الأفضل لاستخدام مساعد G-Assist في الألعاب هو قيادة سيارة رالي مع ملاح يجلس إلى جانب السائق. فبينما يحافظ اللاعبون على تحكم كامل بالألعاب والتجربة التي يحصلون عليها، بإمكانهم تجنب الحيرة وطلب المساعدة من المساعد الذكي في أي وقت يجدون أنفسهم في موقف غير متوقع، وبالأخص في الألعاب الأكثر تعقيداً مثل ألعاب العالم المفتوح، والألعاب التي تمتلك شجرة مهارات متشعبة ومعقدة.
كانت Nvidia قد استعرضت قدرات مساعدها الذكي للمرة الأولى في لعبة ARK: Survival Ascended، وهي لعبة مغامرات وحماس تجري أحداثها في عالم مفتوح يسمح للاعبين بالاستكشاف والقيام بالمهام بشكل غير خطي. وبالاستعانة بـ G-Assist، كان من الممكن الاستفسار عن العديد من الأمور التي يحتاجها اللاعبون، مثل معرفة السلاح الأفضل لاستخدامه، أو التوصية بأسلوب لعب معين وفق التطويرات المثبتة والأدوات المستخدمة في اللعبة، أو حتى آلية إتمام مهمة معينة بعد إيجاد صعوبة بالغة في تجاوزها.
بالإضافة للمساعدة ضمن اللعبة نفسها، يساعد G-Assist في مهام إضافية كذلك، مثل استكشاف المقاطع المثيرة من تجربة اللعب، وتسجيلها تلقائياً بحيث يمكن الاستفادة منها ونشرها في وقت لاحق. ومن حيث تجربة اللعب نفسها، يفيد G-Assist في إعداد وضبط الألعاب بما يتوافق مع قدرات وعتاد الحاسوب من جهة، وموارده المتاحة لدى تشغيل اللعبة من الجهة الأخرى. حيث يمتلك وصولاً إلى مختلف الأدوات التشخيصية التي تتيح تعديل إعدادات اللعب لتعمل الألعاب بالشكل المثالي المتوافق مع تفضيلات اللاعب، سواء كان ذلك إيلاء جودة الرسوميات العالية، أو معدل الإطارات المرتفع، أو مزيجاً بين الأمرين.
ذكاء اصطناعي محلي وقابل للتطوير
بالاستفادة من القدرات العالية لبطاقات رسوميات Nvidia RTX، وكونه نموذج ذكاء اصطناعي مصغراً، يعمل G-Assist بشكل محلي بالاعتماد على عتاد الحاسوب الذي يشغله. ويعني ذلك أن معلومات المستخدم ستبقى بأمان وتحافظ على خصوصيته من جهة، كما أن المعالجة ستكون سريعة دون الحاجة لنقل البيانات، بالإضافة لقدرة المساعد على العمل دون إنترنت حتى.
وفق Nvidia، سيكون مساعد G-Assist قابلاً للتعديل والتنمية بشكل كبير سواء من قبل الشركاء، بالبناء على تقنية الذكاء الاصطناعي التي تشغله: Nvidia Ace، أو من قبل هواة الذكاء الاصطناعي الذين سيستطيعون الاطلاع على كود المساعد الشخصي وتقديم مساهماتهم المقترحة إليه لتطويره وإضافة قدرات وميزات جديدة تسمح للاعبين بالاستفادة منه بالشكل الأمثل.
لتجربة G-Assist لدى إتاحته، تعرف على الحواسيب المزودة ببطاقات رسوميات Nvidia RTX