ما قصة الموزة الغريبة في رحلة Starship الأخيرة من SpaceX؟
⬤ أثار وجود موزة ضمن مركبة Starship في مهمتها التجريبية السادسة فضول المتابعين وأفكار مخيلاتهم.
⬤ أكدت SpaceX أن الموزة هي دمية اُستخدمت كدلالة بصرية على بلوغ المركبة ظروف انعدام الجاذبية.
⬤ كانت التجربة ذات أهمية لحضور الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، لها، لكن الأمور لم تسر وفق الخطط.
لعل معظم من شاهدوا رحلة SpaceX التجريبية السادسة لصاروخها Starship، في الأسبوع الماضي، لاحظوا المنظر الغريب المتمثل في وجود موزة طافية تراوح مكانها في خلاء المركبة الفضائية حين إقلاعها من الأرض بعيداً عن موقع الإطلاق، في بوكا تشيكا، بولاية تكساس الأمريكية.
رغم أنها لم تكن موزة حقيقية بطبيعة الحال، بل مجرد دمية على هيئة ثمرة موز صفراء كبيرة، فهي لم تكن من ألاعيب أحد المهندسين المتحذلقين في SpaceX على سبيل الدعابة، إنما كانت جزءاً مخططاً له من الرحلة في الواقع.
حيث تم استخدام الموزة ذات اللون الأصفر البراق (وسط الأجزاء القاتمة الأخرى للمركبة) مؤشراً على انعدام الجاذبية بحيث يتسنى لفريق المهمة تأكيد موعد بلوغ المركبة ظروف الجاذبية الدقيقة عالياً فوق سطح الكوكب.
حول تلك الفكرة، علقت كيت تايس، مديرة هندسة الجودة في SpaceX، قائلة إن «الموز لطالما اُستخدم كسبيل للمقارنة البصرية السريعة منذ مدة طويلة، ورأى زملاؤنا أن الوقت قد حان لجلب تلك الفاكهة إلى متن Starship.»
في استمرار للحركات اللافتة للانتباه فيما يخص الموز، امتد الأمر إلى خارج المركبة أيضاً، إذ وضعت SpaceX على السطح الخارجي من Starship ملصقات لشخصية كرتونية على هيئة موزة وهي تحمل بيدها موزة بالحجم الحقيقي، وذلك في لفتة طريفة من فريق المهمة لإبراز الحجم الهائل الحقيقي للصاروخ على مقياس مألوف للبشر. وكما هو مذكور على صفحة دمية الموزة في متجر الاكسسوارات من SpaceX، فالموزة الحقيقية تعادل 1/247 من مركبة Starship.
تمثل حركة SpaceX تلك مع الموزة استعارة لتقليد موجود لدى الروس في استعمال الدمى كدلالات على حالة الجاذبية. وقد رأينا كيف حمّلت الشركة الأمريكية مركباتها المتعاقبة بدمى مختلفة. وكان لإيلون ماسك نفسه رحلته الأشهر، حين أرسل سيارة Tesla Roadster لتحلق بعيداً في مسار يتجاوز كوكب المريخ.
يُذكر بأن الرحلة التجريبية السادسة لصاروخ Starship كانت قد أقلعت بنجاح، بقوة معزز Super Heavy الصاروخي مع 33 محركاً من نوع Raptor، والذي ولد قوة دفع هائلة وصلت إلى أكثر من 7,700 طن أثناء اندفاعها صوب السماء.
لكن بعد بدء مرحلة إعادة المعزز إلى منصة الإطلاق لاستخدامه مجدداً، كما حدث في الرحلة التجريبية الخامسة، حينما التقطته الذراعان الضخمتان لبرج الإطلاق بنجاح، أسفرت الفحوصات المؤتمتة لوضعية العتاد الحرج في البرج عن أمر بإجهاض محاولة الالتقاط. ونتيجة لذلك، دخل المعزز الصاروخي في مرحلة معدة مسبقاً من المناورات التحويلية، والتي أرسلته صوب خليج المكسيك.
بالعموم، وبمعزل عن فشل إرجاع المعزز، نجحت SpaceX في باقي أركان مهمة الإطلاق، بالأخص، القدرة على إعادة إشعال محركات Raptor بمجرد دخول المركبة الفضاء الخارجي، وهو شرط أساسي لدخول المدار في عمليات الإطلاق المستقبلية.
نجحت SpaceX أيضاً في اجتذاب اهتمام جمهور أوسع بحركة الموزة الطريفة تلك، وكان من بين الحاضرين البارزين الرئيس المقبل للولايات المتحدة، دونالد ترامب، والذي انضم إلى صحبة إيلون ماسك في مشاهدة مراحل الاختبار.