لماذا قررت OSN الانتقال للبث الكامل عبر الإنترنت حتى للمستخدمين دون استقبال فضائي
طوال عقود مضت، كان الاستقبال الفضائي هو وسيلة البث المفضلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولوقت طويل كانت أطباق الاستقبال الفضائي والأجهزة المرفقة معها مكوناً أساسي الوجود لكل منزل. لكن وفي الفترة الأخيرة جرى تحول كبير على طريقة إيصال المحتوى واستهلاكه عالمياً بالتركيز على الإنترنت، وبالطبع وصل هذا التحول إلى المنطقة وسلوك سكانها من حيث استهلاك المحتوى.
تعد شبكة OSN واحدة من كبرى شبكات التلفزيون وبث المحتوى في المنطقة العربية، وطوال سنوات كانت الشبكة رائدة في تقديم طرق جديدة للمشاهدين للاستمتاع بالمحتوى المفضل لديهم. ومع قرار الشركة تقديم أول جهاز استقبال يعتمد على الإنترنت بشكل كامل دون الاستقبال الفضائي، تحدثنا إلى السيدة ديفريم ملك (Devrim Melek)، نائب الرئيس الأول للشؤون الاستراتيجية في شبكة OSN حول تحول الشبكة نحو الإنترنت كوسط أساسي للبث.
ما الذي دفعكم لتقديم جهاز استقبال يعتمد البث على الإنترنت دون دعم البث الفضائي؟
منذ تأسيس OSN قبل 20 عاماً من الآن، لطالما كانت الشركة التي تركز على حاجات المستخدمين وتطور الأسواق. وقد لاحظنا في السنوات الأخيرة التحولات التي طالت المجال وكيف انتقل التركيز إلى البث عبر الإنترنت مع كون المزيد من العائلات والمشاهدين متصلين بالإنترنت.
وبالنظر إلى التحول الرقمي الذي شهدته صناعتنا، أتى قرارنا بتقديم أجهزة الاستقبال لتكون قابلة للوصل والتشغيل في أي مكان بمجرد توافر اتصال الإنترنت دون الاعتماد على استقبال الأقمار الصناعية، كما باتت هذه الأجهزة توفر عناء وتكاليف التركيب والإعداد السابقة.
بالطبع يمكن للمستخدمين الاستمرار باستقبال البث عبر الأقمار الصناعية إن كانوا يفضلون ذلك، لكن التركيز الآن هو إتاحة جميع الخدمات عبر الإنترنت وتوفير تجربة أكثر تفاعلية للمشاهدين، بالإضافة لتوفير فرص أفضل لاكتشاف المحتوى وتقديمه، وكذلك إتاحة خدمات وتطبيقات المستخدمين المفضلة معاً.
كيف سيؤثر التحول إلى البث عبر الإنترنت على معايير حماية الأطفال واليافعين من المحتوى غير المناسب؟
سيكون التأثير إيجابياً دون شك. فنحن منذ الآن نوفر للعائلات خيارات متقدمة لتقييد العرض والمشاهدة لليافعين أو تقييد المحتوى الذي قد لا يناسب جميع الفئات العمرية والمجتمعية، ولطالما كان التركيز على الترفيه العائلي في رأس أولويات OSN.
كما دائماً، نحن نولي للأمان اهتماماً كبيراً ونركز على التحكم الأبوي التي تمنح للأهل القدرة على قفل القنوات أو البرامج التي لا تناسب أطفالهم، كما أننا نضيف ميزات تحديد أوقات المشاهدة للأطفال لمنح الأهل تحكماً كاملاً بتجربة المشاهدة.
بالطبع نحن نولي اهتماماً كبيراً لتصنيف البرامج وتقييمها وفلترة المحتوى المناسب لمختلف الفئات العمرية، ونقدم للأهل الأدوات التي تمنح لهم التحكم الكامل والمستمر بنوع وكم ما يشاهده أطفالهم.
هل سيساعد التحول إلى البث عبر الإنترنت على جمع البيانات لتحسين تجربة المستخدم؟
منذ الآن وعبر أجهزتنا المعتمدة على الأقمار الصناعية، فنحن نتابع بيانات المشاهدة بعناية بالاستفادة من كون أجهزة الاستقبال متصلة بالإنترنت. لكن ومع التحول نحو البث عبر الإنترنت، سيكون هناك المزيد من أنواع البيانات التي يمكن جمعها واستخدامها في تحسين تجربة المستخدمين.
تتضمن البيانات المجموعة الكثير من الفئات المختلفة بداية من نوع المحتوى الذي تتم مشاهدته ولأي وقت وفي أي موعد بالإضافة لعمليات الإيقاف المؤقت والتقديم والتأخير وإعادة أجزاء من المشاهد بالإضافة للسلوك التالي للمشاهدة.
تفيد هذه البيانات في معرفة نوع المحتوى المفضل للمشاهدين وطريقة المشاهدة المفضل لديهم، ويتم استخدام ذلك لتحسين جدولة البرامج على قنوات البث بالإضافة لتحسين اقتراحات المحتوى حسب الطلب بشكل متناسب مع كل مشاهد ووقت مشاهدته ومزاجه العام.
رغم توافر المحتوى حسب الطلب على نطاق واسع، لماذا يستمر المشاهدون بمتابعة القنوات ذات البرامج المجدولة؟
دائماً ما يكون لدينا فئات مختلفة من المشاهدين والمتابعين، إذ هناك البعض ممن يريدون مشاهدة أشياء محددة في أوقات محددة ويحتاجون بالتالي للعرض حسب الطلب، لكن لا يزال هناك الكثير من المشاهدين الذين يريدون فقط مشاهدة شيء بشكل مريح دون الحاجة للبحث وتقييم الاقتراحات مثلاً، بالإضافة إلى كون البرامج المعدة مسبقاً وسيلة ممتازة لاكتشاف البرامج الجديدة والمختلفة التي قد تجذب المشاهد وتعجبه حتى لو لم تتوافق مع اقتراحاته السابقة.
بالنسبة للكثيرين، لا يزال عرض البرامج المجدولة بيئة مألوفة ومريحة تمنح للمشاهدين إحساساً بأن أحدهم قد انتقى البرامج بعناية وصمم البث بشكل مناسب. وبالطبع هناك عنصر مفاجئة مهم كونك لا تعرف حقاً ماذا ستشاهد عند التقليب بين القنوات، وهو ما يوسع آفاق المشاهدين بالإضافة للعامل النفسي الذي يجعل من المريح للكثيرين معرفة أنهم جزء من عدد أكبر من المشاهدين الذين يتابعون نفس الأحداث في نفس البرامج.
بالطبع لا يعني ما سبق أن هناك فئات منفصلة تماماً للمشاهدين الذين يفضلون العرض المجدول أو العرض حسب الطلب، بل أن معظم المشاهدين ينتقلون بين طريقتي المشاهدة حسب الوقت والمزاج والعوامل الأخرى، وبالتالي يحصلون على كل ما يريدونه مع توافر نوعي العرض ضمن OSN.
كيف غير البث على الإنترنت من سلوك وتوقعات المشاهدين؟
بالنظر إلى أن بث المحتوى عبر الإنترنت قد أتاح الكثير من التنوع وأضاف أنواعاً غير معتادة من المحتوى، بات المشاهدون يتوقون لتلك الحرية في اختيار ما يشاهدونه ويتجهون إلى تنوع أكبر بدلاً من البقاء ضمن قوالب ثابتة فقط. ومع إضافة قابلية التشغيل الفورية والمباشرة، بات المشاهدون أقل ميلاً لانتظار بداية البرامج التي يريدونها أو حتى انتظار انقضاء الشارة، بل أن التركيز الأساسي هو الراحة وسهولة العرض.
كذلك لا بد من ذكر حالة المشاهدة المستمرة للمسلسلات التي باتت جزءاً أساسياً من تجربة العرض للكثيرين اليوم. إذ يميل العديدون لمشاهدة مسلسلاتهم المفضلة بشكل متتالٍ ودون فواصل أو مقاطعة، وأدى ذلك إلى صبر أقل للمشاهدين وموجة متنامية من المسلسلات التي تتضمن عدد حلقات أقصر، لكن يتم إصدارها دفعة واحدة بدلاً من النموذج التقليدي بعرض حلقة كل أسبوع.
لطالما قدمت قنوات OSN مستوىً عالياً من المحتوى المنتقى بعناية للمشاهدين، لكن ومع التغير المستمر في تفضيلات وطريقة العرض تم تقديم خدمة OSN+ أيضاً للسماح للمشاهدين بعرض ما يريدونه في أي وقت ومكان وعبر أي جهاز يريدونه أيضاً.