لماذا سيجعلك الأقتراب من الأفلاس أفضل فى عملك ؟
حتى وقت قريب, كانت حياتى صحيه و بسيطه بعملى فى مجال المبيعات الطبيه. كنت احب هذا العمل و كان بالنسبه لى يدر على دخل جيد جدا و احتفظ ببعض المال للمستقبل و كان كل شئ على ما يرام, حتى حدث شئ ما !
حدث هذا الشئ فى اواخر عام 2013, احد اصدقائى اصيب بجلطه دماغيه فى عمر 35. هذا جعلنى انظر لحياتى نظره آخرى و اسأل نفسى سؤال دائما ما تهربت منه “ماذا سيحدث لعائلتى اذا حدث لى شئ ؟” بعد هذا بأسبوع واحد, قامت الشركه التى اعمل لها بتغيير العموله التى احصل عليها و بين ليله و ضحاها اصبح ما احصل عليه اقل بنسبه 40% مما كنت احصل عليه فى السابق. و هنا كانت لحظه قرارى المصيرى, لقد قررت ان هذا هو الوقت المناسب لترك هذا العمل و البدأ فى التحكم بحياتى بنفسى و بدايه رحله العمل الخاص للحصول على دخل مناسب.
منذ هذا الوقت و اعتدت على مشاهده مؤشر حسابى البنكى ينخفض بشكل مخيف. انا انفق اكثر مما احقق فى كل شهر. و الأن و انا اكتب هذا, انا امتلك فى حسابى ما يكفينى لأقل من شهر فقط ولا اعلم متى سيتوقف نزيف الاموال فى هذا الحساب. بغض النظر عن الأوقات الصعبه التى مررنا بها انا و زوجتى, و لكنى تعلمت ان هناك ثلاثه اسباب ستجعلك افضل فى عملك الخاص عندما تصبح اموالك على وشك الانتهاء.
1- ستقوم بسؤال اسئله افضل و ستحصل على نتائج افضل :
كرائد اعمال ستواجه الكثير من الاوقات الجيده و السيئه, عندما لا تملك اى بديل و حياتك و مستقبلك هو ما تعمل من اجله فالتصرف الايجابى و التفكير السليم لن يكون شئ سهل ابدا. فى الاوقات الحرجه لابد ان تنتبه جيدا لتصرفاتك, فبدلا من تصور انك ضحيه القدر و سؤال نفسك دائما “لماذا يحدث هذا لى؟” اسأل نفسك دائما اسئله اكثر نفعا مثل “ما الذى يمكن ان استفيده من هذه المحنه؟”
منذ ان بدأت اسأل نفسى هذه الاسئله بهذا الشكل, بدأت ادرك كم كنت مسرف كثيرا فى حياتى. وقتى و اموالى كنت اضيعهم على اشياء غير مهمه على الاطلاق. بينما كان الاهم على الاطلاق فى حياتى مثل قضاء الاوقات مع العائله, يأتى دائما فى نهايه اللائحه حيث لا وقت له.
بسؤال نفسى اسئله افضل ايضا استطعت تحليل و معرفه ما الاكثر اهميه فى حياتى و عملى و بدأت فى تقدير ما يهم حقا و الاهتمام به.
2- ستعود للأساسيات التى تجعلك ناجحا :
كلما ستحقق نجاحات اكثر فى حياتك المهنيه و تبدأ حياتك فى الاستقرار كلما ستنسى الاشياء الصغيره التى جعلت تنجح من الاساس. و يوما ما ستستيقظ لتجد نفسك فى ازمه. فى هذه اللحظات الخبرات التى اكتسبتها من رياده عملك الخاص هى من سيكون معاونك.
عندما كنت فى شده احباطى, احد من ساعدنى – و سأسميه ديف – قال لى اننى ان غيرت نظرتى للأشياء جميعا فالأشياء ستتغير بتغير نظرتى لها. حفظت كلماته جيدا و بدأت فى تطبيقها.
ديف كان رجل اعمال ناجح جدا, اصبح مليونير قبل عامه الثلاثين و ملياردير قبل منتصف الثلاثينات, ثم فجأه نظر للخلف ليدرك انه توقف تماما عن فعل كل ما جعله يصل لهذا المكان و جعله ناجح بهذا الشكل. لقد كلفه الأمر خساره الملايين و كان قريبا جدا من خساره حتى عائلته بالكامل حتى انتبه للأمر.
عندما سمعت قصه ديف بدأت الاحظ اننى اسير فى نفس الطريق, لو توقفت عن فعل كل شئ بسيط بدأت به العمل و جعلنى انجح. فى هذه اللحظه كنت شاكرا جدا اننى لم اتعرض لفقدات الملايين و تهديد فقدان عائلتى لكى ادرك هذا الأمر.
و لذلك, فقبل ان تصبح الامور اسوأ فى حياتك, اسأل نفسك دائما “هل مازلت اقوم بكل شئ جعلنى اصل لما انا عليه الأن؟” ربما تجد انك اصبحت تشعر بالراحه و توقفت عن فعل كل هذا. ان شعرت بهذا, فهذا هو الوقت المناسب لتعود ادراجك و تستكمل نجاحك قبل فوات الاوان.
3- انت المشكله, و الأمل ليس خطه :
النظر فى المرآه و بدايه تقييم نفسك و محاسبتها هو شئ لا يقوم به كل فرد, عندما تواجه محنه ستأمل دائما ان الآمر سيتحسن و لكن اعلم جيدا, الأمل ليس خطه.
فى الشهر السابق انفقت اكثر مما اجنى كل شهر, و لم اخطط لأى شئ لأعوض الزياده التى انفقتها. ما اقوم بأنفاقه ازداد و انا لا املك اى خطه واضحه لتجنب هذا الأمر لحله. بقيت اتابع اموالى تقل يوما بعد يوما و انا اتمنى ان يتحسن الامر فى يوم ما. و لكن كل التغيير الذى يحدث كان للأسوأ فقط. و أخيرا, قمت بعمل خطه ماليه و اجبرت نفسى على التحرك و عمل خطه لتوفير نفقاتى و ايقاف نزيف الأموال الذى يحدث.
كرائد لعملك ستدرك ان واحده من اهم المهارات التى ستكتسبها هى القدره على صنع شئ من لاشئ. و ستدرك ايضا ان الشئ الذى يمنعك من هذا الابداع بالكامل هو غالبا انت فقط. افضل رواد الأعمال يعلمون انه شئ طبيعى ان تمر بأوقات صعبه. و لكن لابد ان تتعلم التغلب على كبريائك و محاسبه نفسك و ان تسأل نفسك بأستمرار. كيف يمكنك ان تنجز هذا بشكل افضل ؟ و ما سبب اى شئ يحدث لك ؟