كيف نمت Apple لتقترب من تقييم 3 تريليون دولار، ومن الشركات التي كسرت حاجز التريليون سواها؟
في نهاية التسعينيات، كانت شركة Apple قد أتمت أكثر من 20 عاماً على تأسيسها. وعلى الرغم من عدة منتجات ناجحة في سنواتها الأولى، كانت الشركة على وشك الإفلاس في وقت عودة مؤسسها ستيف جوبس لقيادتها، بالإضافة لاستثمار كبير بقيمة 150 مليون دولار من بيل جيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت وأحد ألد أعداء شركة Apple قبلها. ويبدو أن عودة جوبس واستثمار جيتس أنعشا الشركة التي سارت منذ حينها من انتصار إلى آخر، وباتت تتربع على عرش أكبر الشركات العمومية تقييماً في التاريخ.
تعد شركة Apple اليوم عملاقة بكل المعايير الممكنة، فقد باعت مليارات المنتجات من هواتف وحواسيب وأجهزة لوحية وسواها، وتجاوزت عائداتها 394مليار دولار في عام 2022، وهو رقم يجعلها أكبر من اقتصادات معظم دول العالم. وبينما كان هناك الكثير من النبوءات حول تراجع عائدات أجهزة الشركة الإلكترونية بسبب تناقص الطلب العالمي، فقد حققت الشركة نجاحات لا يمكن إنكارها بالتوسع نحو الخدمات عموماً، ونحو الخدمات المالية بالأخص.
الطريق إلى تريليون دولار
عندما عاد ستيف جوبس إلى شركة Apple عام 1997، وجد أمامه كماً كبيراً من التشتت بالإضافة لعدد كبير من المنتجات التي فشلت بتحقيق أي نجاح حقيقي. وسرعان ما قتل جوبس عدة منتجات سابقة تتضمن المساعدات الشخصية Apple Newton وخوادم Apple Network Server وجهاز الألعاب المتعثر Apple Pippin الذي لم يبع منه سوى 42 ألف نسخة خلال عام إطلاقه الوحيد.
على أعتاب التخلص من المنتجات الأقل نجاحاً، بدأت Apple بتقديم أجهزة جديدة بتصاميم مميزة ونجاح تجاري يتزايد مع كل منتج جديد على ما يبدو. وبدأ الأمر من حواسيب iMac G3 بألوانها المتألقة التي لا تزال عالقة في ذاكرة الكثيرين اليوم، وتبع ذلك حواسيب iBook المحمولة التي تحولت بعدها إلى تسمية MacBook قبل أن يتم إنهاء دورة حياتها في عام 2017. لكن النجاح الأكبر للشركة لم يكن في الحواسيب، بل في نوع جديد من الأجهزة.
في عام 2003 قدمت Apple أول مشغل موسيقى محمول من صنعها، iPod. وبالنظر إلى تفوقه الكبير على الخيارات الأخرى، حقق iPod نجاحاً هائلاً وبات رائد السوق لسنوات تالية مع توالي إصداراته. وبالبناء على هذا النجاح، أطلقت الشركة هواتف iPhone في عام 2007، وبعد بداية بطيئة نسبياً، انطلقت هذه الهوات لتصبح أفضل سلاسل الهواتف مبيعاً حتى الآن، ولا تزال مصدر أكثر من نصف عائدات الشركة اليوم مع استمرار هيمنتها في مجال هواتف الفئة العليا.
كان آخر أجهزة الشركة الصادرة في عهد ستيف جوبس هو أجهزة iPad اللوحية، وفي حينها اعتقد الكثيرون أن الشركة لن تتمكن من تكرار دورة نجاحاتها السابقة التي أعادت فيها تعريف قطاعات كاملة من الأجهزة الإلكترونية. لكن منذ حينها، توالت انتصارات Apple مع نمو مبيعات أجهزتها المطلقة سابقاً بالإضافة لنجاح ساعات Apple Watch وسماعات AirPods التي باتت أفضل الساعات والسماعات مبيعاً في العالم على الترتيب.
نتيجة النجاحات المتتالية لمنتجاتها، شهد سهم شركة Apple نهضة كبيرة بقيمته في عام 2018، عندما كسرت الشركة حاجز تقييم تريليون دولار للمرة الأولى. لكن تبع ذلك فترة نمو أكبر حتى في عام 2020، وعلى عكس أسهم التقنية الأخرى التي نمت بسرعة حينها قبل أن تنتكس بشدة في عام 2022، بقي سهم Apple مستقراً نسبياً، وعاد للنمو ليصل الآن إلى أعلى مستويات في تاريخه ويضع تقييم الشركة عند 2,890 مليار دولار وعلى أعتاب كسر حاجز 3تريليون دولار للمرة الأولى في التاريخ.
من قطع عتبة تريليون دولار؟
من حيث المبدأ، هناك العديد من المنظمات والشركات الحكومية التي يمكن أن يكون تقييمها أكبر من تريليون دولار أمريكي لو أنها شركات مستقلة. لكن وبالنظر إلى صعوبة تقييم رأس المال السوقي المقابل لشركات لا يتم تداولها أصلاً، فالحديث هنا محصور بالشركات المتداولة في أسواق المال، أو ما يعرف باسم الشركات العمومية.
بينما كانت Apple أول من قطع حاجز التريليون، فهي بالتأكيد لم تكن الأخيرة. ومنذ حينها تبعها 7 شركات أخرى، ولو أن 3 من هذه الشركات عادت لتنخفض إلى تقييمات أقل من ذلك. والأمر المثير للاهتمام عند النظر إلى القائمة، هو أن جميع الشركات الثمانية الواصلة إلى تقييم التريليون هي شركات تقنية أمريكية باستثناء واحدة فقط، وهي شركة أرامكو السعودية العاملة في مجال النفط والغاز بالدرجة الأولى.
تضمنت الشركات الواصلة إلى تريليون دولار الشركات التالية (مرتبة بموعد وصولها إلى التقييم):
- شركة Apple – أغسطس 2018
- شركة Microsoft – أبريل 2019
- شركة أرامكو السعودية – ديسمبر 2019
- شركة Alphabet – يوليو 2020
- شركة Amazon – أبريل 2020
- شركة Meta – يونيو 2021
- شركة Tesla – أكتوبر 2021
- شركة Nvidia – مايو 2023