قصة يسرا مارديني الملهمة من زورق سوري إلى أولمبياد ريو
علقت يسرا مارديني ذات السابعة عشر عاماً في زورق يحمل 20 لاجئاً سورياً بين الأراضي التركية واليونانية لكنها لم تستسلم للحظة عندما واجهت الموت، فقد فشلت الرحلة مع هذا العدد الكبير وقفزت هي وأختها إلى الماء وقادت الزورق إلى الشاطيء منقذة لجميع أرواح اللاجئين الذين كانوا على متن القارب الذين كانوا لا يستطيعون السباحة كما ورد في التقارير الإخبارية عنهم.
استطاعت يسرا مارديني إلهام الملايين حول العالم في قصتها الحزينة والمليئة بالآلام التي كانت دافعها للوصول إلى أولمبياد ريو دي جانيرو في البرازيل هذا العام، حيث أسرت قلوب الجميع، فكيف ظهرت وسط هذه الآلام والحروب والتي تشاهدها الأراضي السورية، ولم تشارك في علم الأولمبياد الخاص ببلدها لكنها جنحت تحت علم البعثة الأولمبية الخاصة باللاجئين.
بلا علم، وبلا نشيد وطني، افتقدت جميع أهلها وأسرتها وبلدها بالكامل لكنها لم تفقد الحماس والروح التي أهلتها للوصول إلى الأولمبياد، فلم تفقد الأمل وبدأت في بناء طريقاً خاصاً لها وسط الأشواك.
متى بدأت قصة يسرا مارديني؟
بدأت رحلة يسرا المؤلمة عندما دمّرت قوات بشار الأسد منازل ذويها في عام 2012، وقتلت القوات الغاشمة الظالمة المئات من المواطنين بروح باردة، وعلى مدى ثلاث سنوات بعد ذلك حاولت عائلة يسرا الرجوع إلى الحياة العادية لكنها لم تستطع ذلك، فاختارت الأختان أن يهربا من طلقات النيران التي تحاصرهما في كل مكان.
بدأت يسرا وشقيقتها الهروب في زورق متجهاً إلى الساحل التركي ومنها إلى اليونان كما ذكرت مارديني، وأكدت على أنه كان هناك حوالي 200 إلى 300 شخص وانتظر الجميع إلى أن يستقر الأمر ويبتعد رجال الشرطة ليتمكنوا من الذهاب في أمان.
فجأة ودون سابق إنذار بدأ المحرك في التوقف، وكان هناك 4 أشخاص فقط يستطيعون السباحة، لكن الرجلان الآخران اللذان قفزا في المياة لسحب القارب استسلموا سريعاً، وتقول يسرا في هذه اللحظة كان لابد من التفكير السريع في شأن هذه المشكلة فهي سباحة ماهرة وإن لم تفعل ذلك فمصيرها هو الماء أيضاً.
استمرت يسرا مارديني في السباحة لأكثر من ثلاث ساعات متتالية في السباحة وتذكر هذا الطفل الذي كان ينظر إليها خائفاً وكانت تصبره بوجوه وتعبيرات باسمة منها كي لا يبكي، واستطاعت الوصول إلى ليسبوس ثم تم تهريبها إلى صربيا ومنها إلى المجر ثم النمسا ثم أخيراً إلى ألمانيا حيث قضت أياماً تحاول الحصول على أوراق اللجوء.
كيف وصلت يسرا مارديني إلى أولمبياد ريو بعد كل ذلك؟
ما بين بكاء مرير وعزيمة قوية استطاعت يسرا أن تحاول بذل المزيد من الجهد، وتابعت حبها للسباحة وانضمت إلى نادي السباحة المحلية في برلين وشوهدت موهبتها من قبل الفريق الوطني واللجنة الأولمبية الدولية، وقررت تقديم عرض لدورة الألعاب الأولمبية على الرغم من أنه لم يكن هناك دولة تمثلها، وتأهلت إلى مسابقة 100 متر حرة و100 متر فراشة، والآن بعد سنة واحدة من السباحة في بحر إيجه انضمت كعضوة من 10 أعضاء يمثلون الفريق الرياضي الأوليمبي الأول للاجئين.
في حديث معها أكدت يسرا مارديني أنها لابد لها أن تثبت للعام أنه بعد الألم والعاصفة المريرة سيأتي أياماً هادئة وأنها تسعى لإلهام الكثيرين بالقيام بشيء جديد، وقد وردت أخبار كثيرة عن محاولة وصول جميع الشبكات الإخبارية العالمية للحديث معها ونية الكثير من المخرجين إتمام عمل سينمائئي عن قصة يسرا مارديني من بدايتها وصولاً إلى أوملبياد ريو.