قرار صادم من فيسبوك بخصوص عملة ليبرا المشفرة
منذ الإعلان عنها في العام الماضي، واجهت عملة ليبرا الرقمية المشفرة من فيسبوك الكثير من الهجوم والانتقادات من العديد من الهيئات التنظيمية حول العالم، وخاصةً في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، حيث شهدت مقاومة مُبكّرة في أوروبا ظهرت في تعليق رئيس المالية الفرنسي على ليبرا وذكر أنّ فيسبوك لم يكن ينبغي لها تطويرها من الأساس. ونفس الأمر تكرر من العضو الألماني في الاتحاد الأوروبي “ماركوس فيربر” الذي قال إنّ فيسبوك يُمكن أن تُصبح بنك خفي، خاصةً مع عدم وجود تشريعات حقيقية تُنظّم عمل العملات الرقمية المشفرة حتى الآن.
أمّا داخل الولايات المتحدة، طالبت رئيسة لجنة الخدمات المالية الأمريكية بمراجعة عملة ليبرا قبل إطلاقها من فيسبوك، وضرورة إدلاء المسؤولين عنها داخل الشبكة الاجتماعية بشهادتهم حول كيفية عملها. وذلك قبل أن يتعرض الرئيس التنفيذي للشركة “مارك زوكربيرج” للاستجواب بخصوص إطلاق عملة ليبرا.
بعد هذه السلسلة من الانتقادات الشديدة من قِبل الجهات التنظيمية، وانسحاب شركتي فيزا وماستر كارد، والمخاوف من تأثيرها على السياسة النقدية الدولية، اتخذت شركة فيسبوك قرار صادم بتأجيل إطلاق عملة ليبرا إلى وقت لاحق، أو بمعنى أدق “تخفيف العمل عليها” وفقًا لمصادر تحدثت مع ذا إنفورميشن تناولها تقرير ذا فيرج.
حسب التقرير، لن يقوم فيسبوك بإطلاق عملته الرقمية القائمة على البلوك تشين في الوقت الحالي، لكنّه لا يزال يُخطط للسماح للمستخدمين بالاستفادة من النظام المدعوم من الحكومة في أكتوبر القادم، وهو عبارة عن محفظة رقمية يُطلق عليها اسم “كاليبرا”.
وصرّح نيك كارتر، وهو شريك مؤسس في Castle Island Ventures الذي يُركز على مشاريع البلوك تشين، بأنّ القرار بدا وكأنّه نهج تصالحي، وأضاف: “أعتقد أن الكثير من المقاومة التي واجهها فيسبوك في واشنطن كانت نظرًا لكونهم كيانًا خاصًا يُنشيء عملة جديدة ذات احتياطيات أجنبية” وهي نفس المخاوف التي أبداها رئيس ماستر كارد في حديثه مع الفايننشال تايمز في وقت سابق.
نموذج عمل فيسبوك ليبرا
صرّح رئيس ماستر كارد السيد أجاي بانجا إنّ نموذج العمل الأساسي في عملة ليبرا لا يمنح الكثير من الثقة، خاصةً إنّه لم يحصل على إجابات واضحة عند الاستفسار بخصوص شفافية البيانات، والامتثال، النزاهة.
جدير بالذكر إنّ المشروع الذي يعمل على إيجاد عملة يُمكنها التدفق مباشرةً بين الشركات والأفراد بعيدًا عن الطرق التقليدية، من الطبيعي أن يثير الكثير من المخاوف في هذا القطاع، لدرجة أنّ البعض يرونه بمثابة بنك ظل خارج نطاق القوانين المالية.