فيس بوك تطلق حملة للدفاع عن الإعلانات الموجهة والمخصصة للمستخدمين
في الفترة الأخيرة كان صراع شركتي فيس بوك وApple واحداً من الأكثر أهمية في الواقع، حيث أن الأخيرة تنوي تغيير عالم الإعلانات الموجهة بشكل كامل عبر ميزة جديدة في نظام iOS تتيح للمستخدمين رفض تتبعهم من قبل التطبيقات، وهو ما قاد نحو اعتراضات كبرى من فيس بوك التي يقوم نموذج عملها بشكل كامل على الإعلانات الموجهة وجمع أكبر كم ممكن من معلومات المستخدمين.
الآن وبعد عدة حملات سابقة لمحاولة تسويق منظورها للأمر بشكل أفضل، اعتمدت شركة فيس بوك حملة جديدة للترويج لفكرة الإعلانات الموجهة من حيث كونها تقدم فائدة كبيرة للشركات الصغيرة والاعمال الناشئة بالدرجة الأولى. حيث أن هذه الشركات الصغيرة لا تمتلك القدرة المالية على التسويق لنفسها على نطاق واسع وبشكل كبير كما الشركات الكبرى، بل أنها تقوم بالاعتماد على الإعلانات الموجهة لصرف أقل مبالغ ممكنة للترويج مع الحصول على أفضل نتائج ممكنة كون الإعلانات تصل إلى الأشخاص الأكثر اهتماماً بمجال عملها.
من حيث المبدأ فالنقطة التي تركز عليها فيس بوك صحيحة في الواقع، فقد أفادت الإعلانات الموجهة الشركات الصغيرة والناشئة أكثر من أي فئة أخرى، وأتاحت لعدد هائل من المشاريع الجديدة التسويق لنفسها في الأوساط الصحيحة بدلاً من الحاجة لحملات إعلانية عملاقة موجهة للعامة الذين لا يهتم معظمهم بالمنتج أصلاً. لكن كون النقطة التي تركز عليها فيس بوك صحيحة لا يعني بالضرورة أن موقفها هو الأصح في الصراع الجديد.
طوال سنوات كانت فيس بوك محط سلسلة لا نهائية من الجدل حول الخصوصية وممارساتها المكروهة من حيث جمع معلومات المستخدمين بشكل مبالغ به للغاية وإيصال هذه المعلومات لجهات غير مرغوب بها حتى في بعض الحالات. بالنتيجة وحتى مع إصرار فيس بوك على أن حملتها الأخيرة مدفوعة باهتمامها بنمو الشركات الناشئة، فالواقع الواضح هو أن الشركة تبحث عن إبقاء مجال عملها مستمراً دون التضحية الكبيرة بالعائدات عندما تبدأ سياسات خصوصية Apple الأخيرة بالتطبيق قريباً.
مواضيع قد تهمك:
- فيس بوك تنوي إصدار نظارات ذكية مع دعم التعرف على الوجوه
- هل يشاهد واتساب محادثاتك؟ وما هي المعلومات التي يشاركها مع فيس بوك؟
- من أين تجني الشركات التقنية الكبرى ملياراتها؟
يذكر أن Apple ليست الوحيدة التي قد تسبب الصداع لقادة فيس بوك ومساهميها، حيث أن Google تعمل على سياسات خصوصية مشابهة ربما يتم تقديمها في إصدارات أندرويد اللاحقة، ومع أن الأمر يبدو غريباً نتيجة كون Google هي أكبر المستفيدين من الإعلانات الموجهة في العالم، فهي في موقف أفضل نتيجة انتشار خدماتها الهائل وكون نظام أندرويد بحد ذاته مملوكاً لها.