في تطور صادم: OpenAI تريد شراء متصفح Chrome في حال إجبار Google على بيعه

⬤ أعربت شركة OpenAI عن استعدادها للاستحواذ على Chrome إذا فُرض على Google التخلي عنه قضائياً.

⬤ تشهد Google ضغوطاً غير مسبوقة من وزارة العدل الأمريكية لتفكيك احتكارها لسوق البحث الإلكتروني.

⬤ تسعى OpenAI لتعزيز حضورها بدمج ChatGPT داخل المتصفح، رغم تحديات النفاذ التي تفرضها Google.

في تطور من شأنه إحداث تحول كبير في مشهد التقني العالمي، كشفت OpenAI عن اهتمامها بالاستحواذ على متصفح Chrome، في حال قررت المحاكم الأمريكية إلزام Google بالتخلي عنه ضمن إجراءات التصحيح المرتقبة في قضية الاحتكار الجارية.

جاء هذا التصريح المفاجئ على لسان نيك تورلي، رئيس قسم المنتجات في ChatGPT، أثناء الإدلاء بشهادته الثلاثاء خلال جلسات المرحلة الخاصة بوضع الحلول في القضية التاريخية التي تلاحق Alphabet، شركة Google الأم. وقال تورلي بشكل قاطع: «نعم، سنسعى لذلك، كما ستسعى العديد من الأطراف الأخرى،» في إشارة إلى إمكانية سعي OpenAI لشراء المتصفح في حال فُرض فصله عن Google.

تأتي هذه التصريحات في وقت يدرس فيه القضاء الأمريكي فرض تغييرات جوهرية على ممارسات Google التجارية، بعد حكم سابق العام الماضي بأن الشركة استخدمت ممارسات غير قانونية لاحتكار سوق البحث الإلكتروني. وتضغط وزارة العدل الأمريكية من جهتها باتجاه اتخاذ خطوات جذرية، من بينها إلزام Google ببيع متصفح Chrome الشهير، في خطوة قد تكون أكبر تفكيك قسري لشركة تقنية منذ تفكيك شركة AT&T في ثمانينات القرن الماضي.

رغم أن Google لم تعرض Chrome للبيع، إلا أنها تعتزم الطعن في الحكم الأصلي المتعلق بالاحتكار، معتبرة أن الإجراءات المقترحة من وزارة العدل تهدد بمساس مصالح المستهلكين وريادة الولايات المتحدة في المجال.

مواضيع مشابهة

بالنسبة لشركة OpenAI، فالاستحواذ على Chrome فرصة استراتيجية لتعزيز حضورها. فقد أوضح تورلي أن دمج ChatGPT بعمق داخل المتصفح قد يتيح للمستخدمين تجربة «استثنائية بحق،» ويعرفهم على «ما يمكن أن تبدو عليه تجربة قائمة على الذكاء الاصطناعي في المقال الأول.» وهذه الرؤية تعكس أحد التحديات الكبرى التي تواجه OpenAI حالياً، والمتمثل في آليات التوزيع والوصول إلى المستخدمين.

كما اعترف تورلي بأن شركته تعاني من صعوبات كبيرة في إدخال تقنياتها إلى الأجهزة المختلفة، مشيراً إلى نجاح الاتفاق مع Apple لدمج ChatGPT في أجهزة iPhone، مقابل تعثر المفاوضات مع مصنعي أجهزة Android. وكشف أن المحادثات مع سامسونج لم تثمر، مرجعاً السبب إلى النفوذ المالي الكبير الذي تتمتع به Google.

كشفت جلسات المحكمة أيضاً عن حجم التنافس المحتدم والمناورات الاستراتيجية داخل سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث أبدى المدعون مخاوفهم من أن تهيمن Google على السوق عبر تعزيز منتجاتها من الذكاء الاصطناعي، مثل Gemini، باستخدام هيمنتها في البحث، مما قد يخلق حلقة تغذية راجعة تكرس احتكارها. أما Google فقد ردت بالتأكيد على وجود منافسين أقوياء في هذا المجال، مثل Meta وMicrosoft.

ضمن بعد آخر من العلاقة المعقدة بين OpenAI وGoogle، كشف تورلي أن Google رفضت طلباً سابقاً من OpenAI لاستخدام واجهة برمجة التطبيقات الخاصة بمحرك بحثها داخل ChatGPT. وكانت OpenAI تسعى إلى هذه الشراكة بعد تعثرها مع مزود البحث الحالي، حيث يستخدم ChatGPT حالياً Bing من Microsoft. وأضاف هذا الفشل في إتمام الشراكة المزيد من الزخم لمقترح وزارة العدل، التي تدعو إلى إلزام Google بترخيص بيانات البحث لمنافسيها. وأوضح تورلي أن مثل هذه الخطوة قد تسرع بشكل كبير من تطور أداء ChatGPT، والذي لا يزال «بعيداً بسنوات» عن تحقيق هدفه في معالجة 80% من الاستفسارات عبر تقنيته الخاصة للبحث.

في سياق متصل، تطرق القضاء أيضاً إلى العقود التي أبرمتها Google مع شركائها. إذ أظهرت وثائق حديثة أن Google خففت من شروط تلك الاتفاقات مع شركات مثل سامسونج وMotorola وAT&T وVerizon، لتسمح لها بتضمين تطبيقات بحث منافسة. وشهد المسؤول التنفيذي في Google، بيتر فيتزجيرالد، أن الشركة أكدت مؤخراً، وحتى الأسبوع الماضي، أن تلك العقود لا تمنع شركاءها من تثبيت منتجات ذكاء اصطناعي من شركات أخرى.

في ظل تواصل جلسات المحكمة، يبقى مستقبل ممارسات Google التجارية، وشكل المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي، بل وربما ملكية المتصفح الأكثر استخداماً في العالم، كلها قضايا مفتوحة، فيما يتواصل طرح حرية اختيار المستخدمين كفيصل للحكم.

شارك المحتوى |
close icon