في أول تجربة له، منع مشاركة كلمات المرور يكلف نتفليكس خسارة مليون مستخدم
⬤ بدأت نتفليكس بتطبيق سياسة منع مشاركة كلمات المرور في عدة دول منها إسبانيا مع نهاية العام الماضي.
⬤ كما التوقعات، تسبب القرار بترك الكثيرين لحساباتهم، ويقدر أن الشركة خسرت مليون مستخدم في إسبانيا وحدها.
⬤ رغم ذلك تخطط الشركة لمنع مشاركة كلمات المرور عالمياً، وتتوقع تسارع النمو في النصف الثاني من العام.
خسرت شركة نتفليكس ما يربو عن مليون مستخدم خلال الشهور الثلاثة الأولى من عام 2023، مما يشير إلى أن تعامل الشركة مع مسألة مشاركة كلمات المرور للحسابات قد أتت بنتائج عكسية.
ففي مطلع شهر فبراير الماضي، فرضت الشركة رسوماً شهرية قدرها 6.57 دولار أمريكي على كل مستخدم في إسبانيا يشارك بيانات تسجيل الدخول إلى حسابه مع أفراد آخرين يقطنون في مسكن آخر، واتخذت الشركة مجموعة من التدابير التقنية للكشف عن حالات المشاركة. وأرادت نتفليكس بهذه الخطوة الحد من موضوع مشاركة الحسابات الذي يؤثر على نموها وزيادة مشتركيها، بيد أن النتائج خيبت آمال الشركة؛ إذ كشف بحث أجرته شركة Kantar لتحليل البيانات عن وجود صلة بين هذه الخطوة وبين انخفاض عدد المستخدمين بأكثر من مليون مستخدم، خاصة أن ثلثهم كان يستعمل بيانات الدخول الخاصة بشخص آخر.
وفي هذا الصدد قال Dominic Sunnebo من شركة Kantar: “يبدو جلياً أن هذا الانخفاض الحاد ناجم عن هذه الخطوة”، وأردف قائلاً أن خسارة مليون مستخدم، وإن لم يكونوا بمعظمهم من أصحاب الاشتراكات المدفوعة، سيؤثر سلباً على التوصيات التي يتناقلها الناس فيما بينهم لمشاهدة البرامج والخدمات التي تقدمها الشبكة. وكانت عمليات إلغاء الاشتراكات قد تضاعفت 3 أضعاف مقارنة بالفترة السابقة وفقاً لبحث Kantar، في حين أن واحداً من عشرة من المشتركين الباقين في إسبانيا يعتزمون إلغاء اشتراكاتهم خلال الربع الثاني من العام. ومن الجدير ذكره أن نتفليكس فرضت رسوماً مشابهة في البرتغال وكندا ونيوزيلندا، في حين أنها بدأت خطة الرسوم هذه في بعض بلدان أمريكا اللاتينية.
وكانت نتفليكس قد أعلنت عن أرباح الربع الأول من العام، وأشارت إلى أنها تتوقع أن يكون هذا الانخفاض مؤقتاً وآنياً، قبل أن يبدأ أولئك المستخدمون بالاشتراك في حسابات خاصة في المنصة. وقالت الشبكة: “تحدث ردود الفعل وإلغاء الاشتراكات في أسواق كثيرة عندما نعلن أخباراً مماثلة، ففي كندا، التي نراها مؤشراً موثوقاً للحالة في الولايات المتحدة الأمريكية، أصبحت قاعدة الاشتراكات المدفوعة أكبر مما كان عليه الحال قبل فرض رسوم المشاركة، وتسارع نمو الإيرادات كذلك، وهو الآن يشهد نمواً أسرع من الولايات المتحدة الأمريكية”.
وعلى الصعيد العالمي يوجد ما يربو عن 100 مليون شخص يستخدمون حسابات لا يدفعون اشتراكات مقابلها، وتقول الشركة إنها ترصد عمليات مشاركة كلمات المرور عبر مراقبة عناوين IP الخاصة بالمستخدمين والبيانات التعريفية للأجهزة ونشاط الحساب، فهذا الأمر يتيح لها معرفة إن كان المستخدم سجل الدخول إلى حسابه من محل إقامته.
وأعلنت نتفليكس أنها لم تحقق توقعاتها بشأن أعداد المشتركين الجدد في الربع الأول من العام، عير أنها تتوقع تسارع النمو خلال النصف الثاني من هذا العام بفعل خطتها لضبط مشاركة كلمات المرور، وإطلاق خدمة البث بتكلف أقل على أن تحتوي على الإعلانات. وعموماً يبدو أن استثمار نتفليكس في المحتوى الإسباني ناجح حتى الآن؛ فقد بثت الشركة اثنان من المسلسلات الخمسة الأكثر مشاهدة في إسبانيا، وسبق لنتفليكس أن افتتحت أول مركز إنتاج أوروبي لها في مدينة مدريد عام 2019، وقد تضاعف حجمه في نهاية العام الماضي.