مئات عناصر المافيا في قبضة الشرطة بفضل تطبيق محادثة مشفرة مزيف
منذ ظهور منصات المحادثة عبر الإنترنت كان هناك صراع كبير بين اتجاهين أساسيين في عالم الخصوصية. حيث هناك التيار المركز على كون الخصوصية حقاً للمستخدمين وكون التجسس عليهم لا يجوز أبداً دون مبرر. وبالمقابل التيار المركز على الأمان وكون الخصوصية الكاملة تساعد المجرمين والخارجين عن القانون مثل المافيا. وفي عالم اليوم يبدو أن تيار الخصوصية هو المنتصر مع تبني معظم المنصات لمعايير تشفير عالية الأمان. وحتى واتساب بات يدعم التشفير بين الطرفين الذي يعني أن لا أحد يمكنه اعتراض وقراءة الرسائل.
بالطبع يعد هذا الوضع مثالياً للعديد من أفراد الجريمة المنظمة، فهو يصعب على سلطات إنفاذ القانون جمع الأدلة عنهم. لكن يبدو أن مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (FBI) قد وجد حلاً مبتكراً للمشكلة: تطوير تطبيق محادثة جديد يزعم أنه يقدم تشفيراً وأماناً شديداً، لكنه منصة تجسس في الواقع. وبعد النجاح بجعل العديد من أفراد المافيا يستخدمونه انتظرت السلطات حوالي 3 أعوام من جمع الأدلة وتسجيل المحادثات.
الآن وبخطوة واحدة تمكنت السلطات في عدة بلدان تتضمن الولايات المتحدة وأستراليا والعديد من البلدان الأوروبية من إلقاء القبض على 800 مجرماً وعضواً في المافيا وعصابات الجريمة المنظمة. حيث أن المجرمين متورطون بقضايا تهريب المخدرات والأسلحة وسواها من الجرائم المتنوعة. ومنذ عام 2019 كانت العديد من السلطات القانونية حول العالم قد تعاونت لتوزيع تطبيق التجسس. حيث كان ينشر بين العصابات كوسيلة محادثة آمنة تماماً وبديل للحماية من تجسس الشرطة.
مواضيع قد تهمك:
- شركة وحيدة مجهولة هي المسؤولة عن توقف الإنترنت حول العالم اليوم
- أنونيموس تهدد إيلون ماسك، لكن هل هناك أي قيمة لهذه التهديدات؟
بطبيعة الحال فقد كانت السلطات مدركة لتورط معظم المقبوض عليهم بالنشاطات الجرمية. لكن المشكلة في الجريمة المنظمة عادة هي الأدلة، حيث يصعب إثبات الأدلة وربطها بقادة الجريمة. لكن وبفضل التطبيق الذي كان يحمل اسم ANOM تمكنت السلطات من جمع كم هائل من الأدلة التي ستستخدم ضد المقبوض عليهم في المحاكمات لاحقاً.