على عمق 35 متراً، الصين تبني أول مركز بيانات تجاري تحت الماء
⬤ بدأت الصين تجميع أول مركز بيانات تجاري مبني تحت الماء في العالم قبالة ساحل مدينة سانيا جنوب جزيرة هاينان.
⬤ يقام المركز الجديد في عمق يقدر بـ 35 متراً تحت الماء، ومن المقرر أن يضم مائة وحدة من وحدات تخزين البيانات.
⬤ سيكون المركز الجديد أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة بنسبة تتفاوت بين 40% و60% مقارنةً بمركز بيانات مشيد على اليابسة.
نقل تلفزيون الصين المركزي خبراً مفاده انطلاق الصين في تجميع أول مركزِ بيانات تجاري مبني تحت الماء في العالم، وذلك قبالة ساحل مدينة سانيا جنوب جزيرة هاينان. وتطرق الخبر إلى قدرات هذا المركز فقال إنّ كل وحدة تخزين قادرة على معالجة أكثر من 4 ملايين صورة عالية الدقة في غضون 30 ثانية فقط. ويعني هذا أنّ تقديرات الأداء لهذا المركز تُقارَن بنحو 60،000 جهاز كومبيوتر عادي يعمل بانسجام تامٍ.
وعملت الشركات المساهمة في هذا المشروع على تركيب أول وحدةٍ لتخزين البيانات في شهر أبريل الفائت، وفي يوم الجمعة بتاريخ 24 نوفمبر لعام 2023، أضاف فريق المهندسين وحدة ثانية لتخزين البيانات في قاع المحيط جنوب مقاطعة هاينان. ويوجد في هاتين الوحدتين صفوف من الخوادم التي لا تعرف حنى الآن مواصفاتها ولا عددها الدقيق.
بطبيعة الحال تتميز وحدات تخزين البيانات بأنّها مقاومة للماء، وتسعى الشركات لتركيب مائة منها على مدار خمسة أعوام. ويبلغ وزن كل وحدةٍ نحو 1،300 طن، مما يعني أنّ عملية نقلها إلى قاع المحيط ليس مهمة يسيرة، لا سيما أنّ الأمر يستلزم إنزالها لمسافة 35 متراً تحت سطح البحر، لذلك يستغرق وصول كلّ وحدة إلى مكانها الصحيح قرابة 3 ساعات. وتتمتع وحدة تخزين البيانات بعمر افتراضي يبلغ 25 عاماً، فهي مصممة بما يكفل أن تدوم طويلاً، وأن تتحمل الظواهر الطبيعية في بيئتها.
كما يتسم مركز البيانات القادم بضخامة حجمه؛ إذ تبلغ مساحته قرابة 68 ألف متر مربع، أي ما يعادل مساحة 10 ملاعب لكرة القدم. ولا تشكل هذه المساحة الضخمة أي عائق نظراً لإمكانية استغلال المساحة الرحبة في قاع المحيط، بل توجد إيجابيات كثيرة لبناء مراكز البيانات في قاع المحيط؛ فعلى سبيل المثال يمكن الاستفادة من مساحة اليابسة التي كانت مخصصة لها السابق، وتوظيفها لأغراض أخرى مثل التصنيع أو الإسكان.
كذلك تتضمن الفوائد الأخرى الناجمة عن بناء مركز البيانات الصيني في قاع المحيط كلاً من: توفير 122 مليون كيلوواط/ساعة من الكهرباء سنوياً، وتوفير 105 طن من المياه العذبة سنوياً. كما تستفيد مراكز البيانات المغمورة في قاع المحيط من مياهه شديدة البرودة وتعتمد عليها في عملية التبريد، فتقلّ بذلك نفقات التشغيل. ولا تستدعي هذه العملية استهلاك أي موارد مائية تُقتَطع من موارد السكان.
وكان السيّد بو دينغ، المدير العام للمشروع الإنمائي الرائد لمركز بيانات هاينان تحت قاع المحيط، قد أشار إلى أنّ مركز البيانات المكتمل سيكون أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة بنسبة تتفاوت بين 40% و60% مقارنةً بمراكز البيانات على اليابسة.
يذكر أن شركة مايكروسوفت الأمريكية كانت واحدة من رواد مجال مراكز البيانات المغمورة بالماء مع عدة تجارب سابقة، لكن حتى الآن يبقى المشروع الصيني هو المحاولة الأولى للاستفادة من القدرة الهائلة للمحيط على تبديد الحرارة وتحسين أداء مراكز البيانات.
يعرف مركز بيانات هاينان في قاع المحيط بأنه مشروع مشترك مدعوم من حكومة سانيا المحلية، وهيئة مراقبة وإدارة الأصول المملوكة للدولة في مقاطعة هاينان، وذلك بالتعاون مع شركات عديدة. وتتكفل شركة Beijing Sinnet الرائدة في خدمات مراكز البيانات والحوسبة السحابية ضمن الصين بتشغيل مركز البيانات الجديد. ومن المتوقع أن تبلغ التكلفة الإجمالية لبناء هذا المركز نحو 879 مليون دولار أمريكي.