خبراء: «ساعة يوم القيامة» على بعد 90 ثانية من منتصف الليل، والذكاء الاصطناعي هو الملام
⬤ ضبط مجموعة من الخبراء والعلماء «ساعة يوم القيامة» عند 90 ثانية قبل منتصف الليل لعام 2024.
⬤ ابتكر علماء مشروع مانهاتن هذه الساعة عام 1947، وضبطوها للمرة الأولى عند 7 دقائق قبل منتصف الليل.
⬤ يرى العلماء أنّ الذكاء الاصطناعي هو التهديد الأكبر للبشرية، لا سيما في ظل تنامي استخدامه في المجال العسكري.
ضُبطت ساعة يوم القيام عند 90 ثانية قبل منتصف الليل للعام الثاني توالياً، مما يشير إلى اقتراب البشرية من تدمير نفسها، وأنّ الذكاء الاصطناعي هو المسبب لهذا الدمار الوشيك.
تعرف «نشرة علماء الذرة» بأنّها مجموعة من الخبراء العالميين الذين يتولون ضبط الساعة المستخدمة للإشارة إلى احتمال تدمير البشرية لنفسها. وترى هذه المجموعة أنّ المعلومات المضللة، والاضطراب الناجم عن الذكاء الاصطناعي، وتنامي التوظيف العسكري للتكنولوجيا وقدرتها على تضخيم التهديدات الأخرى، تجعلها بلا شك في مقدمة عوامل الخطر على البشرية. وتتجلى أبرز هذه التهديدات في المخاوف المتزايدة بشأن الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية، والحرب البيولوجية، وتأثير تغير المناخ.
كانت ساعة يوم القيامة من ابتكار العلماء المشاركين في مشروع مانهاتن الأمريكي، الذي أفضى إلى تصنيع أول قنبلة ذرية في العالم. وضبطت هذه الساعة للمرة الأولى قبل 7 دقائق من منتصف الليل، وجاء ذلك على غلاف مجلة صدرت عام 1947 بمسمى «نشرة علماء الذرة». وتحركت الساعة 25 مرة خلال الأعوام الـ 77 الماضية، وضُبطت في العام الماضي عند 90 ثانية قبل منتصف الليل.
توجد دواعٍ كثيرة لضبط الساعة على بعد أقلّ من دقيقتين من تدمير البشرية، فهناك النزاعات المسلحة في العالم، وزيادة التمويل المخصص لبرامج الأسلحة النووية، وخطر تغير المناخ. وفي هذا الصدد قالت راشيل برونسون، وهي الرئيسة والمديرة التنفيذية للنشرة: «لا يعني ضبط الساعة عند 90 ثانية قبل منتصف اللليل أنّ العالم مستقر، بل العكس تماماً. فمن الضروري أن تتحرك الحكومات والمجتمعات في عموم العالم».
يحذر علماء النشرة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي الكبيرة التي «تضخم المعلومات المضللة، وتفسد بيئة المعلومات الضرورية لمعالجة القضايا العالمية الكبيرة». وفي الوقت الحالي تزداد الاستخدامات العسكرية للذكاء الاصطناعي في مجالات الاستخبارات، والمراقبة، والاستطلاع والتدريب، جنباً إلى جنب مع توظيفه في الأسلحة القادرة على تحديد الأهداف دون تدخل البشر أو تحكمهم.
يرى علماء النشرة هذه النقطة الأخيرة بأنّها منبع الخطر الأكبر، ويحذرون من مغبّة «إعطاء التحكم للذكاء الاصطناعي على أنظمة مادية مهمة، لا سيما الأسلحة النووية، فهذا الأمر يشكل تهديداً خطيراً ومباشراً للبشرية».
صحيح أنّ الذكاء الاصطناعي أُدرِج كتهديد محتمل للبشرية، لكنه أيضاً فرصتها لإنقاذ نفسها من الوضع الراهن. وقد بدأت البلدان والشركات تدرك الحاجة الماسة إلى تنظيم الذكاء الاصطناعي وتقليل مخاطره، فوضعت أطراً قانونية لاستخدامه بطريقة آمنة. وأشار فريق النشرة إلى تعاونه مع الدول للتصدي لتهديدات الذكاء الاصطناعي عبر المعاهدات الدولية وهيئات الأمم المتحدة.
قال بيل ناي، المشارك في إعلان ساعة يوم القيامة لعام 2024: «ظل العلماء يحذروننا لعقود طويلة من المخاطر المحدقة بالبشرية، فربما نواجه كارثة حقيقية إذا عجزنا عن إدارة التكنولوجيا التي ابتكرناها، لذلك آن أوان العمل».