جوجل تستغلّ احتمال حظر تيك توك لتجذب المزيد من المعلنين إلى منصتها، يوتيوب
توجيهات داخليّة لفريق الإعلانات بالإضاءة على احتمال خروج التّطبيق الصّينيّ من المشهد
قد يكون احتمال حظر تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة كابوساً لملايين المستخدمين والمؤثرين، بيد أنّه يعتبر بمثابة الحلم بالنسبة لشركة جوجل، حيث أشارت مصادر صحفيّة مطّلعة إلى ” أنّ جوجل تحاول دفع المعلنين لإنفاق المزيد على يوتيوب من خلال تسليط الضّوء على إمكانيّة حظر تيك توك في الولايات المتّحدة.
في 24 أبريل، وقع الرّئيس الأمريكيّ، جو بايدن، مشروع قانون يهدف إلى الضّغط على الشّركة الأمّ الصّينيّة، ByteDance، لبيع تطبيق تيك توك. وفي حال لم يحدث ذلك خلال فترة تتراوح ما بين تسعة أشهر إلى سنة، يتعين على شركتَي Apple وGoogle حذف التّطبيق من متاجر التّطبيقات الأمريكيّة. في الوقت الرّاهن، يعمل تيك توك حالياً على مقاضاة الحكومة الأمريكيّة بشأن هذا القانون، مما قد يؤخّر الجدول الزّمنيّ لذاك الإجراء.
وفقاً لوثيقة داخليّة اطّلعت عليها منصة بزنس إنسايدر، يشّجع قادة جوجل الموظّفين المسؤولين عن بيع الإعلانات على اغتنام هذه اللّحظة من عدم اليقين و«الانخراط في محادثة مدروسة» مع العملاء حول عواقب حظر TikTok.
وتنصّ الوثيقة الّتي تقدّم إرشادات للموظّفين في وحدة مبيعات الإعلانات بشركة جوجل، على ضرورة أن يسلّط الطّاقم الضّوء على فوائد الإنفاق على يوتيوب عند التّحدث مع المعلنين، بما في ذلك «سلامة العلامة التجارية الرائدة في المجال» الّتي توفّرها المنصة. وقد جاء في الوثيقة: «مع التشّريعات الأخيرة الّتي تزيد من فرص حظر تيك توك في الولايات المتّحدة، فإن التّواصل الاستباقيّ مع العملاء أمر بالغ الأهمّيّة». يُشار إلى أنّ مهمّة فريق مبيعات الإعلانات في جوجل تتمثّل في العمل مع المعلنين لزيادة الإنفاق ومساعدة العملاء على تحديد كيفيّة توزيع ميزانيّاتهم عبر خدمات جوجل، مثل محرّك البحث، ويوتيوب، والخرائط.
تقدّم الوثيقة أمثلة على كيفيّة تفوّق يوتيوب على تيك توك، الأمر الّذي يجري تشجيع الموظّفين على تسليط الضّوء عليه عند التّحدث إلى المعلنين. على سبيل المثال، تقول الوثيقة إن المراهقين يستخدمون يوتيوب أكثر من تيك توك بشكل يوميّ، مستشهدة بأرقام من تقرير حديث لمركز بيو للأبحاث.
كما تقول الوثيقة أيضاً إنّ على بائعي إعلانات جوجل الإشارة إلى أنّ يوتيوب لديه «معايير قياس أرقى» في حين «يعمد تيك توك إلى تضخيم الأداء من خلال عدم الالتزام بمعايير الصّناعة».
معركة يوتيوب وتيك توك وميتا الشرّسة لكسب أموال المعلنين
تجتمع الآراء على أنّ حظر تيك توك سيكون مكسباً كبيراً لصالح يوتيوب؛ منصّة الفيديو الّتي تُعتبر محرّك نموّ جوهريّ لشركة جوجل، في ظلّ سعي الشّركة العملاقة إلى تنويع إيراداتها صوب ما هو أبعد من مجرد البحث.
بلغة الأرقام، ارتفعت إيرادات يوتيوب في الربّع الأول من عام 2024 بنسبة 21% على أساس سنويّ، ما يجعله أنجح ربع سنويّ أوّل في تاريخ المنصّة على الإطلاق. في هذا السّياق، أبلغ الرّئيس التنفيذيّ، سوندار بيتشاي، المستثمرين بتوقّعاته أن يحقّق يوتيوب وسحابة جوجل معاً معدّل تحقيق إيرادات إجماليّ قدره 100 مليار دولار أمريكيّ بنهاية العام.
وعلى الرّغم من استمرار يوتيوب في التهام المزيد من أموال الإعلانات، إلا أنّها لا تزال متأخّرة عن منافستها ميتا من حيث إجمالي الإنفاق على إعلانات الفيديو في الولايات المتّحدة، وذلك وفقاً للبيانات المقدّمة من شركة eMarketer لأبحاث السّوق، والّتي أشارت أيضاً إلى أنّ شبكة تطبيقات زوكربيرج استحوذت على حوالي 30% من هذه السّوق اعتباراً من مايو 2023.
كما أنّ تيك توك قد حقّق أيضاً مكاسب ملحوظة، حيث تتوقّع eMarketer أن التّطبيق الصّينيّ قد يتمكّن تقريباً من اللّحاق بيوتيوب ومجاراته في أموال إعلانات الفيديو بحلول عام 2025 في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، على افتراض استمراره بالعمل وتجنّبه لإجراءات الحظر، بطريقة أو بأخرى.
في عام 2020، أطلق يوتيوب ميزة Shorts، لتكون حيّزاً منافساً لمقاطع الفيديو القصيرة على تيك توك، وعمل على تحسين طرق إنفاق المعلنين على الخدمة. بدوره، ومن جانب آخر، يحذو تيك توك أيضاً حذو ميتا. وكما هو الحال مع يوتيوب، يحاول التطبيق المملوك للصّين أيضاً استقطاب أموال الإعلانات بعيداً عن شبكات التّلفزة ومنصّات البثّ الرّقميّ.
من غير المعلوم بعد حجم أموال الإعلانات الّتي تعود على يوتيوب من ميزتها الأحدث Shorts، لكنّ فيليب شيندلر، الرّئيس التّنفيذيّ للأعمال في جوجل، تحدّث بإيجابيّة عن الخدمة في الاجتماع الأخير للمستثمرين بالشّركة، وقال إنّ المعلنين ينفقون أموالهم عندما يرون عائداً إيجابيّاً على الاستثمار، “لذلك يمكنك افتراض أنّ هذا لن يحدث إذا لم يكن ذا جدوىً للمعلنين على المدى القصير وكذلك على المدى الطويل”.
حول الوثيقة المذكورة، قال متحدّث باسم جوجل في بيان خاصّ: “تظل استراتيجيّتنا كما هي. إنّنا نضع كامل طاقتنا فيما يهمّ مبدعينا والمشاهدين والمعلنين أكثر الأمر”. متجاهلاً التّعقيب على تفاصيل ما ذُكر ورافضاً تأكيد أيّ من الأخبار المرتبطة بها.