بيل جيتس: الحياة ستتغير للأبد بعد كورونا .. إليك كيفية التكّيف معها
في مقابلة أجريت مؤخرًا مع عرّاب مايكروسوفت، شاركنا بيل جيتس بعض توقعاته حول الوضع الجديد وكيف تتكيف معه شركتك.
أجرى بيل جيتس في الأسبوع الماضي لقاء مع بودكاست This is Working من شبكة لينكد إن الاجتماعية التي تملكها مايكروسوفت، وتحدّث فيه عن توقعاته بشأن الحياة في الشهور القادمة أثناء أزمة كورونا، والآثار التي ستتركها لسنوات طويلة قادمة.
وضمن اللقاء أشار بيل جيتس إلى أنّ رحلات العمل لن تعود كما كانت قبل انتشار الفيروس، كما أكّد على أنّنا سنضطر للانتظار بعض الوقت حتى يعود كل شيء إلى طبيعته، وبعض الأشياء ستتغير للأبد.
وأوضح مؤسس مايكروسوفت أنّ الولايات المتحدة ستعود للانفتاح جزئيًا في يونيو القادم، في حالة سار كل شيء على ما يرام، لكن هذه العودة لن تكون طبيعية بالكامل، فالناس لن يستطيعوا المشاركة في التجمعات الكبيرة أو تناول الطعام في المطاعم، لكن أشياء مثل العمل في المصانع والبناء والعودة للمدارس قد تُصبح ممكنة.
ويرى بيل جيتس أنّه حتى لو فتحت الحكومة مجال للتجمعات والأكل في المطاعم، فإنّ قرار الناس نفسه سيتأخر بعض الشيء حتى يطمئنوا بالكامل، والطلب على هذه الأشياء لن يعود إلى ما كان عليه قبل كورونا في يوم وليلة.
كما يعتقد أننا بحاجة إلى التوصّل للقاح فعّال بنسبة كبيرة وإنتاج كميات ضخمة منه قبل أن تبدأ الحياة إلى العودة لطبيعتها، ويتوقع أن يستغرق هذا قرابة الثمانية عشر شهرًا.
التغيرات على المدى الطويل
أشار رئيس مايكروسوفت السابق إلى أنّ كوفيد 19 سيجبرنا على التحوّل الرقمي بالكامل، مثلما فعلت مايكروسوفت مع مؤتمراتها واجتماعات المساهمين، ويرى أنّ العودة إلى الاجتماعات الشخصية بعيدة المنال.
ويتوقع أيضًا ظهور بعض الابتكارات البرمجية الجديدة وتطبيقها في الحياة العامة، مثل قاعات المحاكم الافتراضية. لكن ما يهمك إذا كنت صاحب شركة أو مشروع صغير في الوقت الحالي، هو كيفية التكيف مع الوضع الجديد؟
تكيّف الشركات والمشاريع مع الوضع الجديد
-
المطاعم
إذا افترضنا مثلًا أنّك تدير مطعمًا وترغب في تقليل آثار الحجر المنزلي الحالية على أعمالك، الحل في هذه الحالة هو وجود خدمة توصيل قوية، فهي لم تعد خيارًا إضافيًا يمكن أن تقدمه لزبائنك أو لا، بل أصبحت ضرورة يجب وجودها في أي مطعم في الوقت الحالي.
والأمر لا يتعلق بتوفير خدمة توصيل الطلبات فحسب، بل يجب عليك أيضًا تحسين موقعك الإلكتروني كي يتناسب مع الخدمة الجديدة، واستغلال القنوات التسويقية المختلفة في جذب زبائن جُدد، مثل إنشاء قناة على يوتيوب تُشارك فيها طريقة طهي الأطباق الشعبية لديك.
ولا تقلق من سرقة البعض لوصفاتك بعد عرضها على الإنترنت، فبعض الناس سيفعل ذلك والبعض الآخر سيطلب خدمتك، وهؤلاء الأخيرين هم العملاء المستهدفين في سوقك. كما أن الكثير من الناس يشاركون مقاطع الفيديو الرائعة على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يمنحك فرصة الوصول لجمهور أكبر من أي وقت مضى.
-
تنظيم الأحداث الرقمية
الأمر لا يتوقف عند المطاعم فحسب، بل إذا كنت تدير شركة لتنظيم الأحداث والفعاليات يمكنك أيضًا التكيّف مع الوضع الجديد، من خلال التعرّف على التقنيات التي يمكن استخدامها في تنظيم الأحداث رقميًا، والتجربة بتنظيم بعض الأحداث الصغيرة مجانًا حتى تكتسب المهارات اللازمة لجني المال لقاء تنظيم المؤتمرات الرقمية لاحقًا.
-
السياحة
نعلم جميعًا أنّ قطاع السياحة من أكثر القطاعات تضررًا بسبب فيروس كورونا الجديد، لكن هذا لا يمنع جذب فئة كبيرة من العملاء المحتملين على أمل تحوّلهم إلى تدفق نقدي لاحقًا، ومثال على ذلك مبادرة Greece From Home من منظمة السياحة اليونانية بالتعاون مع جوجل.
فهذه المبادرة مبنية على مبدأ تسويق المحتوى لإنشاء علاقة مع العملاء المحتملين، ومن خلال مجموعة مقاطع فيديو على يوتيوب يمكن للمتابعين القيام بجولات في المواقع الأثرية والمتاحف، والمناظر الطبيعية الأخرى في اليونان.
ويمكنك أنت أيضًا أن تبني موقعًا مماثلًا وتستخدم استراتيجية لتسويق المحتوى عبر الشبكات الاجتماعية لجني بعض المال من عوائد الإعلانات في الوقت الحالي، والكثير من المال لاحقًا من العملاء المُحتمل أن يستخدموا خدمة السياحة الخاصة بك بعد انتهاء الأزمة.
هذه مجموعة من الأفكار البسيطة التي يمكنها إلهامك في التكيّف مع الوضع الجديد، ومهما كان القطاع الذي تعمل به فإنّك قادر على تحقيق بعض المال، أو حتى الإبقاء على قاعدة عملائك الحالية وزيادتها، لتحقيق المال بعد عودة الأمور إلى طبيعتها.