بوزن يزيد عن 5 آلاف طن: SpaceX تعلن نجاح إطلاق أقوى وأكبر صاروخ في التاريخ
⬤ أعلنت شركة SpaceX أول إطلاق وعودة ناجحين لصاروخ Starship، الذي يعد أكبر وأقوى صاروخ يتم صنعه حتى الآن.
⬤ ضمن خطط أول عودة مأهولة إلى القمر منذ عام 1972، ستكون Starship هي المركبة التي ستحمل رواد فضاء ناسا قريباً.
⬤ شهد العام الماضي عدة محاولات إطلاق للمركبة، لكنها انتهت جميعاً بشكل مخيب مع حالات فشل مقلقة أثارت الشكوك حينها.
نجحت شركة SpaceX في إطلاق المركبة الفضائية «Starship» – المصممة لإجراء رحلات إلى القمر والمريخ – في رحلة الاختبار الرابعة من منشأة «Starbase» التابعة للشركة في ولاية تكساس جنوب الولايات المتحدة، والتي حُملت على صاروخ يُعد الأقوى على الإطلاق، وفقاً لشبكة CNN الأمريكية.
وأقلع الصاروخ، صباح الخميس، بالقرب من قرية بوكا تشيكا، وأنجز رحلة الاختبار للمرة الأولى، وعاد إلى الأرض حيث سقط في المحيط الهندي، على عكس التجارب الثلاث الأولى للشركة التي أسفرت عن تحطم الصواريخ قبل إنجاز رحلاتها.
ويتضمن نظام إطلاق Starship المركبة الفضائية العلوية ومُعزز الصواريخ المعروف باسم «Super Heavy»، ومن بين محركات الصاروخ البالغ عددها 33 محركاً، أضاء منهم 32 أثناء الإطلاق، وفقاً لبث مباشر لشركة SpaceX على منصة X.
تفاصيل الإطلاق
ارتفع الصاروخ عبر مراحل متعددة خلال الإطلاق التجريبي، بما في ذلك بقاء كبسولة Starship عند العودة مرة أخرى في أثناء عبورها الغلاف الجوي للأرض، وبعد انفصاله عن المركبة الفضائية، نجح الصاروخ Super Heavy لأول مرة في تنفيذ الهبوط وتحطم في خليج المكسيك بعد نحو ثماني دقائق من الإطلاق.
وفي الوقت نفسه، نجحت كبسولة Starship في تحقيق الدخول المداري، وبعد نحو 50 دقيقة من الإطلاق بدأت المركبة الفضائية رحلة العودة المتحكم بها من الأرض، كان يمكن رؤية ألوان مختلفة حول المركبة ناتجة عن مواجهة درعها الحراري لدرجات الحرارة المرتفعة في غلاف الأرض الجوي. وفي النهاية، سقطت المركبة الفضائية وحققت هبوطها المتوقع في المحيط الهندي.
وكتب إيلون ماسك عبر منصة X: «على الرغم من فقدان الغطاء التالف والعديد من البلاط، فإن المركبة الفضائية تمكّنت من الهبوط بسلاسة في المحيط». «تهانينا لفريق SpaceX على هذا الإنجاز الأسطوري!». وكتب ماسك في تغريدة أخرى: «يعدّ اليوم يوماً عظيماً لمستقبل البشرية كحضارة ترتاد الفضاء حيث لا شيء يوحّدنا أكثر من العمل معاً لتحقيق أهداف ملهمة.»
يُذكر أنه تم طلاء Starship بنحو 18 ألف قطعة من السيراميك السداسي خفيف الوزن، التي تم تصميمها لحماية المركبة في أثناء العودة، ودخولها للمجال الجوي للأرض.
وكتب بيل نيلسون، رئيس وكالة الفضاء الأمريكية (NASA)، سعيداً بنجاح الإطلاق، قائلاً: «تهانينا لشركة SpaceX على هذه الرحلة التجريبية الناجحة لمركبة Starship، لقد حققنا خطوة إلى الأمام نحو عودة البشر إلى القمر.»
ويأتي اختبار الصاروخ بعد يوم واحد من إطلاق شركة Boeing – منافسة SpaceX في برنامج ناسا للصواريخ التجارية – أول مهمة مأهولة لـ Starliner، التي تحمل اثنين من رواد فضاء ناسا المخضرمين إلى محطة الفضاء الدولية.
لكل رحلة من رحلات Starship التجريبية أهداف مختلفة تعتمد على الدروس المستفادة، التي يتم تحديدها خلال الرحلة السابقة، فقد أجرى فريق العمل ترقيات للبرمجيات والعتاد لنظام الإطلاق لدمج الدروس المستفادة من الرحلة الثالثة.
ووفقاً لبيان شركة SpaceX : «تستهدف الرحلة الرابعة لمركبة Starship تقريب الإنسانية من المستقبل، نواصل تطوير مركباتنا بسرعة، ونضع أجهزتنا في بيئة الطيران القاسية، للتعلم في أسرع وقت، بينما نبني نظام نقل قابل لإعادة الاستخدام بالكامل مصمم لنقل الأطقم والبضائع إلى مدار الأرض، والقمر، والمريخ، وما بعده.»
نجاح الإطلاق يتحقق أخيراً بعد ثلاث محاولات فاشلة
انتهت المحاولتان الأوليتان لإيصال المركبة الفضائية إلى السرعات المدارية في عام 2023 بانفجار المركبة، إذ اشتعلت النيران في المركبة الفضائية والصاروخ قبل الوصول إلى مواقع الهبوط المقصودة.
وحققت الرحلة التجريبية الثالثة، التي استغرقت ما يقرب من ساعة، وأجريت في مارس الماضي، العديد من الإنجازات قبل أن تتحطم بعد العودة إلى الغلاف الجوي، بدلًا من السقوط في المحيط الهندي.
وأوضح إيلون ماسك في مقابلات سابقة أن الهدف الأساسي من Starship وضع الإنسان على كوكب المريخ للمرة الأولى. واختارت وكالة ناسا المركبة الفضائية Starship للقيام بدور رئيسي في برنامج Artemis الخاص بها لإعادة البشر إلى القمر، لأول مرة منذ أكثر من خمسة عقود.
وبموجب الخطة الحالية لوكالة الفضاء الأمريكية، ستكمل المركبة الفضائية المرحلة الأخيرة من المهمة المأهولة إلى القمر، إذ ستنقل رواد الفضاء من مركبة فضائية في مدار القمر إلى السطح.
وتخوض الولايات المتحدة سباقاً مع الصين، وتتنافس لتُصبح أول من يطور موقعاً دائماً على سطح القمر من خلال بناء مستوطنات دائمة في الفضاء السحيق، ومن المقرر أن يتم أول هبوط لرائد فضاء في إطار برنامج Artemis بحلول سبتمبر 2026.