بعد النجاح في الرسوميات والخوادم، Nvidia تريد منافسة Intel بإطلاق معالجات خاصة لها
تهيمن شركة إنفيديا على سوق شرائح حوسبة الذكاء الاصطناعي، وهي إلى ذلك تسعى الآن للتوسع في أنشطتها نحو سوق أجهزة الكومبيوتر الشخصية، الذي كان في قبضة شركة إنتل لمدة طويلة من الزمن.
فحسبما يبدو من الأخبار المتداولة، تعكف شركة إنفيديا على تصميم وحدات المعالجة المركزية (CPUs)، التي تشغل أنظمة ويندوز من شركة مايكروسوفت، وهي تستخدم لأجل هذه الغاية تكنولوجيا متطورة من شركة Arm، المعروفة في مجال تصميم نوى المعالجات.
وتأتي هذه الخطوة في سياق الجهود التي تبذلها مايكروسوفت لمساعدة شركات الشرائح الإلكترونية لتطوير معالجات معتمدة على تكنولوجيا شركة Arm، ومخصصة لأجهزة الكومبيوتر التي تعمل بنظام ويندوز. ولا شكّ أن مايكروسوفت تستهدف بهذه الخطط شركة آبل، التي ضاعفت حصتها السوقية خلال السنوات الثلاثة الماضية، التي أعقبت إطلاق شرائحها المعتمدة على تكنولوجيا شركة Arm للحواسيب الخاصة بها لديها.
كذلك تفيد مصادر أنّ شركة AMD تخطط أيضاً لتصنيع شرائح أجهزة الكمبيوتر باستخدام تكنولوجيا Arm، ولو أن المدير الإقليمي للشركة كان قد أخبرنا في مقابلة خاصة مؤخراً أن مخططات AMD على المدى المتوسط على الأقل مبنية على معمارية x86 التي تعتمدها الشركة منذ عقود.
وعلى العموم أحدثت هذه الأخبار بعض التأثيرات في سوق الأسهم؛ إذ أغلقت أسهم إنفيديا على ارتفاع بنسبة 3.84%، في حين انخفضت أسهم إنتل بنسبة 3.06% عقب هذه الأخبار. كذلك ارتفعت أسهم شركة Arm بنسبة 4.89٪ عند الإغلاق.
ولا ريب أنّ هذه الخطوات من الشركات السابقة قد تسبب تغييرات في صناعة أجهزة الكمبيوتر، التي هيمنت عليها إنتل لمدة طويلة. لكن هيمنتها أخذت تتعرض لضغوط متزايدة من آبل خلال الأعوام الأخيرة. فمن المعروف أنّ شرائح آبل المخصصة لحواسيب Mac منحتها عمراً أطول وأداء سريعاً، فهي تنافس شرائح منافستها التي تستهلك كمية أكبر من الطاقة. وقد تفطن بعض المسؤولين التنفيذيين في آبل إلى كفاءة شرائح آبل المعتمدة على تكنولوجيا Arm، لا سيما فيما يتعلق بمعالجة الذكاء الاصطناعي.
وسبق لمايكروسوفت أن اتفقت مع شركة Qualcomm لقيادة جهودها الرامية إلى نقل نظام التشغيل ويندوز إلى بنية المعالج الأساسية لشركة Arm، ومنحت Qualcomm ترتيبات حصرية بغرض تطوير شرائح إلكترونية متوافقة مع نظام ويندوز، على أن يسري مفعولها حتى عام 2024. وتفيد المصادر أنّ مايكروسوفت تشجع الشركات الأخرى على دخول هذا السوق حالما تنتهي صلاحية الصفقة الحصرية مع Qualcomm.
وفي هذا الصدد، يعلق جاي جولدبيرج، الرئيس التنفيذي لشركة D2D الاستشارية، على هذه الأخبار، فيقول: “أدركت مايكروسوفت منذ التسعينيات أنها لا تريد التعويل مجدداً على شركة إنتل، ولا تريد الاعتماد على شركة واحدة فقط. فإذا نجحت شركة Arm في مجال شرائح أجهزة الكمبيوتر، فلن ترضى مايكروسوفت أن تكون Qualcomm هي المورد الوحيد”.
وبطبيعة الحال تشجع مايكروسوفت الشركات المصنعة للشرائح الإلكترونية على تزويد وحدات المعالجة المركزية- التي يصنعونها- بميزات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، لا سيما أنها ترى أهمية البرامج المدعمة بالذكاء الاصطناعي مثل Copilot، وتعتقد أنها ستصبح جزءاً مهماً من تجربة استخدام ويندوز.
ولا شك أنّ نجاح هذه الجهود والمساعي ليس مضموناً بتاتاً؛ إذ أنفق مطورو البرمجيات مليارات الدولارات وعقوداً من الزمن لكتابة الأكواد البرمجية لنظام التشغيل ويندوز، الذي يعمل في المعيارية الحاسوبية x86 المستخدمة لدى Intel وAMD. لذلك لن تعمل أكواد الكمبيوتر المصممة لشرائح x86 تلقائياً على التصميمات المعتمدة على تكنولوجيا Arm، مما قد يسبب عوائق في عملية التحول.