بعد أكبر عملية احتيال في تاريخ الكريبتو، إدانة «سام بانكمان فريد» بجميع التهم ضده
⬤ أدانت محكمة أمريكية سام بانكمان فريد، مؤسس FTX، بسبع تهم احتيال ومؤامرة للاحتيال يوم أمس.
⬤ بانكمان فريد هو الشخصية الأهم في قضية سرقة 9 مليارات دولار من أرصدة عملاء منصة تداول الكريبتو FTX.
⬤ لم تحدد المحكمة كم سيقضي بانكمان فريد خلف القضبان، لكن نظرياً، قد يحكم عليه بأكثر من 100 عام من السجن.
أُدين مؤسس شركة FTX، سام بانكمان فريد، ليل يوم الخميس بجرائم الاحتيال والتآمر على الاحتيال بعد سرقة إيداعات عملاء بورصة العملات المشفرة FTX التي انهارت العام الماضي في واحدة من أكبر عمليات الاحتيال المالي المسجلة. وأتى الحكم كالفصل الجديد من انهيار الملياردير السابق الذي وصلت ثروته إلى 16 مليار دولار قبل أن يكمل عامه الثلاثين.
أدانت هيئة محلفين مكونة من 12 عضوًا في محكمة مانهاتن الفيدرالية سام بنكمان فرايد بجميع التهم السبع التي واجهها بعد محاكمة استمرت شهراً واحداً فقط – وهو وقت قصير بالنسبة لهذا النوع من القضايا – حيث قال المدعون أن بانكمان فريد قد نهب 8 مليارات دولار من مستخدمي البورصة بدافع الجشع فقط.
جاء الحكم بعد عام واحد فقط من إفلاس منصة التداول الشهيرة FTX، والتي كانت إحدى أكبر المنصات من نوعها في وقت انهيارها. وقد كان انهيار FTXواحداً من أهم الأحداث التي عصفت بمجال العملات المشفرة والبلوك تشين عموماً، وتسببت بمحو ثروة بانكمان فريد الطائلة بين ليلة وضحاها.
توصلت هيئة المحلفين إلى حكمها خلال وقت قصير يزيد قليلاً عن أربع ساعات من المداولات. وخلال إقرار الحكم، وقف بانكمان فريد أمام هيئة المحلفين ويداه مكبلتان بالأصفاد، وذلك بعدما أعيد للسجن مؤخراً وتم رفض كفالته نتيجة محاولته للتلاعب بالشهود. وخلال المحاكمة، كان على بانكمان فريد مواجهة شهادات من العديد من أقرانه السابقين الذين عملوا معه في شركة FTX قبل انهيارها وأكدوا زيف ادعاءاته بأنه لم يكن مدركاً لعمليات الاحتيال الجارية وأن ما حدث لم يكن سوى «خطأً مشروعا».
وكانت الإدانة بمثابة انتصار لوزارة العدل الأمريكية والمدعي العام الفيدرالي الأعلى في مانهاتن، داميان ويليامز، الذي كان قد بدأ حرباً كبرى على حالات الفساد وعمليات الاحتيال الهائلة في الأسواق المالية وبالأخص في مجال العملات المشفرة.
وقال ويليامز للصحفيين خارج قاعة المحكمة: “قد تكون صناعة العملات المشفرة جديدة، وقد يكون اللاعبون مثل سام بانكمان فريد جددًا، لكن هذا النوع من الاحتيال قديم قدم الزمن وليس لدينا صبر عليه”.
قبل الانهيار، كان بانكمان فريد محبوباً جداً في عالم الكريبتو وحتى عالم السياسة والتقنية، كما كان معروفًا بشعره المجعد الأشعث وارتداءه السراويل القصيرة والقمصان بدلاً من ملابس العمل فيما بدا كتجسيد لشخصية «العبقري الغريب» التي اشتهرت في وادي السيليكون. لكن بدلأ من الانضمام لأمثال بيل جيتس ومارك زوكربيرج، انضم فريد إلى أمثال بيرني مادوف، و«ذئب وول ستريت» – المحتال جوردان بيلفورت – وغيرهم من المحتالين المدانين في قضايا احتيال عملاقة في الولايات المتحدة.
بينما لم تقر المحكمة مصير بانكمان فريد وعدد سنوات سجنه (التي قد تتجاوز 100 عام نظرياً)، فهو على موعد مع مجموعة جديدة من التهم التي سيواجه المحكمة للدفاع عن نفسه بخصوصها في مارس القادم، وستتضمن تلك التهم الرشى ومؤامرات الاحتيال والتأثير السياسي غير المشروع وسواها.
يذكر أن القضية ضد فريد هي واحدة فقط من مجموعة قضايا بدأها ويليامز ضد المديرين التنفيذيين السابقين في مجال العملات المشفرة لتقديمهم إلى المحاكمة. إذ شهد العام الماضي إفلاس العديد من شركات العملات المشفرة وانهياراً جزئياً لأسعار هذه العملات وتبخر مئات مليارات الدولارات من ودائع المستثمرين في المجال، والأخص المستثمرين الأصغر الذين اشترى بعضهم عملات مشفرة بكامل مدخراتهم.
جادل المدعون خلال المحاكمة بأن بانكمان فريد قد نقل الأموال من رصيد شركته FTX الذي يتضمن إيداعات العملاء إلى صندوق التحوط الذي يمتلكه، Alameda Research، وذلك بشكل مناقض تماماً لادعائاته حتى اليوم الأخير بأن منصة التداول الخاصة به تعطي الأولوية لسلامة أموال العملاء قبل كل شيء آخر.
كان بانكمان فريد قد أسس شركة Alameda Research كصندوق تحوط قبل أن يبدأ فكرة منصة التداول أصلاً، وبينما راكمت المنصة الخسائر نتيجة عمليات غير موفقة مرة بعد أخرى، كانت تقرض المال أيضاً لكل من بانكمان فريد ومجموعة من أعوانه والمقربين منه في إدارة الشركة، حيث يعتقد أن مليارات الدولارات قد سرقت بهذه الطريقة، وتحولت أكثر من 100 مليون دولار منها إلى تبرعات سياسية استخدمها بانكمان فريد وأعوانه للتأثير على السياسات الأمريكية.