بعد 45 عاماً من إغلاقها بسبب كارثة، مايكروسوفت تعيد تشغيل محطة نووية
⬤ في عام 1979، حصل انصهار نووي في محطة Three Mile Island، وكان أكبر حادثة نووية في تاريخ الولايات المتحدة.
⬤ الآن بدأ العمل على إعادة المحطة النووية للعمل مجدداً لتلبية حاجات الطاقة المتزايدة لخوادم الذكاء الاصطناعي Microsoft.
⬤ تخطط الشركة لإنفاق 1.6 مليار دولار لتجديد جزء فقط من المحطة النووية، وتتوقع إنهاء المشروع بحلول عام 2028.
عقدت عملاقة الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي الأمريكية Microsoft صفقة طاقة مع شركة Constellation المتخصصة بمجال الطاقة بغرض تزويد خوادم الذكاء الاصطناعي الخاصة بها بالطاقة مستقبلاً. وبموجب الصفقة الجديدة، سيعاد تشغيل واحد من المفاعلات النووية في محطة الطاقة النووية Three Mile Island بولاية بنسلفانيا، والمغلقة منذ عام 1979.
تعد محطة Three Mile Island إحدى أشهر المحطات النووية في العالم لسبب غير محبذ: تعرضت المحطة لحادثة انصهار نووي في المفاعل الثاني منها عام 1979، وتسببت الحادثة بتسرب إشعاعي كبير وصف على أنه أكبر كارثة نووية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. سبق التسريب كارثة تشيرنوبل الشهيرة التي حصلت في أوكرانيا (الاتحاد السوفيتي حينها) عام 1986، ولا يزال يعد أحد أسوأ نتائج استخدام الطاقة النووية لتوليد الطاقة بعد كل من تشيرنوبل وفوكوشيما. لكن وعلى الرغم من مكانتها في تاريخ الطاقة النووية، لم تسبب الحادثة أية وفيات أو إصابات مسجلة قط.
بموجب الصفقة، ستعيد شركة Constellation تشغيل الوحدة الأولى من من محطة الطاقة النووية Three Mile Island، وهي الجزء الذي لم يتضرر بسبب الحادثة، لكن تم إيقاف تشغيلها حينها بعد ردود فعل شعبية عارضت الطاقة النووية بشدة حينها.
سيكون ذلك أكبر إعادة تشغيل لوحدة محطة طاقة نووية في الولايات المتحدة، والتي تولد 18.6% من احتياجاتها من الكهرباء بواسطة الطاقة النووية، بعد إغلاقها، مما يظهر كيف يمكن للمرافق المغلقة الاستفادة من الطلب الهائل على الطاقة من قِبل مشغلي مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.
تنتظر شركة Constellation الحصول على تصاريح إعادة تشغيل الوحدة الأولى من محطة الطاقة النووية، بينما تخطط لإنفاق 1.6 مليار دولار لتجديد المنشأة، فيما تتوقع إنهاء المشروع بحلول عام 2028. في المقابل، ستشتري شركة Microsoft الطاقة من المنشأة المُجددة لمدة 20 عاماً، بما يعادل 835 ميجا واط من الطاقة.
تعد الطاقة النووية واحدة من أقل أنواع الطاقة إنتاجاً للمواد الملوثة قط، وتتفوق على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بكونها قابلة للتحكم بإنتاجيتها والاستمرار بالعمل لعقود من الزمن دون توقف (وفق تصاميم المفاعلات الحديثة). وبينما أن بناء أو حتى إعادة تشغيل المحطات النووية هو مهمة عالية التعقيد ومرتفعة التكلفة (نظراً للمعايير التنظيمية العالية)، فهي تحظى باهتمام متزايد مؤخراً كونها لا تتطلب الوقود الأحفوري ولا تعاني من محدوديات الطاقة المتجددة. وفي الفترة الأخيرة كان ثلة من قادة التقنية بما فيهم سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، وبيل غيتس، الشريك المؤسس لشركة Microsoft، ولاري إليسون، مؤسس شركة Oracle، قد عبروا عن تفضيلهم للطاقة النووية على أنها خيار ممتاز لتزويد مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي بالطاقة.