بعد 3 سنوات، سوق حواسيب الألعاب المحمولة باليد لا يزال تحت هيمنة Steam Deck

⬤ تصدر Steam Deck سوق الحواسيب المحمولة باليد المخصصة للألعاب، مستحوذاً على أكثر من 50% من الشحنات.
⬤ رغم نجاحه، تراجع سوق الحواسيب المحمولة للألعاب بنسبة 50% في 2024، ما يثير مخاوف بشأن استمرارية نموه.
⬤ تعتمد Valve استراتيجية طويلة الأمد، مؤكدة أنها لن تطلق Steam Deck 2 إلا عند حدوث قفزة تقنية حقيقية.
قبل ثلاث سنوات، كان الأمر مجرد رهان. حين أطلقت Valve جهاز Steam Deck، حاسوباً محمولاً باليد للألعاب، بغية تحقيق تجربة ألعاب رائدة متنقلة. واليوم، مع احتفال الجهاز بذكرى إطلاقه الثالثة، تؤكد الأرقام أنه لم يقتصر على دخول السوق، بل كان المحرك الأساسي لإنشائه.
وفقاً لبيانات جديدة صادرة عن شركة أبحاث السوق IDC، ونشرتها حصرياً مجلة The Verge، تصدر Steam Deck باكتساح سوق الحواسيب المحمولة باليد والمخصصة للألعاب. وبينما أشارت Valve أواخر عام 2023 بشكل غير مباشر إلى تحقيقها مبيعات بملايين الوحدات، تكشف تحليلات IDC لسلاسل الإمداد عن حجم الإنجاز الحقيقي والكبير، لكنه يحمل في طياته بعض المؤشرات المقلقة.
منذ إطلاقه، شكل Steam Deck محركاً لسوق مستحدثة شهدت شحن ما يقرب من 6 ملايين وحدة عالمياً بين عامي 2022 و2024، مع توقعات بأن تصل الشحنات إلى 2 مليون وحدة بحلول عام 2025.
لكن خلف هذا النجاح الظاهر، تكشف الأرقام عن واقع أكثر تعقيداً. فعلى الرغم من أن 6 ملايين وحدة تبدو رقماً كبيراً، فإن وضعها في السياق المناسب يكشف صورة مختلفة. على سبيل المثال، يسجل سوق بطاقات الرسوميات لأجهزة الحاسوب المكتبية مبيعات تتراوح بين 35 و50 مليون وحدة سنوياً، بينما تصل مبيعات الحواسيب المحمولة المخصصة للألعاب إلى نحو 30 مليون وحدة سنوياً. أما شركات الألعاب الكبرى مثل Sony وMicrosoft، فتشحن أجهزتها بالملايين سنوياً، في حين أن جهاز Nintendo Switch تفوق على الجميع بمتوسط مبيعات سنوية يبلغ 20 مليون وحدة منذ إطلاقه عام 2017، متجاوزاً 150 مليون وحدة إجمالاً.
في هذا السياق، يبدو أن سوق حواسيب الألعاب المحمولة باليد، والذي يتصدره Steam Deck إلى جانب منافسيه العاملين بنظام Windows، مثل Asus ROG Ally، وLenovo Legion Go، وMSI Claw، لم يجسد ثورة شاملة بقدر كونه سوقاً واعداً، لكن محدوداً ضمن نطاق أضيق في عالم الألعاب.
بمعزل عن تلك الاستقراءات، تكشف بيانات IDC استحواذ Steam Deck على الحصة الأكبر من المبيعات منذ إطلاقه. ففي عام 2022، اختصر الجهاز السوق بأكملها تقريباً، مع بيع 1.62 مليون وحدة. وحتى بعد ظهور المنافسين، واصل الجهاز هيمنته، مسجلاً أكثر من 50% من الشحنات في 2023، وحوالي 48% في 2024. وتشير التقديرات إلى أن Valve نجحت حتى الآن في بيع أكثر من 4 ملايين وحدة من Steam Deck.
لكن المفاجأة الحقيقية تكمن في التحول غير المتوقع للسوق. فبعد النمو القوي في عام 2023، سجل السوق انخفاضاً حاداً بنسبة 50% في 2024، حيث تراجعت الشحنات إلى 1.485 مليون وحدة مقارنة مع 2.867 مليون قبلها بعام. ورغم تفاؤل التوقعات بتعافٍ طفيف في 2025 ليصل عدد الشحنات إلى 1.926 مليون وحدة، إلا أن هذه الأرقام بعيدة عن النمو الهائل الذي يتوقعه البعض من فئة توصف بأنها «ثورية» في عالم الألعاب.
يرجح الخبراء أن السر وراء نجاح Steam Deck يكمن في مزيج متكامل من العوامل. أولها نظام SteamOS، إضافة إلى طبقة التوافق Proton، التي تتيح تشغيل العديد من ألعاب Windows بكفاءة تفوق أحياناً تشغيلها على النظام الأصلي. فضلاً عن عناصر التحكم المريحة والقابلة للتخصيص بدرجة عالية، والتي تتيح للمستخدمين إعادة إحياء الألعاب الكلاسيكية بشكل سلس. ناهيك عن سعر الجهاز المشجع والمقنع لشريحة واسعة من المستهلكين.
لا تتوافر كل عوامل النجاح والجذب تلك في الأجهزة المنافسة. وإن كان سبب ذلك في المقام الأول عدم بلوغها مرحلة نضج Steam Deck، لكن اعتمادها على معالجات مخصصة للحواسيب المحمولة له دور كبير في ذلك، بخلاف Valve التي لجأت لشرائح مخصصة من AMD لتلائم Steam Deck خصيصاً.
في ضوء ذلك، لا تبدو Valve على عجالة من أمرها أبداً، إذ أكدت أنها لن تطرح Steam Deck 2 إلا عند حدوث «قفزة» حقيقية في الأداء، وليس مجرد تحسينات تدريجية. أو أقله حتى إتيان المنافسين بشيء مؤهل لقلب الطاولة.