بداية نهاية «الكوكيز»: جوجل تعطل ملفات تعريف الارتباط على Chrome لـ 30 مليون مستخدم، وقد تكون أنت أحدهم
⬤ أعلنت شركة جوجل عن تعطيلها ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) في متصفحات Chrome لحوالي 30 مليون مستخدم.
⬤ تعد هذه المرحلة الأولى فقط من خطة جوجل للاستغناء عن ملفات تعريف الارتباط من جهات خارجية بحلول نهاية هذا العام.
⬤ حتى بعد تعطيل ملفات تعريف الارتباط، سيبقى Chrome يتتبع سلوك مستخدميه لكن بطريقة أكثر حفاظاً على الخصوصية.
بدأت شركة جوجل أول مرحلة من عدة مراحل مقبلة ستؤدي إلى التخلص كلياً من ملفات تعريف الارتباط أو «الكوكيز» في متصفحها Google Chrome. فمنذ الآن، قامت الشركة بتعطيل ملفات تعريف الارتباط لـ 1% من مستخدمي Chrome، أي حوالي 30 مليون شخص. وبحلول نهاية العام الحالي، ستختفي ملفات تعريف الارتباط من المتصفح، ولكن ليس بدون حل بديل.
لطالما كانت ملفات تعريف الارتباط كابوساً حياً بالنسبة للمدافعين عن الخصوصية، إذ تعد ملفات تعريف الارتباط إحدى الطرق الأساسية التي تتبع بها شركات التكنولوجيا سلوك المستخدمين على الإنترنت. وتعتمد المواقع الإلكترونية عليها كثيراً لتوجيه الإعلانات الرقمية وتتبع المستخدمين من عدة نواحي. لذلك، تملأ ملفات تعريف الارتباط شبكة الإنترنت وتعد جزءاً من بنية الإنترنت التحتية، لكنها لن تبقى كذلك في المستقبل القريب.
بعد سنوات من انتشار أخبار عن سوء حماية الشركات التقنية الكبرى لخصوصية الأفراد، اضطرت شركات مثل جوجل وميتا وغيرها إلى تغيير ممارساتها. لذا في عام 2019، أعلنت شركة جوجل أنها شرعت في مشروع للتخلص من ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية في متصفح Chrome. وبدأت في 4 يناير المرحلة الأولى من هذا المشروع التي تم تنفيذها على 1% من مستخدمي Chrome.
كيف تعرف ما إذا تم تعطيل ملفات تعريف الارتباط في متصفحك؟
إليك ما ستراه إذا كنت من بين الـ 30 مليون شخص يستمتعون حالياً باستخدام Google Chrome دون ملفات تعريف الارتباط. أول شيء ستراه هو نافذة منبثقة في Chrome تتحدث عن ميزة Tracking Protection الجديدة؛ وهو الاسم الذي أطلقته جوجل على خطتها للاستغناء عن ملفات تعريف الارتباط.
ثاني شيء ستراه عند تشغيل Tracking Protection هو رمز صغير على شكل عين في شريط عناوين URL في متصفحك. يمكنك النقر على هذا الرمز إذا أردت السماح لموقع معين باستخدام ملفات تعريف الارتباط، فتعطيل هذه الملفات يؤدي أحياناً إلى تعطيل بعض المواقع الإلكترونية. والخبر السار هو أن Chrome سيضيف مجموعة من الميزات الجديدة توقف ميزة Tracking Protection إذا اكتشفت أن موقعاً إلكترونياً معيناً يواجه مشكلات بسبب تعطيل ملفات تعريف الارتباط.
أخيراً، يمكنك التحقق من تفضيلات متصفحك. فإذا فتحت إعدادات «الخصوصية والأمان» في Chrome، ستجد مجموعة من الخيارات حول ملفات تعريف الارتباط. وإذا كانت هذه الخيارات مفعلة جميعاً وأنت لا تتذكر أنك قمت بتغييرها، فقد تكون أحد المحظوظين الخاضعين لمرحلة الاختبار الأولي لهذه الميزة الجديدة من جوجل.
تتبع جوجل للمستخدمين لم ينتهِ، ولكنه أصبح أكثر خصوصية قليلاً
يستخدم قرابة 60% من مستخدمي الإنترنت متصفح Chrome، لذا فإن تخلص جوجل من ملفات تعريف الارتباط سيؤدي إلى اختفائها تماماً. لكن هذا لا يعني أن جوجل (التي تجني غالبية مكاسبها من تتبع المستخدمين وعرض الإعلانات على الإنترنت) ستؤذي أعمالها أو أعمال الشركات التي تجني الأموال من الإعلان عبرها. بل سوف تستبدل جوجل ملفات تعريف الارتباط بطريقة جديدة لتتبع المستخدمين وجمع بياناتهم، لكن بطريقة أكثر خصوصية.
تطلق جوجل على هذا المشروع اسم Privacy Sandbox، وهو ينطوي على العديد من الأدوات والتقنيات المعقدة. بشكل عام، سيقوم متصفح Chrome نفسه بتتبع سلوك المستخدمين على الإنترنت، ولكنه سيخزن تلك البيانات على أجهزة المستخدمين بدلاً من إرسالها إلى جوجل أو أي جهة أخرى. بعدها، سيقوم المتصفح بتصنيف المستخدمين إلى مجموعات مختلفة بناءً على سلوكهم، ثم يمكن للمواقع الإلكترونية وشركات الإعلان أن تسأل Chrome عن المجموعة التي ينتمي إليها أي مستخدم. ولا توجد طريقة تسمح لشركات الإعلان بالتعرف على سلوك أي مستخدم دون انتهاك قواعد جوجل.
هذا بالطبع أفضل من الوضع الراهن الذي يتضمن انتشار كمية هائلة من البيانات الشخصية والحساسة على الإنترنت، ولكنه لا يوقف التتبع بالكامل أيضاً. كما أنه انتقل من إرضاء طرف واحد إلى إحباط الطرفين؛ إذ يرى عدد من شركات الإعلان أن أدوات التتبع الجديدة من جوجل ستحد المنافسة في المجال، أما المهتمون بالخصوصية يرون أن هذا التغيير ليس كافياً للتمتع بمستوى مناسب من الخصوصية.
من جهة أخرى، قامت متصفحات أخرى مثل Firefox وDuckDuckGo وSafari بحظر ملفات تعريف الارتباط الخاصة بالجهات الخارجية منذ فترة، ولم تستبدلها بأية أدوات تتبع جديدة. فيمكن لأولئك الذين يرغبون بسرية وخصوصية أكبر اللجوء إلى هذه المتصفحات بدلاً من Chrome.