العلامات التجارية الفاخرة تفكر بتبني الدفع بالعملات المشفرة مع استمرار ازدهارها
⬤ تشهد العملات الرقمية، وفي طليعتها بيتكوين، صعوداً كبيراً دفع العلامات الفاخرة للتفكير بقبولها.
⬤ أعلنت شركات فاخرة عدة حتى الآن، عن شراكات لقبول مدفوعات العملات الرقمية في تعاملاتها.
⬤ رغم الإقبال على شرائها، لا يزال معظم استخدام العملات المشفرة للمضاربة بدلاً من استخدامها للشراء.
تشهد عملة بيتكوين ارتفاعاً باهراً في قيمتها إلى مستويات قياسية منذ مطلع شهر نوفمبر الماضي، إذ كسرت حاجز 100 ألف دولار في وقت سابق من هذا الشهر، مع مواصلتها المسار التصاعدي إجمالاً، بفضل التوقعات الإيجابية إزاء سياسات ترامب الداعمة للعملات الرقمية.
أثار ذلك الأمر اهتمام العلامات التجارية الفاخرة، والتي شرعت بالتحرك سريعاً لاعتماد العملات الرقمية في تعاملاتها التجارية مع المستهلكين، ما يعكس قبولاً متزايداً للأصول الرقمية كوسيلة دفع، برغم الانتقادات والضغوط التنظيمية التي تواجهها.
في هذا السياق، أعلنت شركة Printemps للمنتجات الفاخرة عن شراكة مع أكبر منصة تداول عملات رقمية، Binance، وشركة التقنية المالية الفرنسية Lyzi للبدء بقبول المدفوعات بالعملات الرقمية في متاجرها بفرنسا. تبعتها في النهج ذاته شركة S.T. Dupont لصناعة الأقلام والولاعات الفاخرة في اثنَين من متاجرها بالعاصمة الفرنسية. كما وخطت شركة الرحلات البحرية Virgin Voyages خطوة مماثلة في عروضها الجديدة.
جدير بالذكر أن موجات الصعود السابقة دفعت شركات فاخرة عدة إلى اعتماد المدفوعات بالعملات الرقمية. على سبيل المثال، بدأت علامات مثل Gucci، وTag Heuer، وBurberry قبول المدفوعات الرقمية منذ عام 2022، عقب الارتفاع الكبير لقيمة هذه الأصول خلال عام 2021، وهي الفترة التي شهدت بروز بيتكوين، وإيثيريوم، والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) كتوجه رئيسي، إلى جانب شراء شركة Tesla للعملة الرقمية، فضلاً عن اعتمادها كعملة قانونية في السلفادور.
كذلك الحال، انضمت أسواق الرفاهية الإلكترونية إلى هذا التوجه، ومنها على سبيل المثال منصة Farfetch، التي تبيع منتجات من 1,400 علامة تجارية، وقد أتاحت خيار الدفع بالعملات الرقمية في 37 دولة، بالتزامن مع ركوب العلامات الفاخرة الكبرى هذه الموجة.
من جانبها، أطلقت شركة Ferrari خيار الدفع بالعملات الرقمية لقاء سياراتها الفاخرة العام الماضي، استجابة لطلب وكلائها ومشتريها ممن هم أصلاً مستثمرون في العملات الرقمية ورجال أعمال شباب يمتلكون أصولاً كبيرة منها. وتكرس تجربة شركة السيارات الإيطالية الفارهة سبباً آخر يجعل المدفوعات الرقمية خياراً واعداً يتجاوز مجرد السهولة؛ فهو يفتح المجال أمام قاعدة عملاء جديدة من الأفراد الذين اغتنوا من تداول العملات الرقمية.
في أوروبا على وجه الخصوص، يمثل جيل الشباب النسبة الأكبر من حاملي العملات الرقمية، بما في ذلك جيل Z وجيل الألفية. ومع التقلبات الاقتصادية العالمية التي أعقبت جائحة كورونا، تسعى العلامات الفاخرة إلى ترميم وتوسيع قاعدة عملائها لتشمل تلك الشريحة، بما يساعدها على التخلص من الصورة النمطية التقليدية عنها كعلامات «باهتة متقادمة موجهة لجيل الوفرة فقط،» على حد وصف أندرو أونيل، رئيس الأصول الرقمية في S&P Global.
