الصليب الأحمر للاعبين: لا ترتكبوا جرائم حرب في الألعاب القتالية
⬤ ضمن مبادرة للتوعية بقواعد الحروب، حث الصليب الأحمر اللاعبين على تجنب جرائم الحرب في الألعاب.
⬤ يقول الصليب الأحمر إن الغاية من هذه الخطوة هو حماية إنسانية وكرامة البشر في جميع أرجاء العالم.
⬤ في السابق كان الصليب الأحمر قد حث اللاعبين على لعب أدوار المساعدين الطبيين بدل الأدوار القتالية في الألعاب.
يبدو أن عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر لا يقتصر على عالمنا فحسب، وإنما اتسع نطاقه مؤخراً ليشمل مجال الألعاب الإلكترونية. ففي خبر لافت نشرته وسائل الإعلام حديثاً، حثّت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مجتمع اللاعبين على تجنب ارتكاب أي جرائم حرب خلال أوقات اللعب.
فقد ذكر موقع Kotaku المختص بمجال الألعاب أن اللجنة عقدت شراكة مع بعض صناع المحتوى الذين يبثون على منصة تويتش، على أن يروجوا لمفهوم “اللعب حسب القواعد”، الذي وضع تحديداً لتوعية مجتمع اللاعبين حول العالم بقوانين الحرب المعمول بها. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل جري تصميم طور خاص في لعبة فورتنايت الشهيرة لإيضاح وتبيان طبيعة قوانين الحرب.
وكان الموقع الإلكتروني للجنة الدولية للصليب الأحمر قد أعلن أن الغاية من هذه الجهود كلها هو “حماية إنسانية وكرامة البشر في جميع أرجاء العالم”، وقال أيضاً: “يلعب اللعبون يومياً ألعاب عن حروب تدور رحاها في مناطق النزاع وهم جالسون على الأريكة في منازلهم، غير أن النزاعات المسلحة أصبحت أوسع انتشاراً من السابق. وهذه النزاعات ليست ألعاباً بسيطة في أعين الضحايا التي يعانون من تبعاتها، وإنما هو صراع يزهق الأرواح ويدمر المجتمعات. لذلك فإننا نتحدى اللاعبين أن يلعبوا ألعاب التصويب من منظور الطرف الأول بالتزام تام بقواعد الحرب الحقيقية، ليعلنوا بذلك أن للحروب قواعد معينة تحمي الإنسانية في ساحات القتال”.
وتتضمن القواعد الفعلية لمفهوم “اللعب حسب القواعد”، الذي تحث لجنة الصليب الأحمر على الالتزام به الامتناع عن ممارسة حالة “التعطش للقتل”، والمقصود بهذه الحالة، حسب تعريف لجنة الصليب الأحمر، هو إطلاق اللاعبين النار على أعداء سقطوا في القتال أو أعداء هامدين أو استهداف الشخصيات غير القابلة للعب وغير العنيفة أو المباني المدنية. ويتعين على اللاعبين، حسب هذه القواعد، أن يقدموا المعونة الطبية للجميع؛ إذ تنص قواعد الحروب على تلقي الجرحى من الطرفين للعناية الطبية.
عادة ما تلام الألعاب على كونها لا تجسد العنف فحسب، بل أنها تكافئ اللاعبين على تصرفات غير أخلاقية وتعتبر جرائم حرب حتى في العالم الواقعي. لكن بالطبع هناك بعض الألعاب التي تحاول تجسيد العالم الواقعي وتربط تصرفات مثل استهداف المدنيين أو المصابين أو المنشآت الطبية بنتائج سلبية لدفع اللاعبين نحو تجربة لعب أكثر تعاطفاً حتى أثناء تجسيد الحروب.
وأشار موقع Kotaku إلى قيام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالأمر ذاته عام 2017، وذلك حينما طلبت من مجتمع اللاعبين أن يؤدوا دور عامل الإغاثة في إحدى ألعاب التصويب العسكري المشهورة (لعبة Arma 3)، ويتولوا مسؤولية التنقل في مناطق النزاعات ومساعدة الجرحى والتحدث مع المراسلين. وعموما تبدو وجهة نظر الصليب الأحمر صائبة بخصوص هذه المسألة، ولكن ليس متوقعاً أن يلتزم اللاعبون بهذه القواعد في أثناء اللعب.