الشركة التي أتاحت العمل خارج المكتب للملايين، تريد أن يعود موظفوها إلى مكاتبهم
⬤ كانت شركة Zoom من أول متبني العمل عن بعد، كما أتاحت خدماتها هذا النمط لملايين الشركات حول العالم.
⬤ تضخمت الشركة في فترة وباء كوفيد-19، لكنها عادت لتخسر أكثر من 100 مليار دولار من قيمتها السوقية.
⬤ الآن يبدو أن العالم قد تجاوز مرحلة العمل عن بعد، وحتى Zoom تريد لموظفيها العمل من مكاتبهم مجدداً.
في الوقت الذي اضطر فيه الموظفون إلى العمل من منازلهم عند تفشي فيروس كوفيد-19، ظهرت شركة Zoom وبرنامج تواصلها الشهير كمنقذ لملايين الموظفين والشركات، فقد أتاحت السهولة الكبيرة لاستخدام المنصة الاجتماعات والدروس والعروض التقديمية عن بعد ودون الحاجة للحضور الفيزيائي إلى المكاتب. وبالنظر إلى إجراءات منع التجمعات وحظر العمل المكتبي التي دامت لفترة ممتدة في العديد من البلدان، فقد كانت شركة Zoom واحدة من أول متبني سياسة العمل عن بعد وحققت أرباح كبرى بالإضافة إلى نمو قيمتها السوقية لتتجاوز عتبة 120 مليار دولار.
الآن تنضم الشركة إلى قائمة مستمرة بالنمو للشركات التي تريد من موظفيها أن يعاودوا العمل في المكتب، بشكل جزئي على الأقل.
بالتفصيل، طلبت شركة Zoom من جميع موظفيها الساكنين على بعد 80 كيلومتراً تقريباً من مكاتبهم أن يعاودوا العمل في المكتب ليومين في الأسبوع على الأقل، وذلك وفقاً لنظام عمل هجين. إذ قال متحدث باسم الشركة: “نعتقد أن نظام العمل الهجين والمنظم هو الأكثر فاعلية لشركة Zoom. [فهو يضع شركتنا] في وضع أفضل لاستخدام تقنياتنا، والمواصلة بالابتكار، ودعم عملائنا حول العالم.”
لا تزال Zoom الرائدة في مجال حلول الاجتماعات المرئية، فلقد تضاعف سعر أسهم الشركة لستة أضعاف في عام 2020 عندما احتاج ملايين الموظفين إلى التواصل مع زملائهم عن بعد. ولكن في نهاية عام 2021، تراجع أسهم الشركة وخسرت منذ ذلك الحين ما لا يقل عن 100 مليار دولار من قيمتها السوقية. ثم ركدت أسهم شركة Zoom مرة أخرى هذا العام مع عودة الموظفين حول العالم إلى العمل في المكاتب، مما قلل اعتمادهم على الاجتماعات المرئية بشكل كبير.
حتى وقت قريب، استمرت شركة Zoom بالاعتماد على نظام العمل عن بعد بخلاف الشركات الأخرى. ففي يناير 2022، قالت Zoom إن 2% فقط من موظفيها حول العالم (البالغ عددهم أكثر من 8,400 شخص) يعملون في المكاتب. لكن وبعد عدة سنوات من التجربة الآن، يبدو أن العمل البعيد بالكامل ليس الفكرة الأفضل بالضرورة، إذ هجرته مختلف الشركات الكبرى بداية من عام 2022، كما أظهرت دراسة أخيرة أنه يخفض إنتاجية الموظفين حتى 18% مقارنة بكل من العمل الهجين أو العمل التقليدي الذي يتيح التواصل المباشر والحي مع الزملاء.