كيف تعمل الحوسبة المحيطية في القطاع الصحي
مع أن الكثيرين لا زالوا غير مدركين بشكل كامل لمعنى أو حتى تطبيقات الحوسبة المحيطية، فهي موجودة منذ الآن. حيث تسير هذه التقنية بشكل سريع لتصبح شديدة الفائدة في مختلف المجالات مثل المنازل الذكية أو موضوعنا هنا: التقنية الطبية.
في حال لم تكن تعرف الحوسبة المحيطية، فهي مصطلح يطلق على التقنيات التي توجد في العالم حولنا والتي لا تتطلب الطرق المعتادة من التعامل معنا. وتتضمن أمثلة ذلك أموراً متنوعة التعقيد مثل مكبرات الصوت الذكية والتحكم التلقائي بالحرارة و”الستائر الذكية” وسواها.
بدلاً كونك تحتاج لأن تكون على تفاعل تام مع الأجهزة التقنية كما هو الحال في الحوسبة التقليدية. تتيح الحوسبة المحيطية تواصلاً مختلفاً أو معدوماً حتى مع هذه الأجهزة التي تبقى “في الخلفية” وخارج تركيزنا.
في هذا الموضوع سنركز على واحد من أهم النواحي التي يمكن أن تكون الحوسبة المحيطية مفيدة للغاية ضمنها: الرعاية الصحية. وسنقسم الحديث إلى فئتين أساسيتين، حيث أن الحوسبة المحيطية مفيدة لتنبيه المستخدمين إلى حاجتهم للرعاية الصحية أصلاً، كما يمكن أن تستخدم في المشافي بفعالية عالية.
الحوسبة المحيطية كأداة تشخيصية وتنبيهية
يمكن رؤية الأهمية الكبيرة التي تفيد بها الحوسبة المحيطية كأداة للتشخيص من أداة تقنية متاحة اليوم ومنتشرة إلى حد بعيد أيضاً: ساعات Apple Watch من الأجيال الأخيرة. ومع أن هذه الساعات تنتمي للحوسبة التقليدية في بعض الاستخدامات، فهي تعمل كحوسبة محيطية أيضاً.
تتضمن ساعات ابل العديد من الحساسات المختلفة، ومنها مثلاً حساس لنبضات القلب. حيث يتابع هذا الحساس معدل نبضات قلب المستخدم، ومن الممكن أن يلعب دوراً مهماً في جمع البيانات أو حتى الاتصال بالإسعاف عند حدوث طارئ. حيث تقوم الساعة بالتواصل مع خدمات الطوارئ في حالات السقوط مثلاً وعند الاضطرابات الخطيرة مثل النوبات القلبية وسواها.
من حيث المبدأ من الممكن أن تستخدم تقنيات مشابهة لمراقبة درجة حرارة الجسم باستخدام كاميرات مخصصة دون التواصل المباشر مثلاً. كما تعمل عدة شركات الآن على تطوير حساسات تستطيع اختبار نسبة سكر الدم دون جرح وتتمكن من أخذ قراءات مستمرة. كما أن هناك حساسات منذ الآن لقياس أكسجة الدم وغيرها من القيم المفيدة للتشخيص.
منذ الآن تعمل شركات التقنية الملبوسة وسواها على تضمين ميزات مفيدة للرعاية الصحية ضمن منتجاتها. وبالنظر إلى أننا انتقلنا من كون الساعات الذكية أمراً غير موجود حقاً إلى قدرتها على تشخيص أمراض وحتى إجراء مخطط لكهربائية القلب، فنحن نسير للأمام بسرعة كبيرة. ومن المرجح أن تلعب الحوسبة المحيطة دوراً متزايداً من حيث مساعدتنا على اكتشاف المشاكل الصحية بشكل مبكر.
مواضيع قد تهمك:
- تعرف على الحوسبة السائدة (المحيطية) وعما تعبر بالتحديد؟
- ما هي التقنيات التي ستغير مستقبل الرعاية الصحية؟
الحوسبة المحيطية ضمن المستشفيات
طوال عقود الآن دخلت التقنية بشكل متزايد في المجال الصحي من باب المستشفيات. حيث تم تطوير آلات هامة مثل الرنين المغناطيسي والتصوير بأشعة X وأجهزة مراقبة المؤشرات الحيوية المختلفة. لذا ومن حيث المبدأ فالحوسبة المحيطة مستخدمة منذ الآن في معظم المؤسسات الصحية الكبرى. حيث تتم مراقبة حالة المرضى باستخدام آلات لا يحتاجون للتفاعل معها بل تعمل تلقائياً.
التطور الأكبر حالياً هو محاولة جعل الحوسبة المحيطية في المستشفيات “مخفية” أكثر بحيث تكون أقل إعاقة للمرضى. كما أن هناك اتجاهاً متزايداً لجعل الآلات الطبية ذكية بحيث تعالج البيانات المجموعة وتتعامل معها بدلاً من عرضها فحسب. وبجعل مختلف الآلات الطبية تتواصل معاً بشكل أكبر، فمن الممكن أن تصبح أعلى فعالية. وبالأخص في أمور مثل مساعدة الأطباء على التشخيص أو حتى اتخاذ القرارات المستعجلة مثل زيادة جرعة أو إيقاف دواء ما.
هناك بعض النواحي المفيدة المختلفة عن دور التقنية المباشر في الرعاية الصحية. فعلى سبيل المثال تعمل شركة Nuance المختصة بالتعرف على الكلام مثلاً على أداة مزدوجة من ميكروفون وكاميرا ذكية توضعان في عيادات الأطباء. حيث تستخدم الأداة تقنيات التعلم العميق لتوثيق زيارات المرضى وتسجيل الكثير من البيانات بشكل تلقائي بدل الإدخال اليدوي.
مع اعتماد الحوسبة المحيطية الكبير على كل من الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء، فهي ستتطور مع تطورهما. وبالنظر إلى التسارع الكبير لكل من هاتين التقنيتين، فمن المنطقي أن تسير الحوسبة المحيطية على نفس المسار وبالأخص في المجال الصحي.