الابتكار لحل مشاكل المستخدم وليس الابتكار لغرض الابتكار – مقابلة مع الرئيس الإقليمي لشركة SharkNinja
تعد شركة SharkNinja شركة رائدة في مجال الأجهزة المنزلية الصغيرة، وقد تمكنت من تحقيق انتشار كبير على المستوى العالمي في السنوات الأخيرة. حيث تركز الشركة على الجزء الأعلى من السوق، بحيث تهتم بالجودة وتقديم ابتكارات جديدة لمجال الأجهزة المنزلية، ويظهر نجاح الشركة بكونها قد أصبحت واحدة من الأكبر في مجالها مع تجاوز قيمتها السوقية عتبة 10 مليارات دولار أمريكي.
مؤخراً، بدأت الشركة توسعها في الشرق الأوسط، حيث قررت دخول سوق الإمارات العربية المتحدة أولاً. وعلى هامش حدث إطلاق منتجات الشركة الذي حضره فريق مينا تك في دبي، تسنت لنا الفرصة للقاء السيد توم براون، رئيس شركة SharkNinja في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا. حيث دار بيننا حديث مطول حول الابتكار ومنهج الشركة في تطوير منتجاتها الجديدة، واقتطفنا من الحديث ما يلي:
هلا أخبرتنا بالمزيد عن شركة Shark Ninja وماذا تفعل؟
شركتنا مكونة من علامتين تجاريتين بتقييم بمليارات الدولارات لكل منهما: Shark وNinja، وفي السنوات الأخيرة حققنا نمواً كبيراً مع ارتكاز نمونا على 3 محاور أساسية: التوسع في مجالاتنا الحالية، فنحن نعمل في مجال أدوات الجمال، والأدوات المنزلية، وأدوات المطبخ، والعديد سواها؛ والتوسع نحو المجالات الجديدة الممكنة، والتي تكمل منتجاتنا الحالية؛ والركيزة الثالثة هي التوسع الجغرافي، حيث توسعنا مؤخراً إلى مختلقف دول أوروبا، كما أن هذا أول دخول لنا إلى أسواق الشرق الأوسط، وسيكون عبر سوق الإمارات العربية المتحدة.
بشكل مثير للاهتمام، وعلى الرغم من أن الصناعة التي ننتمي إليها، وهي الأجهزة المنزلية الذكية، لا تعد فئة نمو مرتفع، بل أنها تمر بنمو منخفض وحتى سلبي في بعض الأسواق، فقد حافظنا على نمونا عبر السنوات الماضية، وحققنا نمواً مستمراً من منزلتين طوال ذلك الوقت. وبالطبع، نريد الاستمرار بتحقيق هذا النمو في أسواقنا الحالية والأسواق الجديدة، مثل سوق الإمارات العربية المتحدة.
ما هي خططكم للتوسع في دولة الإمارات، وهل تريدون التوسع إلى بلدان المنطقة الأخرى؟
مع الإمارات العربية المتحدة، وكما هو الحال في كل الأسواق التي نقوم بالتوسع إليها، فنحن نبدأ من المستهلك. على سبيل المثال، عندما نطلق منتجاً، لا بد لهذا المنتج أن يمر بمنازل ألف مستهلك على الأقل قبل إطلاقه. والفكرة من هذه المقاربة هي أننا نضع منتجاتنا في مكانها الطبيعي في منازل ألف مستهلك حقيقي يقوم بالتقاعل مع هذه المنتجات واستخدامها طوال مدة من الزمن. وبعد ذلك نطلب من المستهلكين تصنيف المنتج، وفي حال لم يحقق تطلعاتنا من فئة 5 نجوم، لا نقوم بإطلاق المنتج أصلاً.
هذه هي المقاربة التي نستخدمها لتقديم المنتجات الجديدة، وكذلك الأمر لتقييم تناسب المنتجات مع الأسواق المختلفة. فنحن نهتم بإسعاد المستهلكين أولاً، وذلك هو ما يضمن تفوقنا وسرعة نمونا، حيث سرعان ما تصدرنا، وتصدرت عدة من منتجاتنا الأسواق التي دخلناها في أوروبا. ونحن لا ننظر إلى السوق الجديد ونفكر بكيفية تحقيق حصة عالية ضمنه فحسب، بل نريد تنمية السوق نفسه أيضاً وتوسيعه.
سنستخدم نفس استراتيجياتنا المجربة والفعالة هنا في السوق الإماراتي، وسنستثمر بسخاء للترويج لمنتجاتنا وتعريف المستخدمين بها عبر مختلف المنصات والسبل. كما نريد تبني مقاربة شاملة للسوق، حيث نسعى لأن نكون متوافرين عبر شركاء البيع بالتجزئة في المنطقة، بالإضافة إلى متجرنا الرقمي والمسارات الأخرى، حيث لن نحصر نفسنا بمنفذ أو طريقة بيع واحدة.
بالنسبة للتوسع في المنطقة، فعلينا الآن أن نبدأ من دولة الإمارات العربية المتحدة ونتعلم ما يمكننا تعلمه من أدائنا في سوقها. نحن نضع التوسع في حسباننا بالطبع، لكننا سنتوسع عندما نكون جاهزين لذلك، وفقط عندما نكون جاهزين كفاية. لا أستطيع القول إننا سنكون موجودين في هذا السوق أو ذاك خلال نصف عام أو عام قادم، لكن الأكيد هو أن رؤية المستهلكين ستستمر بكونها بوصلة توسعنا الإقليمي وكذلك العالمي.
هلا حدثتنا أكثر عن المقاربة التي تستخدمونها لتطوير منتجاتكم الجديدة؟
دائماً ما نحاول أن نبدأ بسؤال أساسي: أين تكمن المشكلة التي نريد حلها؟ أعتقد أن الشركات عادة ما تتبنى واحدة من مقاربتين، إما الابتكار لأجل الابتكار، أو فهم نقاط الألم لدى المستهلك ومحاولة إدراك تأثيرها وطريقة حلها. بالنسبة لنا، فنحن نركز على إيجاد المشاكل التي يواجهها المستخدمون، حتى ولو لم يدركوا وجودها حقاً، ومن ثم نعمل على حلها وتقديم الابتكار في ذلك المجال.
على سبيل المثال، وفي حالة مروحة FlexPreeze التي قدمناها مؤخراً، فقد انطلقنا من نقطة إزعاج لم يكن معظم المستهلكين يدركونها: من المزعج أن تحتاج إلى فصل المروحة من الطابق السفلي ونقلها إلى مكان آخر وإعادة وصلها في الطابق العلوي مثلاً. لقد كانوا يفعلون ذلك طوال عقود، لذا رأوا الأمر على أنه شيء عادي رغم الإحباط الذي يسببه. لذا استغلينا الفرصة وصنعنا مروحة متعددة الاستخدامات وسهلة الحمل وقابلة للاستخدام على الأرض أو الرفع للاعلى. وعندها سألنا المستهلكون، هل يمكن استخدامها في الخارج؟ ومن هناك أتت فكرة إضافة ميزة الضباب التي تساعد بالتبريد أكثر في أيام الصيف الحارة.
لدينا الكثير من الأفكار التقنية التي يقدمها المهندسون لدينا، لكن الكثير منها هو ابتكارات تقنية بالدرجة الأولى، ولا نجد فائدة استهلاكية لها بعد. وبالنسبة لنا، فنحن لن نستخدم تلك الأفكار ونجلبها إلى السوق إلا عندما تصبح فائدتها للمستهلكين جلية وواضحة. لكن هذا لا يعني أننا نهمل الابتكار، إذ لدينا 800 مهندس ومصمم من مختلف الأنواع في الشركة، وعم يعملون في دورة تطوير مستمرة وعابرة للقارات، وبفضل ذلك، نستطيع نقل المنتج من مرحلة الفكرة إلى السوق خلال 9 أشهر أو أقل.
كيف تطورون منتجاتكم لتتناسب مع مختلف الأسواق في نفس الوقت؟
لا شك بأن هناك اختلافات جلية بين الأسواق التي نعمل فيها اليوم. فلننظر إلى المنتجات المخصصة للخارج مثلاً، حيث ستواجه هذه المنتجات البرد القارس والمناخ المتجمد في النرويج وشمال أوروبا، وكذلك عليها مواجهة الحرارة الشديدة وأشعة الشمس المباشرة في دبي أو دول جنوب آسيا. لهذا نحن دائماً ما نهتم بشكل كبير بالمنتجات التي نقدمها في أي سوق، ونحرص على كون المنتجات التي نقدمها مناسبة لكل سوق جديدة، ونختبرها للتأكد من أنها مناسبة من جهة، ومن أنها رائدة في مجالها كذلك.
نتبع نفس المقاربة بخصوص التطبيقات وربط منتجاتنا بها في الواقع، فنحن لا نقوم بربط منتجاتنا بالإنترنت أو تقديم تطبيقات خاصة لها إلا في حال كان هناك حاجة وفائدة حقيقية للمستخدم لذلك الأمر. إذ يعاني الجميع من تزاحم التطبيقات اليوم، وفي الكثير من الحالات تكون هذه التطبيقات مجرد عائق وإزعاج أولي لتفعيل المنتج، ليتركها المستخدمون مهملة بعدها.
بالمقابل، وعندما يتطلب الأمر منا تقديم الاتصال بتطبيق مخصص، فنحن نفعل ذلك. حيث أننا نقدم المكانس الروبوتية منذ سنوات، وتحتاج هذه المكانس لتطبيق دون شك لإعداد الغرفة ومكان السجاد وتخصيص تجربة التنظيف والتفضيلات الخاصة بالأمر. ومؤخراً قررنا فعل نفس الأمر مع شوايتنا المخصصة للاستخدام الخارجي، حيث وجدنا أن المستهلكين يريدون وضع الشواية في الخارج والعودة للداخل أو فعل شيء آخر ريثما يكتمل الشواء، لذا يناسب وجود ميزان حرارة مرتبط بتطبيق هذا النوع من الاستخدامات ويعد إضافة حقيقية للمستهلك.