الابتكار التقني، والنجاح في المنطقة، والمسؤولية المجتمعية للشركات في مقابلتنا مع شركة Salesforce
تعرف شركة Salesforce بكونها واحدة من رواد المجال التقني، وبالأخص مجال البرمجيات كخدمة. حيث تعد منصة الشركة جزءاً محورياً من عمل ملايين الشركات والمنظمات حول العالم، كما تعمل الشركة باستمرار على تطوير منتجاتها وتحسينها بأفضل التقنيات. وبعدما قدمت الشركة منصتها الجديدة المسماة Hyperforce في المنطقة قبل أشهر، فقد أعلنت مؤخراً عن إطلاق منصة الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاصة بها والتي تحمل اسم Einstein 1.
في حدث مخصص للشركاء أقامته Salesforce مؤخراً في مدينة دبي الإماراتية، كانت مينا تك حاضرة للتغطية، وتسنت لنا الفرصة للقاء السيد تيري نيكول، نائب الرئيس والمدير العام لشركة Salesforce في الشرق الأوسط. حيث تحدثنا إليه في العديد من المحاور، كما أجابنا على بعض أسئلتنا واستفساراتنا كما يأتي:
كيف كان نمو شركة Salesforce في الشرق الأوسط عبر الماضي، وبالأخص مع إطلاق Hyperforce؟
لقد كان العام الماضي مزدهراً إلى حد بعيد في الواقع، فقد حققنا نمواً كبيراً في المنطقة، بالإضافة لنمونا على المستوى العالمي. كما نفتخر بكوننا جزءاً من موجة النمو التي يعيشها الشرق الأوسط، والتي تُعد من أكثر الأسواق العالمية نمواً من حيث العائد.
ما هو التحدي الأكبر الذي تواجهونه لدى عملكم في منطقة الشرق الأوسط؟
لعل التحدي الأكبر هنا هو محاولة تغطية الطلب الضخم. فنحن نواجه طلباً متنامياً بسرعة، ونحاول أن نتعامل مع هذا الطلب قدر الإمكان بالتعاون مع شركائنا. إذ يتمثل عامل النجاح الأساسي الرئيسي بالنسبة لنا في تمكين شركائنا المهمين جداً بالنسبة لنا من النمو والاستجابة لكافة الطلبات.
كيف تتأكدون من أن بيانات عملائكم محمية دائماً وكيف تطمئنوهم إلى أنها في أيدٍ أمينة؟
تُعد خصوصية البيانات جزءاً مما نسميه الثقة، والتي تُعد القيمة الأساسية الأولى لدينا. كما أننا نولي أمن البيانات اهتماماً كبيراً عندما نطور أي منتج، أو ميزة، أو تقنية جديدة. وكما تعلم، فإننا نطرح التحديثات الأساسية لمنصتنا ثلاث مرات سنوياً ودائماً ما يكون الأمان محورياً في هذه التحديثات.
وبالطبع، نوسع الأمان إلى أي خدمة جديدة نضيفها، ويشمل ذلك منصة Einstein 1 التي قمنا بتطويرها بالاستناد على الذكاء الاصطناعي التوليدي.
هلا أخبرتنا بالمزيد عن Einstein 1 وما الذي يميزه عن حلول الذكاء الاصطناعي غير المتخصصة؟
عادة، عندما تتحدث عن الذكاء الاصطناعي التوليدي، يكون القصد هو خدمات الذكاء الاصطناعي المخصصة للمستهلكين، والذي يستند إلى البيانات المتاحة على الإنترنت. لكن ما نفعله في Einstein 1 هو أننا نطور الذكاء الاصطناعي التوليدي لاستخدام بيانات الشركات الداخلية ليكون مخصصاً لغاياتها واستخداماتها. وعلى مدى 25 عام تقريباً، لطالما قدمنا إدارة بيانات آمنة جداً لعملائنا، ونتبنى نفس المعايير فيما يخص تقديم الميزات الجديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي لضمان موثوقية الإجابات من جهة، والحفاظ على سرية وخصوصية بيانات العملاء بشكل كامل، فنحن لا نستخدمها لتدريب نماذجنا ولا نمتلك أي وصول إليها إلى بإذن العميل وطلبه.
كيف تعملون لتحقيق صافي الانبعاثات الصفرية، وما هي مبادراتكم المجتمعية الأبرز؟
بالنسبة للانبعاثات الصفرية، هناك شيئان أريد ذكرهما: بداية، تتمتع شركتنا نفسها، Salesforce، بصافي انبعاثات صفرية منذ الآن، فنحن ندير عملياتنا باستخدام طاقة متجددة بنسبة 100%. وبالإضافة لذلك، فنحن نساعد عملائنا أيضاً لتحقيق صافي انبعاثات صفرية في عملياتهم. وقد قمنا بتطوير حل يسمى Net Zero Cloud يُساعد عملائنا على مراقبة أهدافهم من حيث الانبعاثات ومدى تحقيقهم لها.
بالنسبة للمسؤولية المجتمعية، فنحن نُوليها اهتماماً كبيراً، فذلك يمثّل جزءاً مهماً جداً من هوية شركتنا. حيث نتبنى نموذج عطاء خيري قمنا بتطويره منذ انطلاقتنا، حيث إننا نعطي 1% من وقتنا، و1% من قيمة أسهمنا، و1% من منتجاتنا إلى جهات خيرية وغير ربحية. ونعتقد أن هذا النموذج يُمثّل أساساً جيداً جداً لمساعدة الكوكب وتقليل بعض جوانب التأثير السلبي للبشر على الطبيعة.
كل عام، نقوم بمنح موظفينا خمسة أيام مخصصة ليتطوعوا خلالها للعمل في منظمة غير ربحية من اختيارهم. وبالنظر إلى شركتنا التي تضم 70 ألف موظف، يترجم ذلك إلى جهود كبيرة في هذا المجال، وملايين ساعات العمل الخيري كل عام. كما أننا لا ندخر جهداً في تقديم التبرعات لمساعدة أكبر عدد من الأشخاص المحتاجين، وهو جزء من جهودنا المستمرة لتغيير العالم للأفضل.
بالإضافة لما سبق، وفي كل مرة تتاح لنا الفرصة فيها، فنحن نقوم بأداء خدمة تطوعية جماعية، ولا نتوانى في ذلك. فعلى سبيل المثال، وفي آخر حدث تطوعي أقمناه، أتينا لتنظيف الشاطئ في دبي مع فريق يتألف من أكثر من 30 شخصاً لمدة يوم كامل تقريباً. وخلال الحدث الذي أقمناه اليوم، كان لدينا مكان مخصص حيث يمكنك قضاء بعض الوقت لصنع ألعاب للأطفال المحرومين في المخيمات. لذلك نحن نبذل قصارى جهدنا للجمع بين العمل والتبرع.
يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي قد يأخذ عملهم في المبيعات والتسويق. هل تعتقد أن ذلك سيحدث؟
لا أعتقد ذلك في الحقيقة. لكنني أفهم هذا الخوف، فهو رد فعل بشري طبيعي يأتي كاستجابة لثورة تكنولوجية لأننا لا نعرف ما هو القادم بالنسبة لنا. ولكن ومع تعلمنا للمزيد، نفهم الأمر بشكل أفضل، وفي حالة الذكاء الاصطناعي التوليدي خصوصاً، والذكاء الاصطناعي عموماً، فأنا أراه كأداة عون ومساعدة ودعم للبشرية، ولن ينتقص من الدور البشري أبداً.