الأمر ليس حصرياً على الأرض، رمي القمامة في الفضاء له غرامات الآن
⬤ أعلنت هيئة الاتصالات الفيدرالية في أمريكا عن فرضها أول غرامة مالية بحق إحدى الشركات لانتهاكها قاعدة مكافحة الحطام الفضائي.
⬤ تعد النفايات الفضائية مصدر خطر كبير لاستكشاف الفضاء لأنها تتحرك بسرعة هائلة ويمكن لقطع صغيرة منها تدمير منشآت كبيرة.
⬤ يعج مدار الأرض المنخفض بعدد متزايد من الأقمار الصناعية، مما يهدد بمشكلة تتفاقم وتحتاج الحل للنفايات الفضائية.
وفق التقارير، ألزمت هيئة الاتصالات الفدرالية الأمريكية شركة Dish Network بدفع غرامة قدرها 150 ألف دولار أمريكي، وأرجعت ذلك إلى إخفاق الشركة في إخراج القمر الصناعي EchoStar-7 من مداره بعدما ظل في الفضاء لأكثر من عقدين. ولم تعمد الشركة إلى إخراج القمر الصناعي من مدار بالطريقة الصحيحة، وإنما أرسلته نحو مدار آخر للتخلص منه، لكن المشكلة أنّ ارتفاع المدار كان منخفضًا لحدٍّ يهدد بتشكل حطام مداري.
وقال لويان إي جال، رئيس مكتب الإنفاذ التابع للهيئة الاتصالات الفيدرالية: “لا بد لنا من ضمان امتثال الشركات لالتزاماتها، خاصة في ظل تزايد عمليات الأقمار الصناعية وانتشارها، وتسارع عجلة اقتصاد الفضاء. لا شكّ أن هذه التسوية إنجاز مهم لنا، وهي إلى ذلك تبين بجلاء أنّ لدى هيئة الاتصالات الفيدرالية سلطة إنفاذ قوية تستطيع بها إنفاذ قواعدها المعمول بها بخصوص الحطام الفضائي”.
تعد هذه الغرامة (الصغيرة نسبياً في عالم الشركات) فريدة من نوعها ومقدمة لما يبدو كتيار متزايد في السنوات التالية. إذ لم يسبق أن تعرضت أي شركة لغرامة متعلقة بمشاكل القمامة الفضائية، ومع تقديم هذه الغرامة هناك تلميح قوي إلى كون هذا النوع من الغرامات سيتزايد في الفترة المقبلة، وبالأخص مع آلاف الأقمار الصناعية الجديدة التي تم إطلاقها في السنوات الأخيرة.
وسبق لشركة Dish Network أن أطلقت قمرها الصناعي إلى مدار فضائي ثابت في عام 2002 (المدار الثابت يكون على ارتفاع 36،000 كم بالحد الأدنى). ووافقت الشركة عام 2012 على خطة لتخفيف الحطام المداري؛ إذ تقتضي هذه الخطة إرسال قمر EchoStar-7 عقب انتهاء مهمته إلى موقع يرتفع 300 كم فوق مكانه، بحيث يُرسَلُ إلى ما يعرف بـ”مدار المقبرة” حيث لا يشكل أيّ خطر على الأرض، ولا يهدد سلامة الأقمار الصناعية الأخرى في الفضاء.
ولم تسرِ الأمور على النحو المخطط؛ إذ اكتشفت الشركة في عام 2022 انخفاض كمية الوقود الدافع في قمرها الصناعي، وبذلك لن يستطيع الانتقال نحو وجهته الجديدة. وفي نهاية المطاف لم يرتفع القمر الصناعي فوق مداره الثابت إلا 122 كم فقط، وهو ما يقل بـ 178 كم عن الارتفاع المطلوب.
وعلى العموم تُعرِّف هيئة الاتصالات الفيدرالية الحطام الفضائي بأنه أجسام اصطناعي تدور حول الأرض، فهو لا يشمل إطلاقًا المركبات الفضائية التي تمارس مهامها الاعتيادية. وتقول الهيئة إنّه كلما زاد عدد تلك الأجسام في المدار، واجهت الأقمار الصناعية القادمة صعوبات أكبر في مباشرة مهماتها الجديدة. ولهذا الغرض اعتمدت الهيئة في عام 2022 قاعدة مكافحة الحطام الفضائي، على أن تُلزمِ الشركات بالتخلص من أقمارها الصناعية في مهلة أقصاها خمسة أعوام من انتهاء مهمتها.
وسبق لجيسيكا روزنورسيل، رئيسة هيئة الاتصالات الفيدرالية، أن قالت في بيان مصاحب للإعلان عن قاعدة مكافحة الحطام الفضائي: “يوجد في وقتنا الراهن آلاف الأطنان من الحطام الفضائي الهائم، ولا شك أنّ هذه الكمية تتزايد باطراد. لذلك ينبغي لنا أنّ نتصدى لهذه المشكلة ونتخلص منها، وإلا فإنّ الحطام الفضائي سيصبح مشكلة تعرقل فرصًا جديدة لاستكشاف الفضاء”.