«اسم ملعون رقمياً» – تعرف على الاسم الذي يمنع إدراج مالكيه في الأنظمة الحاسوبية

⬤ يواجه الأشخاص الذين يحملون لقب «Null» مشاكل رقمية تمنع إدراجهم في العديد من الأنظمة، بما فيها المصارف.

⬤ تعود المشكلة لكون Null تعني قيمة غير موجودة من منظور الحاسوب، وهو ما سبب مشاكل كبرى في الأنظمة عبر عقود.

⬤ رغم تحسن الأنظمة الحديثة، لا تزال العديد أنظمة الشركات والحكومات تعاني من أخطاء ومشاكل عند إدخال الاسم.

تخيل عالماً حيث يؤدي اسمك لحرمانك من حساب مصرفي، أو عدم قدرتك على التعامل أو حتى الالتحاق بعمل لدى شركة، بالإضافة لإعاقته لإدخال بياناتك في العديد من الأنظمة الإلكترونية. في الواقع، ليس الأمر مجرد فرضية خيالية، بل واقع يومي يفرض نفسه على عدد متزايد من الأشخاص. والعامل المشترك بينهم؟ اسم عائلة يضع الأنظمة الحاسوبية في حالة من الفوضى: Null.

نعم، Null، وهو المصطلح ذاته الذي يستخدمه المبرمجون للإشارة إلى حالة عدم وجود قيمة، أو إلى قيمة غير صالحة، مما يجعله بمثابة فراغ في عقل الآلة. لكن بالنسبة لمن يحملون هذا اللقب، يتحول إلى خطأ برمجي مزعج يولد حلقة لا نهائية من رفض المواقع الإلكترونية، والأخطاء في معالجة البيانات، وخدمات العملاء التي تصر، بذهول، على أن حساباتهم أو بياناتهم غير موجودة، ببساطة.

اكتشفت هذه المعضلة نونترا يانتابراسات، مصممة أزياء في الولايات المتحدة، حينما قررت تبني الاسم الأخير لزوجها، Null، لكونه أقصر وأسهل نطقاً. لكن هذا القرار جر عليها متاعب غير متوقعة. ففي عام 2014، كادت حتى آخر لحظة أن تخسر رحلة غير قابلة للاسترداد إلى الهند لحضور زفاف صديقتها، بسبب تعذر إصدار تأشيرتها من القنصلية الهندية. والسبب؟ أنظمة الحاسوب لم تتمكن من التعرف على لقبها، واعتبرته غير صالح.

مواضيع مشابهة

كمثال آخر، يان نول، خبير أرصاد جوية يبلغ من العمر 75 عاماً من هاف مون باي في كاليفورنيا، أمضى سنوات في محاولة التعايش مع الصعوبات التي يسببها لقبه. فحتى حجز غرفة فندقية، وهو أمر روتيني لكثيرين، يتطلب منه اللجوء إلى حيلة تقنية، حيث يضيف الحرف الأول من اسمه إلى لقبه ليصبح J Null، في محاولة لخداع الأنظمة.

تقنياً، يرجع أصل هذه المعضلة الرقمية إلى ستينيات القرن الماضي، حينما أدخل عالم الحاسوب البريطاني، توني هور، مفهوم null إلى لغات البرمجة للإشارة إلى قيمة غير موجودة أو غير محددة. وهو دون أن يدرك، أو ربما بتقصير شديد، وضع الأساس لمشكلة تؤثر اليوم على آلاف الأشخاص ممن يحملون لقب العائلة هذا، والذي يحتل المرتبة 4,910 بين الألقاب الأكثر شيوعاً. لاحقاً، وصف هور هذا القرار بأنه «خطأ بمليار دولار»، معترفاً بالوقت الهائل الذي أنفقه المبرمجون لمحاولة إصلاح تبعاته، والكم الهائل من الإحباط الذي سببه للمستخدمين.

يؤكد دان ليجين، الباحث في شركة Microsoft، أن المشكلة متجذرة بعمق في الأنظمة الرقمية، وهو ما يصعب بشدة من معالجتها. فبالنسبة لبعض الأنظمة، يعمل اسم null كمصيدة رقمية، إذ يتم تفسيره خطأً على أنه محاولة تخريب، أو اختراق، أو تهديد أمني، ما يؤدي إلى حظر المستخدمين ومنعهم من الوصول إلى الخدمات.

لم يقتصر الأمر على الأشخاص حاملي اللقب فقط، إذ وجد جوزيف تارتارو، وهو مدقق أمني يبلغ من العمر 36 عاماً، نفسه في قلب هذه الفوضى بعد تجربة طريفة تحولت إلى كابوس. في عام 2018، حصل على لوحة ترخيص تحمل كلمة NULL، على سبيل المزاح. لتخرج الأمور عن السيطرة بسرعة، إذ بدأ في تلقي مئات المخالفات غير الصحيحة من مدن لم يزرها مطلقاً، بسبب نظام بيانات تعامل مع null كمعرف شامل، ما أدى إلى ربط مخالفات مجهولة بهويته، واستمرت المشاكل المترتبة على ذلك بمطاردته لفترة طويلة.

تلك القصص والمناسبات ليست إلا غيضاً من فيض مما مر به أولئك الناس، وأفراد عائلاتهم، وكل من يحمل اللقب «الملعون رقمياً،» دافعاً ثمن «خطأ المليار دولار» بالإحباط والعبثية. وفي حين باتت بعض الأنظمة الحديثة أكثر ذكاء في التعامل مع هذه المشكلة، إلا أن العديد من الشركات لا تزال تعتمد على أنظمة قديمة، وليست مستعدة للاستثمار في تحديثها كرمى Null من البشر!

شارك المحتوى |
close icon