ابل تفحص صور المستخدمين بحثاً عن حالات الإساءة للأطفال
لطالما عرفت شركة ابل على أنها الشركة المهتمة بخصوصية المستخدمين وتحميها من أي جهة كانت. وحتى أن الشركة تستخدم الأمر في حملاتها الإعلانية وتروج لمنتجاتها من باب أنها لا تهتم لجمع المعلومات والتجسس. فعلى عكس نظام أندرويد من جوجل ونظام ويندوز من مايكروسوفت، لا تحصل ابل على الكثير من بيانات المستخدمين. وبفضل قواعدها الصارمة في المجال فقد كان هناك حالات رفضت فيها الشركة منح الـ FBI الوصول لمعلومات المشتبه بهم حتى. لكن يبدو أن الأمور تتغير الآن.
حيث حامت عدة شائعات وتقارير تم تأكيدها لاحقاً عن أن الشركة ستستخدم الصور المرفوعة إلى خدمة تخزينها السحابية iCloud لغايات أمنية. حيث ستقوم الشركة باستخدام خوارزمية خاصة لفحص جميع صور المستخدمين على iCloud بشكل مستمر. وعند التعرف على صورة يحتمل أن تتضمن إساءة للأطفال ونشاطاً غير قانوني سيتم إرسالها إلى المراجعة من قبل موظفين أفراد. وعند التأكد من تضمن الصورة لإساءة للأطفال سيتم إخطار جهات حفظ القانون لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
من الناحية الأولى، لا شك بأن المزيد من الحماية للأطفال من العنف أو أي أنواع أخرى للإساءة هي أمور جيدة دون شك. لكن يأتي المقابل سريعاً: هل تستحق هذه الغاية التضحية بالخصوصية بالكامل للجميع (والغالبية العظمى البريئة منهم)؟ كما يأتي سؤال آخر مهم: ما هو الحد الذي يمكن أن تتوقف عنده هذه التصرفات؟ وهل يمكن أن يتم توسيع هذا النشاط ليشمل جرائم أخرى مثلاً؟ ماذا عن القتل والسرقة والإرهاب وغيرها؟ هل سيتم تبرير الأمر بشكل مشابه؟ ويصبح الأمر مقلقاً أكثر حتى بالنسبة للدول الكبيرة كفاية لتأثر على ابل بهذا الخصوص مثل الصين.
تدعي ابل أن خوارزميتها المستخدمة لكشف الصور لا تخطئ. وأن احتمال التعرف الخاطئ على صورة بريئة هو واحد من تريليون كل عام. لكن هذه الأرقام تبدو منفوخة بشدة كوننا نعرف جيداً أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي وحتى أعيننا قد تفسر تصرفات طبيعية جداً على أنها إساءة للأطفال. وفكرة وصول صور أطفالك لموظفي ابل تبدو مقلقة للغاية للكثير من المستخدمين الذين سارعوا للتعبير عن رفضهم.
مواضيع قد تهمك:
- موظفو جوجل يتجسسون على المستخدمين، والشركة تطرد العشرات منهم
- مؤسس تيليجرام يحمّل ابل وجوجل مسؤوليّة اختراق الهواتف والتجسس عليها من Pegasus
الناحية المقلقة أكثر من كل ما سبق ربما هي أن ابل تمتلك وصولاً كبيراً لمعلومات المستخدمين، وعندما يكون الأمر مقنعاً يبدو أنها لا تمانع التضحية بالخصوصية. وبالتالي من الممكن لحكومة بلد كبيرة وقوية كفاية مثل الصين لي ذراع ابل وتهديدها بالحظر مثلاً إن لم تسمح بالوصول لمعلومات المستخدمين “لتعقب الجرائم” وفق القوانين الصينية.
عموماً وفي الوقت الحالي تبدو ابل متمسكة بموقفها كما أنها عادة ما تكون عنيدة جداً في هذه الحالات مهما اعترض المستخدمون. لذا وعلى الرغم من الغضب الشديد للمستخدمين الذين يحسون أنهم يفقدون خصوصيتهم، فالأرجح ألا يتغير شيء.