في مقابلة خاصة مع أنطوني الخوري المدير العام لشركة اوبر
شهدت شركة أوبر تطوراً كبيراً في السنوات الماضية خصوصاً في الولايات المتحدة وأوروبا، وأصبحت تملك قاعدة كبيرة من السائقين وتقدم خدماتها لأعداد كبيرة من الناس، وفي السنوات القليلة الأخيرة بدأت الشركة بتوسيع نشاطها ليشمل منطقة الشرق الأوسط.
ولفهم ما تقدمه الشركة في الشرق الأوسط والصعوبات والتحديات التي تواجهها والأهداف التي تسعى إليها أجرينا مقابلة مع أنطوني الخوري رئيس اوبر في منطقة الشرق الأوسط الذي أجاب على أسئلتنا بكل سعادة، وإليكم ما جاء في المقابلة.
مرحباً سيد أنطوني، شكراً لقبولك إجراء هذه المقابلة
أهلاً وسهلاً بك، هذا من دواعي سروري.
هل يمكن أن تحدثنا عن أداء اوبر بشكل عام في المنطقة؟ ما هي الدول التي تنتشر فيها خدمة اوبر بنسبة كبيرة؟ وما هي خطوتكم القادمة؟
يعتبر الشرق الأوسط منطقة مهمة بالنسبة لأوبر نظراً لأن الخدمات التي تقدمها تعود بالفائدة على كل من السائقين والركاب، فإلى جانب تأدية الخدمة للركاب تقدم اوبر فرصة عمل للعديد من السائقين الذين لا يملكون مصدر رزق آخر غير اوبر، كما أنها تعد فرصة للشباب لجني بعض الأموال في الفترة ما بين تخرجهم من جامعاتهم والحصول على فرصة عمل.
وبالنسبة لانتشار خدمة اوبر تحتل السعودية المرتبة الأولى حيث أن 99% من سائقي اوبر هم سعوديون، وذلك يعود في جزء كبير منه إلى تعاون الحكومة التي كانت أول من يسن قوانين متوافقة مع خدماتنا، إذ أن الأمر لا يتطلب سوى أن يمتلك السائق رخصة قيادة وسيارة تحقق المعايير وألا يكون لديه سجل في الشرطة، فقط دون أي تعقيدات أخرى.
وفيما يتعلق بالأردن فإن النشاط أخف نوعاً ما لكنه شهد تحسناً ملحوظاً في الأسابيع الستة الأخيرة وذلك عبر الجهود التي بذلناها من خلال تخفيض الأسعار وإطلاق حملات إعلانية على الراديو وفي الأسواق والمجمعات التجارية، ونسعى في المستقبل بأن نزيد من انتشار اوبر في الأردن ونحصل على تسهيلات قانونية أكبر.
هل يمكن أن تعطينا بعض الأرقام عن اوبر؟
تعتبر القاهرة الدولة الأسرع نمواً بالنسبة لاوبر وهناك حوالي 40000 سائق في القاهرة فقط، كما تشكل السعودية النسبة الأكبر من السائقين كما ذكرت آنفاً، أما في الأردن فقد أصبح هناك حوالي 3000-3500 بعد سنتين من إطلاق اوبر هناك.
وأود أن ألفت الانتباه إلى أن 60% من السائقين يعملون بدوام جزئي قد لا يتجاوز الثلاث ساعات أحياناً، ما يعني أننا نوفر لهم فرصة عمل لا تتعارض مع عملهم الأساسي بل تشكل مصدر دخل إضافي.
اوبر شركة تقنية وليست شركة نقل، هل يمكنك توضيح ذلك؟
قد يختلط الأمر كثيراً على البعض، فنحن بالطبع نقدم إمكانية النقل وخدمة المواصلات كجزء من الخدمات التي نقدمها لكن هذا لا يعني أننا شركة نقل فقط، فنحن نقدم أيضاً خدمات أخرى مثل UberEATS التي تعتبر نظاماً لإيصال وجبات الطعام كما ننوي أيضاً تقديم خدمات أخرى في المستقبل مثل إمكانية استخدام اوبر لشراء الملابس أو نقل المواد أو حتى استلام ورقة من أحد أصدقائك.
ما هي المشاكل التي تواجهونها في الشرق الأوسط وخصوصاً في الأردن؟
تكمن العوائق الرئيسية أمام اوبر في عدم وجود القوانين الكافية التي تسهل عملها واعتماد الناس عليها، وفي الواقع فإننا لا نزال نسعى لأن نحصل على هذه القوانين في الأردن.
فعندما وضعت القوانين الخاصة بالسير والمرور لم يكن هناك بطاقة ائتمانية ولم يكن هناك هواتف ذكية، ونحن ندرك أن هناك العديد من المنافسين الآخرين الذين على رأسهم أصحاب سيارات الأجرة ولذا فإننا نطلب من الحكومة أن توفر تواصلاً مفتوحاً بين جميع المتنافسين وأن تدرك فوائد التقنية التي تقدمها اوبر من حيث تحسين الاقتصاد والتخفيف من البطالة وتطوير السياحة، الأمر الذي يعود عليها وعلى الركاب والسائقين بالفائدة.
ما هي أبرز التحديات التقنية أمامكم؟
يحتل نظام الخرائط المرتبة الأولى على قائمة التحديات التي تواجهنا رغم أنه شهد تحسناً كبيراً في السنوات الثلاث الماضية، فنحن لا نزال نعمل على تقنيات مثل Google Maps وأنظمة أخرى مثل Tiles لكننا لم نتوصل بعد إلى ما هو موجود في الولايات المتحدة مثلاً حيث يمكنك هناك معرفة الكثير من التفاصيل الدقيقة كالطرق التي تسير بعكس الاتجاه مثلاً ومناطق الزحام المروري.
من الناحية الأخرى، أصبح وجودنا في المنطقة لفترة ثلاث سنوات ذو فائدة كبيرة حيث أصبحنا نستخدم بياناتنا لمعرفة المعلومات عن المناطق المرورية بشكل جيد، ونعمل على تطوير هذا الأمر في عمّان بشكل أكبر بالمقارنة مع مصر والسعودية.
كيف تضمنون حماية الركاب عبر نظام اوبر؟
يعود الأمر في الواقع إلى القوانين الموجودة في الدولة، فعلى سبيل المثال يجب على كل سائق في دبي أن يمتلك تأميناً تجارياً ولا يمكن قبول انضمام أي سائق إلى نظام اوبر دون وجود هذا التأمين، ونحن نناقش في الوقت الحالي مع الحكومة الأردنية إمكانية إضافة هذا القانون في المستقبل.
أما فيما يتعلق بحوادث الخطف أو الاحتيال مثلاً فإننا نمتلك تقنيات تسمح لنا بالتعاون مع الشرطة بمعرفة مكان السائق في كل لحظة عبر تقنيات تحديد المواقع GPS ومعرفة السرعة التي كان يقود بها سيارته وما إذا كان الراكب معه في تلك اللحظة أم لا، ويمكن استخدام جميع هذه البيانات للتوصل إلى الحقيقة.
إضافة لذلك لقد قمنا بتطوير نظام الحماية في اوبر بشكل جيد عبر السنين، ففي البداية كان أول نظام يعتمد على اسم المستخدم وكلمة المرور ومن ثم أصبحنا نعرض صورة السائق كي يتأكد الراكب من أنه صعد مع السائق الصحيح، ومؤخراً أصبحنا نعتمد على تقنية التعرف على الوجوه ونطلب من السائقين بشكل فجائي إرسال صورة فورية لهم ومطابقتها مع أنظمتنا
ما هو Uber Elevate؟
يمكنني تعريف Uber Elevate بأنه مشروع يعتمد على ما يعرف باسم VTOL (المركبات عمودية الهبوط والإقلاع) أو الطائرات دون طيار Drones، ونحن نعمل في اوبر على إنشاء تقنية أو منصة لتساعد في تقييم أوقات وساعات المرور ومكان الهبوط وغيرها من المعلومات المهمة.
ولا يزال الأمر جديداً في الوقت الحالي وقد عقدنا مؤتمراً في الولايات المتحدة حضره أبرز اللاعبون المهمون في هذا المجال كشركات تصنيع المركبات، شركات محاكاة الطيران والشركات التي تقدم الإلكترونيات والأنظمة اللازمة للطيران، ويهدف هذا المؤتمر إلى إظهار مدى جديتنا في المضي في هذا المشروع وأن لا شيء مستحيل.
وإضافة لذلك تلعب المدن والدول التي سنختارها دوراً كبيراً في نجاح هذا المشروع مثل دبي، فقد اتفقنا مع الحكومة هناك أننا في عام 2020 سنمتلك مركبات VTOL تطير في سماء دبي، ومجدداً يعود اختيار المدينة إلى القوانين المعتمدة فيها، فإذا كانت المدينة منفتحة نحو التطور في المستقبل يجب أن تغير بعض قوانينها كتغيير بعض قواعد الطيران مثلاً، ولذا فإن الأمر يحتاج إلى تعاون مشترك كي يصل إلى النجاح المطلوب.
ماذا تخبئون لنا في المستقبل؟
نحن في اوبر نحاول دائماً الاستفادة من أحدث الابتكارات والتطور التقني الكبير الذي نراه كل يوم كي نبقى في المنافسة، وفي الواقع فإن المستقبل القريب لنا هو عبر مركبات VTOL ومشروع Uber Elevate، أما على المدى البعيد فسوف يكون هناك توجه نحو الذكاء الصناعي.
فعلى سبيل المثال، يمكن بعد 20 عاماً أن نتوصل لمرحلة نعتمد فيها على السيارات ذاتية القيادة لإيصال مجموعة من المواد أو الأطعمة، ومن ثم الاعتماد على روبوت لنقل هذه المواد إلى الشخص المطلوب، لكن الوصول إلى هذا الأمر يحتاج إلى مواكبة التطور يوماً بعد يوم وبذل جميع الجهود للبقاء في المنافسة.