“أكثر رجل مكروه في أمريكا” يطلق خدمة ذكاء اصطناعي
⬤ أعلن مارتن شكريلي، الملقب بكونه أكثر رجل مكروه في أمريكا، عن إطلاق أداة ذكاء اصطناعي للاستخدام الطبي.
⬤ تعرف هذه الأداء باسم Dr. Gupta، وتقدم نصائحاً طبية واقتراحات أدوية يفترض أن تساعد المرضى بشكل متقدم.
⬤ يمتلك شكريلي سمعة سيئة، كما كان قد أدين بالاحتيال وسجن طوال 5 سنوات ومنع من العمل في مجال الأدوية.
يبدو أن المحتال السابق، مارتن شكريلي Martin Shkreli، يأبى إلا أن يكون محط اهتمام الوسائل الإعلامية العالمية، فبعدما قضى 5 سنين في السجن بتهمة الاحتيال المالي، ها هو يعود إلى بؤرة الضوء مجدداً إثر نيته إطلاق مشروع جديد خاص بالذكاء الاصطناعي في المجال الطبي؛ إذ يعتزم إطلاق روبوت محادثة طبي اسمه Dr. Gupta، يكون مخصصاً للإجابة عن التساؤلات والاستفسارات الطبية لدى المستخدمين. لكن ولدى تجربة موقع Gizmodo لروبوت المحادثة بنسخته الأولية، تبين أنه يعاني من مشاكل كبرى فيما يخص النواحي الأخلاقية وقضايا الخصوصية.
في السابق كان شكريلي قد حصل على شهرة كبيرة بإشغاله لمنصب الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة Turing Pharmaceuticals المختصة بمجال الأدوية، حيث قامت الشركة تحت قيادته بشراء حقوق تصنيع دواء يستخدم في علاج أعراض الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب (HIV) ورفع سعره بنسبة تزيد عن 5000%، ونتيجة الجدل الكبير الذي أحاط بالقصة، بات شكريلي معروفاً بكونه أكثر شخص مكروه في الولايات المتحدة.
المثير للاهتمام هو أن اعتقال شكريلي وسجنه لم يكن مرتبطاً بسلوكه الاحتكاري ورفعه الشديد للأسعار، بل أتى نتيجة تهم الاحتيال المالي، وتلقى حكماً بالسجن لمدة 7 سنين، قضى منها 5 سنوات خلف القضبان قبل أن يخرج في عام 2022 وينتقل فوراً لإطلاق عملة مشفرة فقدت 90% من قيمتها بسرعة وباتت عديمة القيمة تماماً اليوم.
لكن وبعد ابتعاد الأضواء عن تقنية البلوك تشين وتسليطها على الذكاء الاصطناعي، لم يتأخر شكريلي بالظهور في بث مباشر على Twitter Spaces ليعلن عن أداته التي يقول أنها خضعت للتدريب باستخدام البيانات الطبية من المواقع والدوريات الطبية عبر شبكة الإنترنت.
وانتشرت شائعات كثيرة مفادها اعتماد هذه الأداة على نسخة معدلة من روبوت المحادثة ChatGPT، الذي أطلقته شركة OpenAI. وقيل كذلك إن اسم الأداة، وهو Dr. Gupta، قد اختير عمداً نظراً لاحتوائه على أحرف GPT، أي يبدو شبيهاً باسم ChatGPT. وكان شكريلي قد وجه انتقادات صريحة لشركة WebMD وموقعها الإلكتروني، مصرحاً بأنها الآن أشبه “بجثة هامدة في الماء”.
ويبدو نظام Dr. Gupta بسيط الاستخدام؛ إذ يكفي أن يسأله المستخدم عن أي معلومات أو نصائح طبية حتى يجيب عليها. ويكون لدى كل مستخدم 5 أسئلة مجانية، فإذا أراد طرح أسئلة أخرى، عندئذ يتعين عليه دفع اشتراك شهري قدره 20 دولار أمريكي. وعموماً يحتوي هذا النظام أيضاً على قائمة منسدلة كي يقوم المستخدمون بتعبئتها بمعلوماتهم الطبية والصحية مقابل حصولهم على أجوبة واقتراحات “أكثر تخصصاً وغنى بالمعلومات”.
لدى تجربة الأداة بمعلومات مبسطة ولأمور مثل الحساسية الموسمية، فقد أعطت أجوبة عامة ومشابهة لما هو وجود عبر منصة ChatGPT كما أوصت ببعض الأدوية التي تباع دون وصفة طبية. لكن الجزء المقلق هو طلب الأداة لمعلومات المرضى الصحية، وهي واحدة من أكثر أنواع المعلومات حساسية.
وعلى العموم يبدو أن أداة Dr. Gupta قد تواجه مشكلات قانونية كثيرة؛ الأولى مسألة حظر شكريلي من مزاولة أي عمل مرتبط بمجال صناعة الأدوية، خاصة أن أداته تذكر بعض الأدوية في الأجوبة التي تعطيها للمستخدمين. أما المشكلة الثانية فتتعلق بمسألة إخلاء المسؤولية، خاصة أن الأداة يحتمل أن توصي ببعض المعلومات المضللة أو الضارة، وهو أمر شهدناه في أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، فهي تعطي المستخدم أحياناً إجابات خاطئة كلياً. وترتبط المشكلة الثالثة بسلامة وخصوصية بيانات المستخدمين، فهناك قواعد صارمة بشأن استخدام الشركات للبيانات الصحية ومشاركتها، لذلك يبدو المستقبل غامضاً بحصوص أداة Dr. Gupta ومالكها ذي التاريخ الأسود.