كيف تختار أفضل شاشة لابتوب ممكنة؟ بالتفاصيل والمعلومات
مع أن اللابتوبات تمتلك الكثير من الأمور المهمة التي يجب النظر إليها عند الاختيار، فلا شك بكون الشاشة هي واحدة من هذه الأمور المهمة. فبينما باتت الغالبية العظمى من اللابتوبات تأتي مع مواصفات جيدة على الأقل، لا تزال الكثير من الشركات تحاول تقليل النفقات عبر استخدام شاشات سيئة، لذا هنا سنقدم لك طريقة اختيار أفضل شاشة لابتوب ممكنة.
من حيث المبدأ لا تعد عملية اختيار أفضل شاشة لابتوب معقدة حقاً لمن يتابعون التقنية باستمرار، لكن بالنسبة للمستخدم العادي قد يحتاج الأمر لبعض التفحص وتقييم الشاشة وفق عدة معايير هامة سنتناولها فيما يلي :
تقييم دقة الشاشة
تأتي اللابتوبات اليوم بالعديد من خيارات دقة الشاشة التي تتراوح من 768×1366 فقط وتصل حتى دقة 4K العالية. لكن الواقع هو أن أياً من هذين الخيارين فكرة سيئة في الواقع، حيث أن دقة 768×1366 منخفضة للغاية وغالباً ما يمكن تمييز البكسلات المنفردة ضمنها، وبالجهة المقابلة فدقة 4K أعلى من اللازم ولن تلاحظ الدقة الإضافية على شاشة لابتوب حقاً كما أنها باهظة الثمن وستساهم برفع سعر اللابتوب الذي تريد الحصول عليه دون أن تقدم ترقية ملموسة حقاً.
الدقة الأفضل للاختيار حالياً هي دقة Full HD (أو 1080×1920) التي توفر عرضاً ممتازاً دون تمييز البكسلات مثلاً، وبنفس الوقت فهي ليست باهظة أبداً بل أن سعرها منطقي تماماً بالنسبة لما تقدمه. بالطبع تبقى خيارات مثل 1440p أو بعض النسب غير المعتادة (كما هو موجود في لابتوبات ماكبوبك عادة) جيدة كذلك، لكن لا حاجة للترقية حقاً من دقة 1080p.
قياس الشاشة
على عكس المعايير الأخرى فقياس الشاشة أمر تابع للتفضيلات الشخصية بالدرجة الأولى. فالبعض يريد لابتوباً ذا حجم صغير لسهولة الحمل لأي مكان وهنا تكون شاشة بقياس 13 إنش مناسبة، فيما أن آخرين يريدون لابتوباً يكون قريباً من استبدال الحاسوب المكتبي قدر الإمكان وبالتالي يستخدمون شاشة بحجم كبير مثل 17 إنش.
عموماً وللمستخدم العادي عادة ما تكون قياسات 14 أو 15.6 المعتادة هي الخيار المفضل كونها ليست صغيرة جداً بشكل مزعج، وبالمقابل ليست ضخمة حقاً بشكل يصعب حملها والتنقل من مكان لآخر.
جودة ألوان الشاشة
قد يغيب هذا المعيار عن أذهان الكثيرين الذين قد يفترضون أن جميع الشاشات متشابهة، لكن الواقع هو أن شاشات اللابتوبات تتفاوت بشدة من حيث الألوان التي تستطيع عرضها، فبعضها يقدم مجالاً لونياً واسعاً يظهر الصور كما هو مطلوب تماماً، فيما أن البعض الآخر يمتلك مجالاً محدوداً مع ألوان باهتة وتعبير لوني سيء.
عادة ما يمكن إيجاد نتائج اختبار شاشات اللابتوبات على بعض المواقع المتخصصة، حيث يعبر عن المجال اللوني المتاح على الشاشة كنسبة مئوية من طيف ألوان sRGB. حيث أن الشاشات الأفضل عادة ما تمتلك نسباً أعلى من 90% (وفي حالات نادرة أعلى من 100% حتى)، بينما أي شاشة تمتلك نسبة أدنى من 80% هي سيئة حصراً ويجب أن تتجنبها لأن المشاهدة باستخدامها لن تكون مرضية أبداً.
مستوى إضاءة الشاشة
نادراً ما ينتبه أحد إلى شدة إضاءة الشاشة وأهمية هذه المعيار إلا عندما يحتاج لها حقاً، حيث يتم نسيان الأمر عند مشاهدة اللابتوب في صالات العرض أو بعد شراءه واستخدامه في الداخل مثلاً، لكن أهمية اختير أفضل شاشة لابتوب من حيث مستوى الإضاءة تبدو بالأهمية الحقيقية عند الاستخدام في مكان مضاء جيداً بنور ساطع أو تحت أشعة الشمس مثلاً.
عادة ما تقاس شدة إضاءة الشاشة بواحدة تسمى “Nits” وتتراوح مستويات الإضاءة في شاشات اللابتوبات ضمن مجال 200-500nits. وبالطبع كلما كانت القيم القصوى أعلى كلما كانت شاشة اللابتوب أفضل من حيث الإضاءة والقدرة على العرض حتى تحت ضوء الشمس أو في الأماكن جيدة الإضاءة.
معدل تحديث الشاشة
في الغالبية العظمى من الشاشات اليوم فمعدل التحديث ثابت تماماً للشاشات: 60Hz، أي أن الشاشة تستطيع تغيير ما يعرض عليها 60 مرة في كل ثانية (وبالتالي تدعم معدل إطارات حتى 60fps). وهذه المعدل من التحديث مناسب لجميع الاستخدامات تقريباً، لكن بالنسبة للمهتمين بالألعاب تختلف الأمور حيث هناك تركيز على معدلات التحديث الأعلى التي تصل إلى 144Hz في بعض الحالات.
للمستخدم العادي فكرة شراء لابتوب مع شاشة بمعدل تحديث 144Hz هي فكرة سيئة دون شك، فالفرق غير مهم حقاً للمستخدم العادي، كما أن التكلفة كبيرة جداً، وحتى بالنسبة لمحبي الألعاب فمعدل التحديث الأعلى لا يستحق الأمر معظم الحالات لأنه سيكلف أكثر بكثير من جهة كما أنه مصدر كبير لصرف البطارية كذلك.
التقنية المستخدمة في الشاشة
من المعروف أن هناك تقنيتين أساسيتين تسيطران على صناعة الشاشات اليوم: LCD وبالمقابل OLED. حيث الأولى رخيصة الثمن لكنها سميكة ولا تقدم لوناً أسوداً عميقاً كفاية، فيما أن الثانية باهظة جداً وتعاني من أن عمرها أقصر نسبياً، لكنها بالمقابل تقدم تجربة عرض لا تضاهى بسبب اللون الأسود الحقيقي وطريقة إظهار الألوان بشكل متألق وبراق.
على عكس الهواتف الذكية التي عادة ما تكون شاشات OLED هي الخيار الأفضل لها، فالأفضل اختيار لابتوب بشاشة LCD كون هذه الشاشات تعيش أطول وتعاني من مشاكل أقل كما أنها أرخص ثمناً، لكن من المهم الانتباه إلى دعم الشاشة لتقنية IPS التي تسمح بالعرض من زوايا ضيقة دون تشوه الألوان على الشاشة أو انعكاسها.
أخيراً وليس آخراً: دعم الإدخال باللمس
بينما غزا الإدخال باللمس عالم الهواتف الذكية منذ سنوات طويلة، فهو لا يزال يعاني في اللابتوبات، فهو عادة ما يكون خياراً إضافياً وكونه يكلف أكثر يمتنع البعض عن الحصول عنه حتى في حال كان متاحاً. لذا يبقى السؤال المهم هنا: هل هناك فائدة حقيقية لاستخدام شاشة اللمس في لابتوب؟
الجواب هنا يعتمد على نوع اللابتوب، فإن كان بالشكل التقليدي سيكون اللمس مجرد ميزة متاحة لكن غير مهمة في الواقع، لكن بالنسبة للابتوبات 2 في 1 التي تتيح قلب شاشة اللابتوب ليصبح جهازاً لوحياً، وإن كنت تريد تجربة أمر كهذا فهو يستحق المال الإضافي دون شك بالأخص كون نظام ويندوز 10 قد تطور بشكل كبير للتعامل مع الإدخال باللمس بشكل ممتاز وأقرب ما يكون للمثالي.