أبرز محطات أعمال شركة هواوي لعام 2023 واستراتيجتها في مقابلة خاصة مع مينا تك
في مقابلة حصرية مع “مينا تك“، يسلط عمار طبا، نائب رئيس هواوي للعلاقات العامة والإعلام في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى الضوء على استراتيجية أعمال الشركة في المنطقة وما تقدمه في إطار العمل على صياغة المستقبل الرقمي المتطور ودفع عجلة نمو قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات ومردوده الإيجابي على بقية القطاعات والصناعات في المنطقة من خلال محاور متعددة، أهمها شبكات الاتصالات والتحول الرقمي المستدام والحوسبة السحابية وحماية أمن العالم الرقمي، وفوق ذلك كله العمل على تقليص فجوة المواهب الرقمية.
تتجاوز أعمال هواوي الحدود التقليدية لتكنولوجيا المعلومات أو الاتصالات لتفرض نفسها كمزوّد عالمي رائد للبنية التحتية الرقمية والأجهزة الذكية. ما أهم الإضافات النوعية التي تقدمها الشركة لقطاع تقنية المعلومات والاتصالات في المنطقة؟
أصبح الاقتصاد الرقمي سريع النمو المدعوم بالتقنيات الرقمية الذكية محركاً رئيسياً لعجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية، حيث تسارع كافة القطاعات والصناعات لتبني التقنيات المتطورة لتسهم بذلك في تسريع وتيرة التحول الرقمي وفق متطلبات العصر الرقمي.
وتماشياً مع تسارع وتيرة تطور العصر الرقمي الذكي الجديد، نعطي أولوية خاصة للعمل مع شركائنا في المنطقة وفي مقدمتهم شركات الاتصالات على تسريع مسارات التحول الرقمي للعديد من المجالات من خلال رفد قطاع الاتصالات بأحدث المنتجات والحلول كتقنية الجيل الخامس 5G، وشبكات الواي فاي 6 المتطورة الأفضل في فئتها، فضلاً عن شبكات مراكز البيانات الذكية والحلول السحابية التي تمتاز بقدرات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الخضراء.
ومتابعة لقيادة ثورة الجيل الخامس 5G، انتقلت هواوي فعلياً للعمل مع شركائها في المنطقة على المرحلة التالية من شبكات الجيل الخامس ممثلة بتقنية الجيل الخامس المتقدمة 5G-A ، حيث نستكشف مع شركائنا أهم حالات الاستخدام لهذه التقنية الغير مسبوقة الميزات، وأفضل السبل للمضي قدما بنشرها تجارياً.
في الوقت ذاته، تواصل هواوي كلاود دعم أطر التحول الرقمي في أسواق المنطقة، وتدير اليوم 84 مركزاً لتوافر الخدمات عبر 30 منطقة سحابية مقدمة خدماتها للعملاء في أكثر من 170 دولة لترسخ نفسها كشريك مفضل للعملاء الذين يرغبون باعتماد الخدمات السحابية السلسة والمتطورة.
نقرن أولوية العمل على دفع عجلة التحول الرقمي بتحقيق أهداف تقليل البصمة الكربونية بما يتماشى مع التزامات وتطلعات الاستدامة في دول المنطقة، حيث يستفيد فرع أعمال الطاقة الرقمية في الشركة “هواوي ديجيتال باور” من حلول الطاقة الذكية النظيفة لمساعدة طيف واسع من الأعمال على تحقيق الحياد الكربوني. وتتبنى هواوي منظومة عمل تركز على تمكين شركائها في المنطقة والعمل معهم على تطوير حلول تتماشى مع احتياجات السوق، سيما في مجال تمكين التكامل مع قدرات الذكاء الاصطناعي والتحول نحو الأنظمة الذكية الصديقة بالبيئة ضمن مختلف القطاعات.
تدعم شبكات الجيل الخامس (5G) نمو أعمال شركات الاتصالات، وتعمل على تمكين التحول الرقمي ضمن بقية القطاعات وبناء الاقتصادات الرقمية. وتعد دول مجلس التعاون الخليجي اليوم من بين الدول الرائدة عالمياً في نشر وتطبيقات هذه التقنية. ما أهم ما تقدمه هواوي في هذا المجال؟
تلتزمُ الشركة بالدرجة الأولى بدعم مشغلي الاتصالات لتحقيق أهداف التحول الرقمي الخاصة بهم. ويتيح لنا الاستثمار الضخم والمتواصل في البحث والتطوير تصدّر الوفاء باحتياجات مجالات تقنية المعلومات والاتصالات لتقنيات وحلول جديدة تتناسب مع متطلبات أسواقهم. على سبيل المثال، كانت هواوي في عام 2023 أول من أكمل كافة الاختبارات الوظيفية لشبكة الجيل الخامس المتقدمة 5G-A، ممهدة الطريق لظهور منتجات وحلول مبتكرة تتوافق مع هذه الشبكة وترفع سقف مردودها لمجموعة من تخصصات الأعمال.
وعلى ضوء أسبقيتهم في تبنّي تقنية الجيل الخامس، يحفز مشغلو الاتصالات مسارات تطوير شبكة الجيل الخامس المتقدمة 5G-A من خلال 17 شبكة تجارية أنشئت في المنطقة تغطي أكثر من 26 مليون مستخدم، فضلاً عن الزيادة الكبيرة في عملاء خدمة النطاق الترددي العريض المنزلي المدعوم بتقنية الجيل الخامس وخدمات الخطوط الخاصة. ويتطلع هؤلاء المشغلون لتحقيق الاتصال القوي لشبكات الجيل الخامس المتقدمة بما يتماشى مع هدف الوصول إلى سرعة 10 جيجابيت واستكشاف تقنيات مثل RedCap وإنترنت الأشياء الشخصي P-IoT ليكون عام 2024 عام النشر التجاري لشبكات الجيل الخامس المتقدمة 5G-A.
عملت هواوي على إطلاق أول سلسلة كاملة من حلول شبكة الجيل الخامس المتقدمة 5G-A لمساعدة المشغلين على هذه الشبكات بفضل الابتكارات المستمرة عبر خمس فئات من القدرات الأساسية: النطاق الترددي العريض، والنطاق المتعدد، والهوائيات المتعددة، والذكاء، والتقنيات الخضراء.
كيف يساهم نهج هواوي كلاود “كل شيء كخدمة” في بناء النظام الإيكولوجي السحابي وتعزيز التحول الرقمي عبر القطاعات في المنطقة؟
تلتزم هواوي كلاود بتوفير خدمات سحابية شاملة ومتكاملة عبر استراتيجية: “كل شي كخدمة” التي توظف من خلالها خبراتها وتقنياتها المتطورة لتسهيل التحول الرقمي للشركات في جميع أنحاء العالم. وأطلقنا في 2023 منطقة “هواوي كلاود الرياض السحابية”، وحصلنا على ترخيص فئة (ج) المرموق من هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية في السعودية، ما يؤكد على نجاعة نهج وكفاءة النظام الإيكولوجي لهواوي كلاود ودعمها لتعزيز النمو الاقتصادي الناتج عن التحول الرقمي.
وفي إطار الجهود المبذولة لدمج تشكيل الذكاء الاصطناعي في مستقبل أعمال القطاعات، كشفت هواوي كلاود النقاب عن “نموذج بانغو 3.0Pangu ” في سبتمبر 2023، وهو أول نموذج عربي تجاري من نوعه تم تدريبه بمئات المليارات من المؤشرات متفوقاً على النماذج المماثلة في القدرة على الفهم وتوليد الاستجابات. وشهد عام 2023 انضمام أكثر من 80 شركة جديدة لمنظومة هواوي كلاود ليرتفع بذلك عدد شركاء نظامنا الإيكولوجي في المنطقة إلى 288 شريكاً. وحقق هؤلاء الشركاء إيرادات تزيد عن 10 ملايين دولار أمريكي بنسبة زيادة سنوية كبيرة وصلت إلى 230%. ما يعني نجاح أطر العمل على دعم قدرات الشركاء تعزز إمكانياتهم التنافسية في مجال الحوسبة السحابية، وبالتالي دفع عجلة نمو وتطور سوق الخدمات السحابي في دول المنطقة.
تندرج الاستدامة والحياد الكربوني ضمن أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وتعد جزءاً أساسياً من الرؤية المستقبلية لقطاع تقنية المعلومات والاتصالات في دول المنطقة. ويعمل فرع أعمال الشركة للطاقة الرقمية “هواوي ديجيتال باور” على إتاحة فرص الدعم للشركات لتحقيق أهداف الاستدامة. ما هي المساهمات الأبرز التي تقدمونها في هذا المجال؟
تمر منطقة الشرق الأوسط بمرحلة انتقالية هامة من توليد الطاقة المعتمدة على النفط والغاز إلى توليد الطاقة بالاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة. وفي الوقت ذاته، يؤدي التحول السريع نحو الرقمنة إلى زيادة استهلاك الطاقة في البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات. وبحسب توقعاتنا، فإن الطاقة التي تستهلكها مراكز البيانات العالمية ستصل إلى 950 مليار كيلوواط/ساعة، وستستهلك المواقع كذلك 660 مليار كيلوواط/ساعة بحلول عام 2025، ما يمثل نحو 3% من إجمالي استهلاك الطاقة العالمي.
على ضوء أهمية الحياد المناخي في المنطقة على المستوى العالمي، بدأنا تحالفات استراتيجية مع العديد من الشركاء للعمل على تحفيز استخدام الطاقة الخضراء وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة وتنمية مصادر الطاقة النظيفة ضمن قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات. وأثمرت الشراكات عن نتائج جيدة على طريق تحقيق أهداف حفظ الطاقة، وخفض الانبعاثات، وتقليل التكاليف التشغيلية.
يركز فرع أعمال “هواوي ديجيتال باور” على دمج حلول الطاقة الرقمية والإلكترونية، وحفز الاعتماد على الطاقة النظيفة، وتمكين رقمنة الطاقة. وتركز جهودنا الحالية في البحث والتطوير على التقنيات الرقمية وإلكترونيات الطاقة، نسعى من خلالها لتسريع تنفيذ آليات توليد الطاقة النظيفة وإنشاء وسائل نقل ومواقع ومراكز بيانات صديقة للبيئة، والمساهمة في إنشاء مباني ومقرات عمل ومدن خالية من الكربون.
نركز بشكل خاص على مفهوم مقرات العمل صفرية الانبعاثات باعتبارها أحد أهم مكونات المدن الذكية المستدامة، بالتوازي مع تقديم نماذج أعمالنا لتقنية المعلومات والاتصالات منخفضة الانبعاثات كمقترحات صناعية فريدة تدعم دول المنطقة في تحقيق التزامات الاستدامة بما يتماشى مع الأهداف الوطنية لحيادية الكربون وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
في خضم هذا التحول الرقمي المتسارع وارتفاع وتيرة استخدامات الاتصالات والتطبيقات الآخذة في التوسع في المنطقة. كيف تستجيب هواوي للتحديات المتزايدة في مجال الأمن السيبراني؟
مع توجه العالم نحو مزيد من الترابط الرقمي الذكي، أصبح الفضاء السيبراني جزءاً لا يتجزأ من حياتنا وأعمالنا واقتصادنا. وبينما تُضيف التقنيات الرقمية مثل الحوسبة السحابية والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي وتقنية الجيل الخامس قيمةً استثنائية جديدة للمجتمعات، فإنها ترفع كذلك احتمالات تعرضنا للمخاطر والتهديدات.
دعمت هواوي على مدار أكثر من 30 عاماً رحلة التحول الرقمي لملايين المؤسسات عبر بناء أكثر من 1500 شبكة اتصالات بالتعاون مع شركات الاتصالات في جميع أنحاء العالم. ونواصل التزامنا بأولويات الأمن السيبراني ومواجهة التحديات المرتبطة به وحماية الخصوصية، وكذلك اغتنام الفرص المتعلقة بالتحول الإداري والابتكار التكنولوجي والتعاون المفتوح.
الأمن السيبراني وتحدياته مسؤولية مشتركة، إذ لا يمكن لشركة أو منظمةٍ منفردة أن تأخذ على عاتقها عبء التعامل مع التهديدات السيبرانية المعقدة والمتغيرة. ومن هذا المنطلق، نعمل على بناء جسور التعاون مع الجهات المعنية من هيئات ومنظمات بحثية وأكاديمية للحد من تهديدات الأمن السيبراني وبناء بيئة رقمية موثوقة. وينطوي التعاون مع شركاء النظام الإيكولوجي للأمن السيبراني في المنطقة كالاتحاد الدولي للاتصالات والجمعية الدولية للهاتف المحمول (جي اس ام ايه)، ومشروع شراكة الجيل الثالث (3GPP) والجهات التنظيمية المحلية – على أهمية كبيرة لضمان توفير الابتكارات المشتركة باستمرار، ومواصلة تطوير الابتكارات والمعايير وتطبيق أفضل الممارسات الدولية كنظام ضمان أمن المعلومات (NESAS) التابع للجمعية الدولية للهاتف المحمول. وكانت هواوي أول شركة تقنية متعددة الجنسيات تنضم إلى فريق الاستجابة للطوارئ الحاسوبية لمنظمة التعاون الإسلامي عام 2021 لدعم شركائنا في المنطقة في مجال توحيد معايير أمان تقنيات الجيل الخامس وتطبيق أفضل الممارسات الدولية.
المواهب من المحركات الرئيسية لمستقبل قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، والمنطقة بحاجة ماسة لبرامج المسؤولية الاجتماعية للشركات العالمية تركز على توفير الدعم والتوجيه للمواهب. ما الدور الذي تقوم به هواوي لتقليص فجوة المواهب الرقمية في المنطقة؟
تطوير مواهب تقنية المعلومات والاتصالات أحد أكبر أولويات القرن الحادي والعشرين باعتبارها أحد أهم ضمانات التنمية المستدامة للاقتصادات التي تقودها التكنولوجيا الرقمية. وبالتالي، تؤثر فجوة المهارات الرقمية العالمية على الاقتصادات المحلية وحياة الأفراد، ما يتسبب في خسارة الدول لمليارات الدولارات من نمو الناتج المحلي الإجمالي.
المواهب جزء حاسم من نهج أعمالنا في المنطقة لبناء النظام الإيكولوجي الشامل لتقنية المعلومات والاتصالات. ونعمل على بناء تحالفات استراتيجية ترتقي بمعايير تبني وتطوير المواهب وتعزيز مردودها برفع سقف المهارات. وفي إطار ذلك نسخر كافة إمكانياتنا لتبادل المعرفة وآليات التدريب العملي بالتماشي مع تسارع وتيرة الرقمنة. وقد أبرمنا شراكاتٍ فعالة مع اليونسكو والهيئات الحكومية والكليات والجامعات في المنطقة للمساعدة في تحديد وتطوير منظومة دعم وتنمية الروّاد المستقبليين لقطاع تقنية المعلومات والاتصالات الذين سيقودون مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالاستفادة القصوى من التكنولوجيا.
ترفد مبادراتنا وبرامجنا في مجال تنمية المواهب جهود بناء الاقتصاد الرقمي العالمي بالكوادر المؤهلة، ونذكر هنا مسابقة هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات وبرنامجنا العالمي الرائد “بذور من أجل المستقبل” الذين يمثلان منصات حيوية لإعداد الشباب وتعريفهم بآخر مستجدات التقنيات الحديثة، وإفساح المجال أمامهم لتعلم المهارات العملية المطلوبة، مما يسهم بتنمية قدراتهم ليكونوا مستقبلاً متخصصين ناجحين يسهمون في قيادة دفة تطور بلدانهم وبناء اقتصادات دولهم الرقمية المستدامة.