هجمات جديدة تمنع الطائرات من تحديد موقعها ومعرفة الوقت كذلك
⬤ تصاعدت هجمات الانتحال الرقمي التي تستهدف نظام GPS بنحو 400% في الأعوام الأخيرة.
⬤ يمكن أن تؤدي تلك الهجمات إلى تعطلات وسلوكيات غريبة في عمل ساعات الطائرات، فيما بات يسمى «اختراق الوقت».
⬤ لا ينتج عن مثل تلك الهجمات سقوط الطائرة، لكنها تحرض سلسلة من الأحداث غير المتوقعة التي يمكن أن تنتهي بكارثة.
في عالم الطيران، تُعرف عمليات وممارسات انتحال نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) بأنها نوع من الهجمات الرقمية التي بمقدورها تغيير مسار الرحلات الجوية التجارية. وهي اليوم قد دخلت في بعد جديد متطور، فوفقاً لدراسة أُجريت حديثاً حول الأمن السيبراني، بات بإمكان هذه الهجمات «اختراق الوقت».
شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعاً بنسبة 400% في حوادث الانتحال الرقمي التي تستهدف نظام تحديد المواقع العالمي، والتي يمكن أن تؤثر على مسارات الطائرات التجارية، تبعاً لما أشارت إليه هيئة الطيران الاستشارية OPSGROUP. وتشمل العديد من هذه الحوادث أنظمة GPS أرضية غير شرعية، بالأخص حول مناطق الصراعات والنزاعات، تبث مواقع غير صحيحة للمجال الجوي المحيط، في محاولة لإرباك الصواريخ أو الطائرات المسيرة القادمة.
جاءت تسمية «اختراق الوقت» تلك على لسان مؤسس شركة Pen Test Partners، كن مورو، وذلك خلال عرض تقديمي له في مؤتمر DEF CON الذي يُعنى بأمور القرصنة الرقمية. حيث أشار إلى أن نظام تحديد المواقع العالمي هو «في الواقع مصدر للوقت» بالإضافة إلى كونه مصدراً للمواقع. مستحضراً تقارير تفيد بوقوع «أحداث غريبة» في سلوك الساعات على متن الطائرات التي مرت بمحاولة انتحال.
ذكر مورو حادثاً وقع مؤخراً، تعرضت فيه طائرة تابعة لشركة طيران غربية كبرى إلى تغيير مفاجئ في ساعات التوقيت الداخلية فيها تجلى في تقديم الوقت إلى الأمام لسنوات عدة، لتفقد الطائرة الوصول إلى أنظمة الاتصال الرقمية المشفرة فيها. ما أدى إلى مكوث الطائرة على الأرض لأسابيع إلى أن تمكن المهندسون من ضبط أنظمتها الداخلية يدوياً.
على نحو مماثل، في أبريل الماضي، أوقفت شركة الخطوط الجوية الفنلندية (Finnair) مؤقتاً رحلاتها إلى مدينة تارتو شرق إستونيا بسبب عملية انتحال لنظام GPS، أُلقي باللوم فيها على روسيا.
لقد حل نظام تحديد المواقع العالمي بدرجة كبيرة محل الأجهزة الأرضية المكلفة التي تبث إشارات الراديو لتوجيه الطائرات نحو الهبوط. لكن مع ذلك، وبسبب اعتماد النظام على إشارات راديوية ضعيفة تأتي من أقمار صناعية بعيدة للغاية، من السهل أيضاً حجب أو تشويه إشارات GPS باستخدام معدات رخيصة الثمن وفي المتناول بسهولة، ولا يتطلب الأمر أكثر من معرفة تقنية بسيطة نسبياً.
السؤال المطروح هنا، هل يمكن أن تقود محاولات الاختراق والانتحال تلك إلى تحطم الطائرة؟ يجيب كن مورو بالنفي. منوهاً إلى أن ما تقوم به هذه المحاولات هو أنها «تخلق القليل من الارتباك فقط»، ولكن الخطر الأكبر هو ما يعقب ذلك من خطر بدء ما أسماه «تتابعاً من الأحداث»؛ حيث يحدث شيء بسيط، ثم يعقبه آخر، وثم يقع الأمر الخطير.