الطائرات المسيرة هي السلاح الجديد المستخدم في مكافحة البعوض والأمراض

⬤ بدأت عدة مقاطعات في ولاية فلوريدا الأمريكية باستخدام الطائرات المسيرة في عملية مكافحة البعوض وتقليل نقله للأمراض.

⬤ توفر الطائرات المسيرة رش المبيدات بشكل أسهل وأكثر أماناً، بالأخص للمناطق البعيدة والتي يصعب الوصول إليها.

⬤ إلى جانب المبيدات، تقوم بعض الطائرات المسيرة بنشر ذكور البعوض المعقمة أيضاً، وهي استراتيجية مكافحة فعالة.

في بعض البيئات ـ بالأخص الحارة والرطبة منها ـ يمكن أن تكون علاقة البشرية بالبعوض متسمة بالعداوة أكثر مما هي عدائية في الحالة المعتادة. إذ لا تقتصر مضايقات هذه الحشرات الصغيرة على اللدغ، ومص الدم، وترك بقع مزعجة على البشرة، بل أنها ناقل أساسي للأمراض. حيث يحمل البعوض أمراضاً مثل الملاريا، والحمى الصفراء، وسواها، ويعد الحيوان الأكثر فتكاً بالبشر دون منازع، مع وفيات سنوية تصل حتى مليون ضحية وفق التقديرات.

بالنظر إلى الخطورة الكبيرة للبعوض، بات من المهم استخدام مختلف الطرق الممكنة لمكافحته، بما يشمل الطائرات المسيرة التي باتت سلاحاً هاماً في هذا السياق. إذ كشفت تقارير أخيرة أن مقاطعة بروارد في ولاية فلوريدا الأمريكية قد بدأت بنشر طائرات مسيرة للمساعدة في مكافحة غزو هذه الحشرات. ويجري الآن دمج الطائرات المسيرة ضمن مجموعة الإجراءات المتعددة للتحكم بانتشار الحشرة والحد منه. 

كانت مقاطعة بروارد قد بدأت باستخدام الطائرات المسيرة منذ عامين في الواقع، لكن ذلك الاستخدام كان محصوراً بالمراقبة والاكتشاف للعثور على أكثر نقاط تكاثر البعوض أهمية وتوجيه البشر لمكافحتها. لكن الآن، ستصبح هذه الطائرات المسيرة مستخدمة في عملية المكافحة كذلك، وبعد اختبارات أولية ودراسة إثبات جدوى ناجحة جداً في تخفيض أعداد البعوض في عام 2023 المنصرم، ستصبح الطائرات المسيرة جزءاً دائماً من ترسانة المقاطعة في عملياتها لمكافحة البعوض.

قبل الاعتماد على الطائرات المسيرة، كان على طواقم المكافحة شق طريقهم عبر أغصان الأشجار ومسارات مليئة بالطين، مستخدمين المناجل للوصول إلى المناطق التي يتكاثر فيها البعوض. أما الآن، فيتم تحميل الطائرات المسيرة بحوالي 15 رطلاً من المبيدات وتغطية ما يصل إلى 3 فدانات في رحلة واحدة في نفس المناطق.

بالإضافة إلى المقاربة التي تعتمد على رش المبيدات، والتي تستخدمها مقاطعة بروارد الأمريكية، هناك في الواقع سبل أخرى مبتكرة تستخدم الطائرات المسيرة. ففي كل من ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وحتى أجزاء من البرازيل، تم استخدام الطائرات المسيرة كأداة نقل لحشرات البعوض ونشرها في مختلف الأرجاء التي تمتلك تركيزاً عالياً لهذه الحشرات الضارة.

على الرغم من أن نشر البعوض يبدو عكس الهدف المطلوب، يقوم العلماء في الواقع بنشر ذكور البعوض حصراً، وذلك بعد تعقيمها بحيث لا تتمكن من التكاثر. والغرض هنا هو تقليل حالات التزاوج الناجحة للبعوض، وبالتالي تقليل عدد البعوض في المنطقة تدريجياً وتقليل انتشار الأمراض العديدة التي يعد البعوض ناقلاً أساسياً لها. والمميز في هذه الآلية هو أن ذكور البعوض المنشورة ستكون أكثر فعالية بالعثور على مناطق تكاثر البعوض من محاولات البشر للقيام بذلك ورش المبيدات فحسب.